بلدة المجدل طبيعة جبلية ساحرة وروعة في المعالم الأثرية

الجمعة, 8 شباط 2013 الساعة 17:53 | , السياحة في سورية

 بلدة المجدل طبيعة جبلية ساحرة وروعة في المعالم الأثرية
جهينة نيوز: تمتاز بلدة المجدل الواقعة إلى الشمال الغربي من مدينة السويداء بطبيعتها الجبلية الساحرة وخصوبة أرضها وجمال وروعة معالمها الأثرية وكروم العنب التي اشتهرت بها منذ زمن الرومان حيث أطلق عليها اسم مجد الكروم قديما واليوم تعرف باسم المجدل. وسكنت المجدل في العصر الحديث منذ القرن الثامن عشر وجاءت تسميتها حسب الروايات التاريخية من جدل الحبل جدلا أي فتله وجدل الشعر أي ضفره ومعناها الجديلة ومجدل بكسر الميم تعني القصر المشرف وبفتح الميم اسم موضع في بلاد العرب لكن الدكتور علي أبو عساف الباحث في آثار المنطقة اشار إلى أن اسم المجدل يعود إلى العصر الآرامي. ويلفت أبو عساف إلى وجود عدد من المباني الأثرية الهامة المسجلة لدى دائرة آثار السويداء ومن بينها منزل فضل الله هنيدي الأثري المسجل في عداد المباني التاريخية والذي تتداخل فيه العناصر المحدثة مع الجدران الأثرية القديمة. وفي الجانب الجنوبي منه عثر أحد المواطنين ضمن منزله على لوحة من الفسيفساء المميزة والمكتشفة داخل حجرة مبنية من الحجر البازلتي ومسقوفة بألواح التوتياء حيث يشاهد في اللوحة التي تتراوح أبعادها الأولية بين 303 و370 سنتيمترا إطار زخرفي من جانبين يحوي موضوعات نباتية وحيوانية ومشاهد لأطفال في زوارق صغيرة تصطاد السمك والطيور ويبرز في داخلها أربعة أشكال لنساء عاريات. ويوضح أبو عساف أن أعمال التنقيب في المكان الذي اكتشفت به اللوحة تبين أنها تشكل أرضية لدار سكنية كانت على الأغلب جزءا من حمام أثري يعود للعصر الروماني وتم الكشف عنها في عام2010 حيث تمت دراسة حالتها الفنية وشكلت لجنة من دائرة الآثار قامت بتوثيق اللوحة وأجرت لها أعمال الصيانة والحفظ المطلوبة وجرى تقسيم مساحتها إلى عدة مربعات ثم تصوير كل قسم على حدة والعمل على تصحيح الصور ببرامج خاصة للحصول عليها بأبعادها النظامية ثم جمعها ولصقها ببعضها ومعالجتها للحصول على صورة مصححة وكاملة للوحة. كما تم إجراء عمليات تدعيم وتدخلات على اللوحة تمثلت بتنظيف أولي بسيط لسطحها و تدعيم كل حوافها وإعادة المكعبات المنفصلة إلى مكانها وغيرها من العمليات التقنية الأخرى ثم إعادة دفن الفسيفساء بطريقة منهجية حديثة لحمايتها والحفاظ عليها من خلال إجراءات فنية معينة. ويضيف الباحث في آثار المنطقة إن المجدل تضم أيضا مقبرة برجية منفردة تعود إلى العصر البيزنطي وتتكون من طابقين وتحوي تابوتين حجريين كبيرين على وجه أحدهما نقش لزخارف حولها صليبان وفي واجهتها كتابتان يونانيتان إحداها تقول.."اعبر ولا تحسد" والأخرى"هنا يرقد قرب أبيهما ابنا أنطيوخوس المكلل بالمجد". وفي خريف 1810 زار الباحث /بركهاردت/المجدل قادما من موقع المزرعة ونسخ بعض الكتابات اليونانية المتواجدة على واجهات بعض المباني القديمة. فيما وصف الباحث/ ج ماسكل/ في عام 1936 المقبرة الموجودة في المجدل بأنها برج مربع الشكل يشاهد من الطريق ولكن لا يجب التردد بقطع المئة متر التي تفصله عن الطريق من أجل تفحصه جيدا فالطابق الأول منه تحول على سكن والطابق الأرضي عبارة عن مكعب طول ضلعه من 5 /6 م وجهة مدخله نفذت على هيئة قوس مزخرف تبلغ فتحته / 205 /أمتار وفي الجدارين الجانبيين تابوتان حجريان يحملان صليبين بيزنطيين. كما تحدث الباحث /ماسكل/ عن اهم المساكن في البلدة حيث ذكر بأنه يوجد في المجدل منزل كبير يحتوي على واجهة محفوظة بشكل كلي متضمنة درجا حجريا يصل بين الطابق الأرضي والطابق العلوي وبلاطات من البازلت التي تؤلف الدراجات ويعتبر من الأعمال المعمارية الرشيقة وهناك سقف حجري من العصر البيزنطي يعود إلى قاعة صغيرة كان صاحبها يفاخر بإظهارها لزواره ويعد هذا المنزل من أكثر البيوت طرافة وأهمية للزوار. وقدمت الباحثة الفرنسية /آني سارتر فوريا/ وصفا وصورا ومخططات لمدفني المجدل الأثريين حيث ذكرت ان أحدهما تهدم منذ حوالي سبعة عقود وتضمن نصه الجنائزي اسم لباني القبر /ما سيموس/ والقبر البرجي الآخر تصفه الباحثة المذكورة بأن موقعه شمال غرب السويداء بحوالي /12/ كم وجنوب منطقة اللجاة البركانية وهو القبر الأثري الوحيد في البلدة حاليا وفيه نصان جنائزيان منقوشان باليونانية بشكل جيد. وتابعت فوريا ان طريقة بناء أمكنة النواوييس /القبور/ كانت متميزة حيث توضعت فوق مصطبة يعلوها أقواس أحدها في صدر القبر والباقي في الجدارين الجانبيين وتتوضع كتابة على يمين قوس مدخل القبر من الأعلى تتكون من /32/ كلمة وكتابة تقع على يسار قوس المدخل قريبة من قاعدته وتتألف من / 4 / كلمات ذات حروف كبيرة يتقدمها نقش الصليب وهناك أيضا رموز مسيحية على واجهة الناموس الأيسر والتي من خلالها تأريخ القبر من العصر البيزنطي وهو من أجمل القبور البرجية في المنطقة. كما وصف الباحث/ قتيبة الشهابي/ المجدل ضمن معجمه عن المواقع الأثرية في سورية مشيرا إلى أنها موقع أثري وقرية في مركز منطقة السويداء أقيمت في مطلع القرن الثامن عشر الميلادي وتضم موقعا أثريا يعود إلى العصور النبطية والرومانية والغسانية والبيزنطية والعربية الإسلامية ويشمل مباني متنوعة معظمها بحالة سليمة ومعبدا وثنيا تحول إلى كنيسة في العصر البيزنطي ثم إلى مسجد في العصور العربية الإسلامية. سهيل حاطوم


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا