المزيريب.. ثلاثية رائعة الجمال تجمع المتحف الأثري والبحيرة الطبيعية والمطحنة القديمة

السبت, 20 تشرين الأول 2012 الساعة 17:54 | , السياحة في سورية

المزيريب.. ثلاثية رائعة الجمال تجمع المتحف الأثري والبحيرة الطبيعية والمطحنة القديمة
جهينة نيوز: تناغم وانسجام قل نظيرهما يجدهما الزائر حينما تطأ قدماه منطقة المزيريب التي تقع على بعد12 كيلومترا إلى الغرب من مدينة درعا حيث تجمع بين سحر الطبيعة والمناظر الغناءة من جهة وعبق التاريخ والأوابد التي تستمد قيمتها الأثرية من لدن الماضي ومآثره من جهة أخرى فلا تكاد تخلو أرضها من بقايا أو معالم لمدينة أو معبد أو مسرح أو موقع أثري. تتجلى روعة هذا المتحف الأثري أكثر من خلال بحيرتها الطبيعية التي تجاورها قلعة مزيريب الشهيرة ومطحنتها القديمة لتشكل مجتمعة ثلاثية رائعة الجمال فالبحيرة التي تمتد على مساحة تقريبية 1 كيلومتر مربع وتتغذى من ينابيع عديدة بالقرب منها تعد مصدرا مهما لمياه الشرب إذ تروي مدينتي درعا والسويداء عبر أنابيب طويلة تخترق عددا من القرى والمدن. ويستمد المكان قيمة جمالية مضافة من الأشجار الباسقة التي تحيط بالبحيرة إذ تشكل بظلالها أماكن ومقاعد يحلو الجلوس تحتها لاسيما في أيام الصيف حيث يجتمع الزوار في ربوعها الخضراء مستأنسين بخرير المياه وسرد أقاصيص الأولين وأمجادهم. البحيرة ولسنوات خلت اعتبرت رئة محافظة درعا ومكانا للسياحة الشعبية وفق مدير سياحة درعا المهندس طلال المحمد حيث كان يؤمها في فصل الصيف الآلاف من أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة ساعدها على ذلك تجهيزها بشتى أنواع الخدمات فثمة منظومة طرق معبدة تربطها مع باقي المناطق فضلا عن تزويدها بشبكات المياه والكهرباء والهاتف ووجود مقصف سياحي على جانب البحيرة يقدم الخدمات كافة للمصطافين والسياح والزوار. وبهدف جذب المزيد من السياح طرحت وزارة السياحة بالتنسيق مع المحافظة استثمار مشروع سياحي متكامل في منطقة المزيريب وفق المحمد حيث تتجاوز مساحة العقار الذي ينفذ عليه المشروع 87 ألف متر مربع خصص منها 34 ألفا لإقامة المشروع السياحي الذي يقع خارج الحرم المائي المسموح إشادة أبنية عليه. المساحة المتبقية والمقدرة ب53 ألف متر مربع تم تخصيصها للسياحة البيئية وإقامة حدائق ومظلات مؤقتة داخل حرم البحيرة حيث لا يسمح بإشادة الأبنية الثابتة عليها ويضيف مدير السياحة في درعا.. تميز موقع المشروع بمواصفات طبيعية تشجع على الاستثمار.. وإلى الجنوب والغرب منه ثمة مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة بمختلف أصناف الأشجار الحراجية والمثمرة فضلا عن وجود مسيل وادي الذهب. وإلى الشرق من الموقع توجد الطريق العام التي تربط درعا بالمنطقة الغربية إضافة إلى وجود طريق تصل ما بين تل شهاب السياحية وبحيرة المزيريب. ويتضمن البرنامج الاستثماري للمشروع بحسب مدير السياحة إقامة مجمع سياحي من مستوى ثلاث نجوم يضم فندقا يتسع ل 250 سريرا ومطعما وكافتيريا ومحال لتقديم الوجبات السريعة ومقهى سياحيا ومركزا للقوارب الشراعية والانشطة المائية والتجديف ومدينة ألعاب كهربائية وملاعب أطفال ومرافق خدمية. وعلى أطراف المجري المائي من جهة الشرق تقع القلعة التي تعد من أهم المواقع الأثرية في المنطقة وفق الباحث ياسر ابو نقطة من دائرة آثار درعا حيث يقول .. المسقط الأفقي للقلعة على شكل مربع طول ضلعه من الخارج 80 مترا ولم يتبق منها سوى الاسطبلات الواقعة إلى الجهة الشمالية التي تتوسطها البوابة الرئيسية والبالغ عرضها 3 أمتار تقريبا . والبوابة عبارة عن قاعتين مستطيلتي الشكل أبعاد كل منها سبعة أمتار وربع المتر يعلوها أربع كتل تتوزع على الزوايا وتسمى الأبراج التي تشكل مربعا أبعاده من الداخل سبعة أمتار وعشرة سنتيمترات أما من الخارج فأبعاده تسعة أمتار وعشرة سنتيمترات فضلا عن وجود كتلة في منصف ضلعي المربع الشرقي والجنوبي لاتزال معالمها قائمة بينما تهدمت باقي كتل القلعة ولم يتبق منها سوى بعض الأساسات التي ترشد إلى الشكل الذي كانت عليه القلعة. يقول الباحث أبو نقطة .. " لايوجد ما يؤرخ لفترة بناء القلعة لكن تصميمها ومواصفاتها المعمارية ومطابقتها مع مثيلاتها يشير إلى أنها تعود إلى القرن السادس عشر الميلادي وعلى وجه التحديد حيث كانت المزيريب آنذاك مركزا لتجمع الحجاج إلى الديار المقدسة". وفيما يتعلق بالمطحنة القديمة يرى الباحث أنها من أهم المعالم الأثرية في منطقة المزيريب وتقع إلى الغرب من القلعة وتبعد عنها نحو 200 متر وتتوسط المجرى المائي أما بناء الطاحونة فيشكل مستطيلا بطول 14 مترا وعرض 11 مترا وهي مبنية من الحجر البازلتي وتتألف من طابقين.. أرضي ومنخفض يشكل مصبا مائيا على شكل شلال يشغل بدوره عنفات الطاحونة المائية. ويضيف.. تتقدم البناء من جهة الشمال أقنية مائية مزودة بجدران مهمتها حصر المياه القادمة من الشمال لتصب في البناء السفلي كما يحوي البناء من الداخل ثلاثة صفوف من الأعمدة الحجرية المربعة تحمل أقواسا قببية جميلة لتشكل بدورها السقف الحجري للمطحنة. منطقة المزيريب ليست إلا واحدة من مئات المناطق السورية التي تؤرخ للحضارة السورية العريقة وتجعل من سورية مقصدا للباحثين والمختصين بالآثار لدراسة ما تحتويه من آثار وإبداعات تركها لنا أجدادنا لتكون مفخرة لنا ودليلا إضافيا على أن الحضارة السورية من أعرق حضارات العالم


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا