جهينة نيوز:
تتميز اللاذقية بموقعها الجميل على ساحل بحري طويل وتنفرد بامتلاكها مخزونا طبيعيا كبيرا تستطيع أن تمنح كل زائر أو عابر أو ساكنه كمية من ذلك المخزون الذي يتجسد في طبيعة خلابة وغابات العذر والجبال الشماء الشامخة والأنهار الممتدة والبحيرات الواسعة فهي تحتفظ بمقومات سياحية هامة تدفع كل من يقوم بزيارتها الى الاستمتاع بطبيعتها للاستجمام والاستحمام بمياه بحرها الدافئة.
وتمتد كنوز اللاذقية الطبيعية من صلنفة الى كسب لتعبر سلمى والبسيط وغابات الفرنلق وتحط رحالها في غاباتها الصنوبرية الجميلة وتتوزع مصائفها على ضفاف الأنهار والبحيرات وفي الغابات والجبال وتتربع منتجعاتها على شاطئها الطويل الممتد غربا على طول حدودها الادارية.
وعن أهم كنوز اللاذقية ومناطق الاصطياف فيها يقول الباحث جمال حيدر مدير آثار اللاذقية إن اللاذقية مدينة جميلة الموقع غنية بمناطق الاصطياف كغناها بالمعالم الأثرية وبالمواقع الطبيعية واحدى أجمل تلك المواقع صلنفة التي تقع على بعد 45 كم شرق اللاذقية بارتفاع 1200 متر عن سطح البحر يجد فيها الزائر جمال طبيعي في محميات الشوح والأرز التي تتوزع على مساحة 1350 هكتارا وتحوي أصنافا متنوعة من النباتات والطيور والحيوانات والى الشرق منها يقع جبل النبي متى والنبي يونس البالغ ارتفاعهما 1600 متر عن سطح البحر وترتبط هذه البقعة السياحية مع اللاذقية والقرداحة ومصايف سلمى وسهل الغاب بشبكة طرق سريعة ومنها الى المحافظات السورية المتاخمة لها ادلب وحلب وحماة وحمص كما تحوي صلنفة على مجموعة من الفنادق والمطاعم التي توفر للسائح والزائر خدمات كثيرة واقامة طيبة على أرضها.
أما سلمى فتقع على بعد 48 كيلو مترا شمال شرقي اللاذقية وترتفع عن سطح البحر حوالي 800 متر يتم الوصول اليها عبر طريق اللاذقية /حلب وصلنفة/ سلمى وتتميز بمناخ جميل ومشهد طبيعي و بيئي أخاذ يقصدها السياح صيفا و شتاء لقضاء اجمل الاوقات في احضان الطبيعة الخلابة.
وأضاف حيدر جميع المناطق السياحية باللاذقية مميزة وجميلة واكثرها تميزا رأس البسيط الذي يجمع بين جمال الطبيعة وروعة البحر يبعد عن مدينة اللاذقية نحو 50 كيلو مترا شمالا بمحاذاة البحر ويجمع ما بين الشاطىء الرملي والغابات الشاسعة والمنشآت السياحية المكتملة الممتدة على طول الساحل وارتفاع الجبال والغابات المحيطة و تنتشر على الشاطىء المسابح والمقاصف والشاليهات و المخيمات ودور الراحة والفنادق التي تقدم للزوار كل الخدمات اللازمة لقضاء عطلة بين احضان الطبيعة ورمال الشاطىء.
أما كسب فتقع الى الشمال من اللاذقية على بعد حوالي60 كيلومترا ترتفع حوالي 800 متر عن سطح البحر وتتصل مع اللاذقية ورأس البسيط بشبكة طرق جيدة يقصدها السياح لقضاء اجمل وامتع الأوقات في أحضان الجبل وغاباته الخضراء التي توفر مناخا باردا ليس شتاء فحسب بل في الصيف ايضا وهذه الطبيعة المميزة تكللها مجموعة من الخدمات السياحية كالفنادق والمطاعم والأسواق.
كما تحوي كسب مجموعة من المعالم الدينية ذات الطابع الأثري ومنها الكنائس والأديرة والى الجهة الجنوبية الغربية منها على بعد ثلاثة كيلومترات تقع قرية السمراء ذات الطبيعة الخلابة والمشيدة على سفح الجبل المغطى بالاشجار الحراجية العملاقة والذي ينحدر بهدوء ليلتقي مع مياه البحر فيشكل مشهدا طبيعيا أخاذا قل نظيره في العالم.
ويتابع حيدر أن غابات الفرنلق تقع على طريق عام اللاذقية/ كسب على بعد 50 كم شمال اللاذقية تقدر مساحتها 1500 هكتار وهي من اندر الغابات الطبيعية في العالم التي تعتبر طبيعتها عذراء لم تخترق حتى الآن ويتوسط هذه الغابة وادي نهري دائم الجريان وغابات خضراء تضم أشجار العزر والصنوبروالشوح و السنديان التي تشكل مع بعضها نسيجا طبيعيا هادئا يقدم مشهدا بيئيا رائعا لكل من يقوم بزيارتها.
