جهينة نيوز:
تعتبر قرية كفر نبو أو نابو من أقدم القرى السورية لكون عمرها يعود إلى ما قبل المسيحية بكثير حيث كان قاطنوها يعبدون الأوثان إلى أن جاء القديس مار مارون وبدأ دعوته في هداية الناس إلى الديانة المسيحية التي يقال انها انطلقت من كفر نابو إلى الشرق الأوسط.
ويقدر عمر القرية بآلاف السنين لكونها تعود إلى ما قبل المسيحية بكثير.
ورغم تطهيرها من الوثنية إلا أن اسمها لا تزال تحافظ عليه وهو الاسم المستمد من اسم الإله الرافدي الآشوري نبو أونابو إله الكتابة وحامي حمى الأدباء الذي كان لديه هيكل مقدس في جبل ليلون أو جبل سمعان إلى أن جاء القديس الماروني وقام ببناء كنيسة تدعى كفرنبو من حجارة الهيكل ذاته ويقال أنها من أقدم الكنائس السريانية في العالم.
وكفر نابو التي يقال إنها مقر لاله التنبؤات لا تزال على طبيعتها كما عرفها القديس مارمارون وكل من زار هذه القرية العظيمة أثريا وسياحيا كما يقول الباحث التاريخي أحمد دكاش.
ويضيف..لا تزال معصرة الزيتون الموجودة في القرية على حالها ومنازل للسكن تعود إلى القرن الخامس الميلادي وكذلك فنادق ستخدمت في تلك الفترة ومعظم هذه الأماكن مبنية من الحجر الطبيعي بطريقة مدهشة ومثيرة حيث ان المعصرة منجوفة بالصخر على نحو يصعب للمرء تخيل أن هذا من صنع الإنسان القديم المبدع.
ويرى الباحث دكاش أن لكفر نبو دورا كبيرا في التعريف بالمسيحية الباكرة وفي بناء حضارات الأمم التي لكلا منها جذور متأصلة في كل قرية أو مدينة سورية ما يجعلنا كسوريين عاجزين عن تقدير عمر بلدنا الذي شهد كل المراحل التاريخية.
وفي كل أرجاء القرية يوجد شاهد على صحة ما يقال حولها حيث يوجد تماثيل لرجال ونساء مقطوعي الرأس وأشكال حجرية غريبة لا يوجد مثل نوعها الآن وقد ساهم بناء كنائس من نفس أحجار المعابد على الحفاظ على قيمة القرية المعنوية كما يقول محمود صقور مهندس في تنقيب الآثار. ويضيف.. لقد وجد هيكل آخر للأله نبو في قلعة كالوته لكن تحول إلى كنيسة.
وتقع كفر نبو شمال شرق قلعة سمعان العامودي بنحو عشرين كيلومترا وهي مقصد للحجاج المسيحين من مختلف البلدان ورغم أن سكانها لا ينتمون للدين المسيحي فكنائسها تشهد اقبالا كثيفا من قبلهم الا انهم فخورون باستكمال المسيحية لشروحاتها ونصوصها المقدسة في شمال سورية وتحديدا كفر نبو كما يقول ابراهيم الأحمد من سكان القرى المجاورة.
ويضيف..أنه لفخر عظيم أن تكون قرانا الشرارة الأولى لانطلاق المسيحية الصافية إلى العالم أجمع أي أن المسيحية العالمية انتقلت من سورية إلى القارات الأخرى كما أن النساك الأوائل ظهروا في سورية في أعلى جبالها وبواديها وصوامعها مثل سمعان العامودي و مارمارون وغيرهم.
وعلى الرغم من أهمية كفر نبو التاريخية والدينية والسياحية إلا أن قلة قليلة من الناس تعرف ذلك ومعظم ما كتب حولها لم يعطيها حقها من الأهمية والعظمة فهي تؤرخ لعهد السيد المسيح عليه السلام من خلال المعابد الموجودة فيها مثل معبد المارتيريون أو الشهداء الذي لا تزال النقوش كما هي متضمنة تاريخ سرياني لبناء المعبد ومحتواه يقول في سنة 565 م أنا الكاهن بنيت هذا المارتيريون.
وأكثر ما يميز هذا المعبد هو الحس الديني والرهباني والمعنوي الذي يشعر به الزائر عدا عن الآيات والصلوات المحفورة فوق الأبواب والتي تعبق منها الإنسانية وحب الاخر منها على سبيل المثال الكتابة باللغة اليونانية المجد للاب والابن والروح القدس أيها الرب يسوع ارع دخولنا وخروجنا وفاء لندر القديس زكا كما يقول حسام فخري ترجمان محلف في اللغة اليونانية.
ويضيف.. المصادر تقول ان زكا العشار هو ذاك الرجل القصير القامة الذي استقبل المسيح في بيته فهذا يعني أن كفر نبو الأثرية والقرية الأقرب إلى الروح الصافية شهدت عهد المسيح وما قبله.
13:42