تنور القيمرية بدمشق القديمة يعود تاريخه لأكثر من مئة عام

شارك |

جهينة نيوز: رغم انتشار الأفران والمخابز الآلية ونصف الآلية في مختلف مناطق دمشق إلا أن تنور القيمرية لايزال يحافظ على استمرارية عمله وشعبيته بين الناس وأصبح معظم المارين بحارة القيمرية يسعون للحصول على نصيبهم من خبز التنور الذي تعبق رائحته الشهية في المكان. ويعود تاريخ بناء التنور لأواخر القرن التاسع عشر حيث يقول محمد الإدلبي صاحب التنور إن هذا التنور توارثه عن أبيه وجده ويقدر عمره بأكثر من مئة عام وتم تطويره وتحديثه تماشيا مع متطلبات العصر إذ كان في السابق يستخدم الحطب أو الفحم في إشعاله أما اليوم فنستخدم مادة المازوت. ويضيف الإدلبي إن التنور يقدم حاليا أنواعا متعددة من الخبز والفطائر الشهية فهناك الخبز العادي المشروح وخبز حبة البركة وكذلك بالنسبة للفطائر فهناك فطائر بالجبنة وأخرى بالمرتديلا وثالثة بالمحمرة أما في الماضي فكنا نقدم فقط الخبز العادي المشروح وقد حققت الخطوة الجديدة إقبالا كبيرا من الناس وزاد الطلب على الفطائر بأنواعها وأوضح الإدلبي إن تنور القيمرية بني على نمط معماري أثري يعكس الحقبة الزمنية التي بني فيها إذ أن المكان عبارة عن جدران وقناطر حجرية أما التنور فقد بني من تراب يسمى بالتراب الناري يضاف إليه خيوط الخيش أو القنب والملح ومن ثم يتم خلط هذه المواد بالماء لتصبح عجينة طيعة بين أيدي البنائين ليصار إلى بناء التنور الذي ياخذ شكلا دائريا اهليليجيا مع انحناءة بسيطة من الأعلى. وأشار الإدلبي إلى أن أقسام التنور بسيطة ومتواضعة ألا أنها تفي بالغرض وهي بيت النار أو الفرن والعجانة وصناديق خشبية يوضع فيها العجين المقطع إضافة إلى طاولة خشبية يوضع عليها الخبز والفطائر وعبر الإدلبي عن ثقته باستمرارية عمل تنور القيمرية لأن الناس يحبون هذه الأنواع من الخبز أو الفطائر ويعتبرونها وجبات شرقية سريعة تشبه وجبات غربية مثل الهمبرغر أو الكرواسان بحيث يمكن تناولها وهم يتجولون في أحياء المدينة القديمة في جولة سياحية أو اطلاعية للمواقع والأوابد الأثرية التاريخية. يذكر أن استخدام التنور في تحضير الخبز أو الفطائر قد عاد من جديد في الكثير من المحافظات السورية ولاسيما تلك المحافظات التي تستقطب سياحا إذ بات هذا العمل شكلا من أشكال الترويج السياحي إضافة لكونه مصدر دخل للعديد من الناس.