ومن مواقع الاصطياف أيضا الشاطىء الأزرق والمدينة السياحية الشمالية التي تقع على بعد 10 كم شمال مركز المدينة على رأس بحري يطلق عليه اسم رأس ابن هاني نسبة الى مقام وضريح المسعود ابن هاني الموجود بجوار الشاطىء وهذا الرأس يشكل شبه جزيرة من اليابسة تمتد في البحر على شكل الذراع بطول ثلاثة كيلومترات وعرض متوسطي خمسمئة متر شيد فيه فندقان من مستوى خمس نجوم و هما الميريديان ومنتجع الشاطىء الأزرق وهناك مجموعات كبيرة من الشاليهات المعدة للاستثمار السياحي وأهمها شاليهات شركة الرمال السياحية و عدد من المسابح الشعبية التي يقصدها محبي السباحة والاستمتاع بدفء الرمال البحرية وتقدم الخدمات للسياح عن طريق اسواقها ومطاعمها وفنادقها الكثيرة التي تلبي طلباتهم ورغباتهم.
ويضيف حيدر أن اللاذقية تضم بالإضافة لمواقع الاصطياف مواقع الجذب السياحي التي تضم بحيرة بلوران الواقعة على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا شمال المدينة على طريق عام اللاذقية كسب وهي بحيرة محاطة بغابات الصنوبر وعلى ضفافها مجموعة من المطاعم التي تقدم المأكولات الشعبية.
أما بحيرة 16 تشرين الواقعة على بعد 15 كيلومترا الى الشرق من مدينة اللاذقية طريق حلب على نهر الكبير الشمالي في موقع طبيعي تتوسطه بحيرة محاطة بالجبال والهضاب المرتفعة ومجموعة من المطاعم المنتشرة على ضفتيها بينما تتميز بحيرة الثورة التي تقع على بعد 25 كم شمال شرق اللاذقية على طريق الحارة عين التينة بموقع طبيعي جميل تنتشر المطاعم على أطرافها ويتمتع الناظر بجمال طبيعتها بالاضافة لوجود الكثير من البحيرات لكن هذه البحيرات الأهم التي يؤمها السياح للاستمتاع بجمال الطبيعة وقضاء امتع الاوقات في احضانها الخلابة وهوائها العليل.
ويلفت الى أن مدينة الأسد الرياضية من مواقع الجذب السياحي فهي تقع على شاطىء البحر على بعد خمسة كيلومترات شمال مركز مدينة اللاذقية شيدت عام 1987 من قبل مؤسسة الاسكان العسكرية قبل بدء الدورة العاشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط وتبلغ مساحتها 160 هتكارا خصص أكثر من نصفها للحدائق والمروج الخضراء وتضم هذه المدينة ملاعب لكرة القدم تتسع 45000 متفرج وصالات مغلقة للسباحة ومسبحا اولمبيا للمسابقات ومسبحا للغطس ومسابح للأطفال وصالات للفنون والمعارض اضافة الى عدد من الصالات الرياضية وهي ملاعب لكرة الطائرة والسلة واليد والتنس وهناك مجموعة من التجهيزات نذكر منها المجمع الاداري والمركز الصحفي و المركز الاذاعي والتلفزيوني ومركز صحي ومركز لليخوت البحرية وغيرها.
ويشير حيدر الى أن المتحف الوطني ينضم الى مواقع الجذب السياحي لما يحتويه من أهمية كموقع و بناء تراثي جميل يتوسط الجهة الغربية من المدينة بالقرب من الميناء التجاري مجاورا لشاطىء البحر الذي يفصله عنه حديقة عامة مشهورة تدعى المنشية.
ويعود تاريخ البناء الذي يضم المتحف الوطني الى نهاية القرن السابع عشر الميلادي حسبما يرد لدى المؤرخ الياس صالح في مخطوطه آثار الحقب في لاذقية العرب وكان الأصل خانا أو منزلا وكلمة خان فارسية و تعني الفندق و هو نوع من المباني التخديمية التي انتشرت مع ازدهار حركة التجارة في اللاذقية و خصص البعض منها لأنواع معينة من التجارة وقد بلغ عددها اكثر من عشرة خانات في اللاذقية ولا يزال البعض منها باقيا حتى الآن وهذه الخانات انتشرت في البقعة المجاورة للمرفأ ما يدل على الدور الهام الذي لعبته في حركة التجارة وخاصة خان الدخان الذي يستخدم الآن كمتحف وطني مساحته 2750 مترا مربعا و تحيط به حديقة واسعة مساحتها أكثر من هكتار .
تلك المواقع كان لها تأثير كبير في جذب السياح و الزوار الى مدينة اللاذقية بالاضافة لمواقعها الأثرية وتغطي كافة مراحل الحضارة الانسانية عبر العصور.