جهينة نيوز:
تشكل الغابات الطبيعية في السويداء لوحة فنية نادرة تبرز فيها آلاف الدونمات من الحراج الكثيفة دائمة الخضرة بأشجارها التي يتجاوز عمر بعضها مئتي عام كالسنديان والبلوط والتي تقدم هواء منعشاً صحياً مشبعاً بالأوكسجين ما يجعلها مقصداً للسياحة البيئية لابناء المحافظة للتمتع بمناظرها الجميلة والاستشفاء من الأمراض الصدرية والجلدية.
ويعول على شجرة السنديان المتجذرة بأرض السويداء والمرتبطة بذاكرة الأجداد دوراً كبيراً في خدمة أهداف السياحة البيئية عبر الاستفادة من ميزاتها لزيادة الجذب السياحي وتحويلها إلى منتج فاعل يخدم الاقتصاد الوطني.
ويوضح المهندس نزيه عماشة رئيس دائرة الحراج في مديرية الزراعة بالسويداء ان عدد اشجار السنديان يبلغ نحو 3 ملايين شجرة تشكل نسبة تزيد على 70 بالمئة من الأشجار السائدة في الحراج الطبيعية العائدة للدولة والتي تبلغ مساحتها 3376 هكتارا.
وأشار عماشة إلى ان هذه الشجرة التي يصل عمر بعضها إلى أكثر من مئة عام كثيرة التفرع وتخلف بقوة بعد قطع أوراقها ويبلغ ارتفاعها نحو 15 متراً وتعيش في الأراضي الفقيرة والصخرية وتقاوم البرد وتعد من الأنواع الأليفة للضوء وتتميز بخشبها القاسي جداً والمتين والثقيل الذي يستعمل بصورة خاصة بالتفحيم إضافة لاستخراج مادة عفصية من قشورها للاستفادة منها في عملية الدباغة.
ويبين عماشة أن كل هكتار واحد من غابات السنديان يمتص بمقدار 13 إلى 17 طناً من غاز ثاني أوكسيد الكربون بالسنة ويطرح 10 إلى 13 طناً من غاز الأوكسجين كما يخفض التبخر في التربة من 700 إلى 1000 متر مكعب بالسنة وسرعة الرياح من 30 إلى 60 بالمئة.
من جهته يشير الصيدلاني وسيم أبو جهجاه إلى أنه يتم استخلاص المواد العصفية من السنديان للكثير من التركيبات الدوائية مثل مراهم البواسير والمقبضات الموضعية فضلاً عن استعمال مغلي ثماره في المساعدة على وقف الإسهال موضحاً أن ثماره كانت تستخدم سابقاً في الغذاء لاحتوائها على مواد مفيدة.
يذكر أن أشجار السنديان في السويداء تمتد على مساحات واسعة وخاصة في قنوات والكفر وحبران ومحمية الضمنة التي تضم أشجارا يتجاوز عمرها 300 عام وهي تلعب دوراً هاماً في تلطيف الجو وجلب الأمطار وتنقية الهواء والمحافظة على التوازن البيئي.