نصوص أوغاريت الأثرية تكشف عن تقارب بين اللغة العربية والأوغاريتية

الخميس, 15 نيسان 2010 الساعة 03:20 | , آثار سورية

جهينة نيوز: كشفت نصوص أوغاريت الأثرية عن وجود وثائق كتابية هامة تتعلق بالحياة الفكرية والثقافية في أوغاريت وتتناول موضوعات تتعلق بمختلف جوانب الحياة السياسية والفلسفية والفنية والاقتصادية والحقوقية والعلمية ورصدت تلك النصوص التشابه بين اللغة قديما وحديثا في المفردات والمعاني وقواعد الصرف.  وقال الباحث/جمال حيدر/ مدير آثار اللاذقية لسانا أن حفريات رأس شمرا أدت إلى اكتشاف وثائق تبين بوضوح محاولات الكاتب الأوغاريتي فى تعليم حروف الأبجدية إلى طلابه.  وأشار إلى أن الكاتب الأوغاريتي كان يتبوأ مكانة مرموقة في المدينة والبلاط الملكي وهو يقوم بدور المعلم ويهتم بتعليم الكتابة كما انه ذو ثقافة عالية ينظم وثائق موسوعية ومعجمية تتضمن معلومات هامة في ميادين مختلفة. وأشارت المكتشفات الأثرية الكتابية إلى أن الكاتب الأوغاريتي كان يضيف الى جانب توقيعه عبارة خادم نابو ونيسابا وهما آلها البحث والمعرفة ويبذل جهدا ليتعلم اللغات الأجنبية كي يعلمها إلى طلابه وكان ضالعا في علم الكتابات ويعود الفضل لأحد الكتبة أو لمجموعة منهم في ابتكار طريقة جديدة للكتابة.  كما كان الكاتب الأوغاريتي يهتم قبل كل شيء بلغته الأم وهي اللغة التي تتكلمها الأغلبية القاطنة في المدينة وهى اللغة الكنعانية. وكشف حيدر عن أنه تم العثور على رقم فخارية صغيرة نقشت عليها أحرف الأبجدية الأوغاريتية بينت أن التسلسل الأبجدي واحد باستثناء فروق بسيطة بين ترتيب الأبجدية العربية والأبجدية اليونانية التي هي مصدر معظم أبجديات العالم وهذا التسلسل يظهر في كل الرقم الفخارية الصغيرة والمسماة الألف باء المكتشفة في أوغاريت وتدل على أن هذه الوثائق وضعت حتما لغاية التعليم.  وأشار إلى أن اللغة الأوغاريتية قريبة من اللغة العربية من حيث التراكيب وقواعد الصرف والمفردات إذ يوجد فيها حوالي/1000/ كلمة هي نفسها في اللغة العربية والأسماء المعروفة حتى الآن  في الأوغاريتية هى/1276/ كلمة وتشكل المفردات المطابقة للعربية أكثر من ثلثي مفردات الأوغاريتية وقد تبين أن بعض الكلمات الأوغاريتية لا توجد في اللغة العربية الفصحى بل في اللهجة العامية في اللاذقية.  بدوره أوضح الباحث/غسان القيم/ مدير موقع أوغاريت إن اللغة الأوغاريتية كانت تشبه كثيرا اللغة العربية من حيث التراكيب والصرف وهذا التشابه واضح في أكثر من مجال وهذا ما أكده العالم الانكليزي/جون هيلي/ بقوله إن سكان اللاذقية هم في مجال الثقافة واللغة ورثة الشعب الذي كان قاطنا في أوغاريت فلا غرابة ان تكون بعض المفردات وبعض أشكال قواعد الصرف قد بقيت في اللغة المحلية الدارجة ولاشك أن هذا سهل دراسة النصوص الأوغاريتية . وأضاف إن الصمد الذي اخترعه الأوغاريتيون كان السبب في اكتشاف أوغاريت عندما اصطدم صمد فلاح من أهالي رأس شمرا عام/1928/ بحجارة ضخمة من حجارة أوغاريت وفتح الباب واسعا أمام التنقيبات الأثرية التي عرفت العالم الى أوغاريت وحضارتها ولغتها وأبجديتها التي لا تزال كلماتها تعيش بيننا وقد خطها كتبة ماهرون فى ذلك العصر على الرقم الفخارية وكان أجدادنا الأوغاريتيون يستخدمون كلمات لها نفس المعنى وبقيت متوارثة حتى عصرنا الحالي ومنها مثلا من الصبح ما أكلت الدجن فهو يقصد لا يوجد خبز في بيتنا والدجن اسم الهة القمح داجن وغلة بمعنى مبلغ وشقل بمعنى حمل وبقبش بمعنى فتش وبت بمعنى بنت وغيرها من المعاني كثير  وختم القيم بالقول هذا إن دل على شيء فهو يدل على أن أبجديتنا وحضاراتنا ولغاتنا قد خطت بأيد ماهرة في ذلك العصر الغابر الذي كان لهم الفضل فى تعريفنا عن طريق الرقم الفخارية المكتشفة على حضارة أجدادنا وعاداتهم وتقاليدهم ليكونوا لنا منارة تضىء حاضرنا .


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا