جهينة نيوز:
معروضات أثرية تحكي قصصاً منذ مئات السنين عن مختلف الحضارات التي تعاقبت في حكمها وسيطرتها ونفوذها على المنطقة الوسطى من سورية هي أهم ما يزخر به متحف حماة الوطني الذي يحوي بداخله مجموعة من المدافن والتوابيت الأثرية تعد من أهم محتويات المتاحف بالعالم أجمع بحسب تصنيفات خبراء الآثار.
ويحتضن المتحف الوطني مجموعات فريدة وواسعة من المدافن والتوابيت التي عثر عليها في مواقع أثرية مختلفة من المحافظة بينها ما يندر وجوده في العالم يفرد لها المتحف قاعة خاصة لعرض هذه المكتشفات التي تقسم بطبيعتها إلى أربعة أشكال هي مدافن أو توابيت فخارية وحجرية وخشبية وقصديرية.
تعاقب الحضارات على المنطقة الوسطى وفق رئيس دائرة آثار حماة "عبد القادر فرزات" كان عاملاً أساسياً في نشر ثقافات وفلسفات وعقائد اختلفت من حضارة إلى أخرى ويتبدى ذلك من خلال "الرموز الثقافية والعقائدية التي خلفتها ورائها هذه الآثار من أهمها المدافن والنواويس التي تمهد الطريق لفهم الشعوب القديمة وأفكارا عن الحياة والموت والعادات والتقاليد".
وبحسب فرزات فإن أبرز ما يحتويه المتحف الوطني في حماه هي المدافن الخشبية والحجرية المحفوظة بصناديق زجاجية بهدف حمايتها من التأكل نتيجة تغير درجات الحرارة من الرطوبة أو الحرارة مشيرا إلى براعة التصميم والهندسة المستخدمة وهو ما يبرهن على براعة النحات.
ويتميز أحد التوابيت الذي يبلغ ارتفاعه 120 سنتيمترا بشكله المستطيل المفرغ من الداخل والمصمم من خشب الزان عثر عليه في مدفن يعود للعصر الروماني حيث يشير تحليل الكربون الذي أجري له أنه صنع في العام 20 ميلادية كما يوضح فرزات قبل أن يلفت الانتباه إلى وجود نقوش في احدى جهات هذا التابوت ونحت نافر في الخشب لألهيتن مجنحتين.
ويشير فرزات إلى أنه في الجهة المقابلة يوجد نحتان لأسدين نافرين بوجهين متقابلين يفصل بينهما رأس ثور يتراوح أطوالهما بين 75 و 80 سم ويدل هذا المشهد على القوة والعظمة فالثور في الثقافة الرومانية تدل على القوة أما الأسد فيدل على العظمة لافتاً إلى ان على الواجهة الأمامية للتابوت نقش وجه رجل يضع على رأسه عصابة من ورق الغار ما يوءكد أن هذا التابوت حوى رفات قائد عسكري بارز في العصر الروماني أو أنه رفات أحد الأمراء أو الملوك.
ويعد النوع الثاني من المدافن أي الحجرية ثروة أثرية ترفع من رصيد ومكانة المتحف بحسب امينة المتحف منيفة عبد الباقي التي تشير إلى أنها تقسم إلى قسمين الأول كبير الحجم يوجد منه اثنان فقط والاخر صغير الحجم يوجد منه اثنان أيضاً.
ويعرض مدفنا القسم الأول في حديقة المتحف ويشكلان تحفا حجرية فائقة الجمال نظرا لدقة تصنيعهما بواسطة الحجر الكلسي ودقة النقوش التي تزينهما ويرقيان إلى عصر الحضارة الرومانية فهما منقوشان من حجر تدمري ويشيران إلى ثقافة وفلسفات وعقائد تدمرية الأول يعرض على يمين حديقة المتحف وهو منقوش في الحجر الكلسي ويتميز بالنقوش النافرة التي تزينها وهي وجهان لامراتين يحيط بهما عرق نباتي و3 أطفال صغار من الزوايا والمنتصف.
وتتالف جهة المدفنين من وجهين لامرأتين يعتقد أنهما آلهة أو أميرة كما كان مشهوراً في ثقافة تدمر أما التابوت الآخر فيعرض إلى يسار الحديقة وهو ضخم جداً ويتألف من قطعتين عثر عليهما بمنطقة حماة ويعودان للعصر ذاته وبداخلهما لقى أثرية تشمل خاتما فخاريا صغيرا وختما حجريا لونه أسود اضافة إلى خرز وأساور ورقائق ذهبية يعتقد أنها لأحد الملوك أو الحكام الرومانيين القدامى.
وبحسب عبد الباقي فإن القسم الثاني صغير الحجم وتبلغ أطواله 70-25 سنتيمترا برأس هرمي ويوجد منها اثنان فقط كانت تستخدم للتبرك وتوضع في الأماكن المقدسة الأول منها منقوش من حجر البازلت الأسود والثاني من الحجر الرخامي الأبيض وكان يستخدمها الرومانيون حيث توضع بداخلها عظام القديسين مع الزيوت.