خربة أم عويني في السويداء.. شواهد حية على حضارة سورية الموغلة بالقدم

السبت, 5 كانون الثاني 2013 الساعة 19:48 | , السياحة في سورية

خربة أم عويني في السويداء.. شواهد حية على حضارة سورية الموغلة بالقدم
جهينة نيوز: إلى الجنوب من قرية خازمة بالسويداء تقع خربة أم عويني الأثرية كشاهد على حضارة سورية الموغلة بالقدم من خلال بقايا دير وخزان صغير منحوت من الصخر الأحمر الهش نادر الوجود بعمق 10 أمتار استخدمه الرهبان كما تشير الدراسات التاريخية مع جميع المنشآت المائية المنفذة آنذاك لتربية الماشية والزراعة. ويشير رئيس لجنة الآثار في جمعية العاديات بالسويداء كمال الشوفاني إلى ان الجزء الأهم من الخربة يمثل بقايا دير على شكل مربع طول ضلعه 65 متراً تحيط به أكمة طبيعية تترك مجالاً لتمييز الأبنية السكنية الفقيرة مع طول الجهات الأربع للدير بحسب المخطط الذي وضعته البعثة الفرنسية التي نقبت في المكان عام 1978. وبحسب الشوفاني فإن البعثة رصدت على محيط الدير المحصن عدة منشآت حددتها على المخطط ورمزت لها بأحرف لاتينية تشمل ست برك من أحجام مختلفة أهمها البركة الشمالية التي نحت جزء منها في الصخر والجزء الآخر الأكبر مبني بصورة طبيعية وله ثقب في الأسفل شكل نقطة اتصال مع قناة جر مياه أثرية قديمة ذات ميل خفيف بطول 500 متر لها مأخذ متفرع من مياه أحد روافد وادي راجل. ويلفت الشوفاني إلى أن هذه البرك وفقاً لأبناء المنطقة كانت تملأ بالماء شتاء حيث تأتيها من وادي راجل عبر أقنية صغيرة وتبقى مملوءة حتى أيام الصيف حيث ساعدت على خصوبة الأر ض فيالمناطق المجاورة التي كانت تعتبر من أفضل المناطق الزراعية مشيراً في الوقت نفسه إلى وجود بركة عرفت باسم عين أبو دهن نسبة لإحدى عائلات قرية ملح كانت المياه تجتمع فيها طيلة أشهر السنة. وفي الجهة الغربية للدير تظهر خرائب سكن تمثل نموذجاً بسيطاً وفقيراً جداً مصنوعاً من الحجارة غير المنحوتة دون طوابق وقناطر يتخللها بناءان متعامدان ولكل بناء باب واحد يفتح على باحة مغلقة الى جانب الزرائب وهي غرف صغيرة جانبية بعمق مترين ويعتبر هذا البيت جزءا من تجمع سكني أقيم على مقربة من الدير. وتبرز في الخربة مغارتان محفورتان تحت سطح الأرض في الكتلة الصخرية الحمراء الهشة ذاتها التي حفرت فيها الخزانات وقد كانت إحداها توءوي المجاهدين إبان الثورة السورية الكبرى وعقد فيها أول اجتماع لهم قبل انطلاقتها كما شكلت ملاذاً لهم في أحيان كثيرة فاعتنوا بها وطينوا جدرانها التي ما زالت آثارها باقية إلى يومنا هذا. ويلفت الباحث الشوفاني إلى وجود أسوار من الحجر الصخري في أم عويني خصصت للحيوانات وتسمى زرائب أو صيرة أو كانت بيادر لاستخلاص الحنطة والحبوب بشكل عام إضافة الى صفوف من البناء الحجري باتجاه شرق غرب واضحة المعالم تمتد على عدة مئات من الأمتار حول الموقع الموجود في وسط منطقة صخرية كثيفة . ويوجد إلى الشرق من الخربة مكان يسمى كوم أم عويني يحوي الكثير من القطع الفخارية الضخمة ويعتقد أنه كان مكانا لشوي الفخار وتحيط به برك أخرى كانت تأتيها المياه كمثيلتها من مجاري مياه من وادي راجل فضلاً عن وجود بقايا لمطحنة مائية إلى الشم المنها ما زال الفراش المعدني الذي تدفعه المياه لتحريك رحى المطحنة موجوداً فيها حتى الآن.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا