جهينة نيوز:
توقع خبراء اقتصاديون أن يتفاقم التأثير الاقتصادي نتيجة سحب الرماد البركاني التي أدت إلى تعليق الرحلات الجوية في شتى أنحاء أوروبا كلما طالت مدتها إذ ستؤدي إلى إلغاء عطلات وتأخر تسليم بضائع وانخفاض الطلب على وقود الطائرات. وأشارت رويترز في تقرير لها إلى أنه في أسوأ الحالات إذا واصلت سحابة الرماد إغلاق المجال الجوي الأوروبي لعدة شهور فان الخبراء الاقتصاديين يتوقعون أن تؤدي خسائر قطاع السفر والسياحة وحده إلى انخفاض النمو الإقليمي بين نقطة ونقطتين مئويتين. وقالت "فانيسا روسي "الباحثة الاقتصادية في مؤسسة "تشاتام هاوس" أن مواصلة إغلاق سحابة الرماد للمجال الجوي الأوروبي لعدة أشهر سيعنى أن كثيرا من الدول الأوروبية لن تحقق أي نمو هذا العام وأن من شأن ذلك أن يؤدي عمليا لخنق الانتعاش. وتوقعت روسي أن تتكبد الصناعة ما بين خمسة وعشرة مليارات دولار أسبوعيا بسبب استمرار إغلاق المجالات الجوية الأوروبية. من جهتها قالت شركات الشحن الجوي الكبرى أنها تنقل البضائع برا قدر الأمكان وتدرس خططا طارئة لاستخدام المطارات الموجودة جنوب أوروبا التي لم تتأثر بالسحب البركانية مشيرة إلى أن مواعيد التسليم ستتأخر. ويجري نقل معظم شحنات الأغذية والمشروبات بحرا لكن تقديرات المحللين في مجال النقل تشير إلى أن 40 % من البضائع من حيث القيمة يجري نقلها جوا وقد يعني ذلك أن أكثر الاقتصادات الوطنية عرضة للتأثر بإغلاق المجال الجوي الأوروبي هي الدول الإفريقية المنتجة للفاكهة والزهور التي تذبل سريعا إذا لم تشحن إلى السوق بالإضافة إلى شركات التكنولوجيا التي تعتمد على تسليم مكونات منتجاتها في أوقات معينة، وبحسب تقديرات الاتحاد الدولي للنقل الجوى أياتا تخسر شركات الطيران 200 مليون دولار يوميا بسبب إغلاق المجال الجوي الأوروبي والذي سبب فوضى تجاوزت حدود الدول الأوروبية التي أغلقت مجالها الجوي. وتراجعت أسهم شركات الطيران الأوروبية الجمعة الماضي ومن المرجح أن تهبط بشدة إذا تبين أن فترة التوقف ستمتد، وبخصوص صناعة السفر والسياحة فهي لم تتأثر عموما بصورة كبيرة حتى الآن لكن ستظهر مشكلة إذا استمر الإغلاق لفترة طويلة تؤدي إلى الإحجام عن السفر مستقبلا. وقالت" راجيف دهاوان "مديرة مركز التوقعات الاقتصادية في كلية روبنسون لإدارة الأعمال بجامعة جورجيا أن الفنادق حتى الآن لديها نزلاء ممن تقطعت بهم السبل مشيرة إلى أنه إذا لم يصل مسافرون جدد بعد فترة فسيتضرر قطاع الفندقة. ولفتت راجيف إلى أنه لو حدث هذا قبل عامين لاستطاعت الحكومات تدبير الأموال للتدخل وتقديم الدعم، لكن في الوقت الحالي بعد الأزمة المالية العالمية لا توجد تلك الأموال ما قد يؤدي لانهيار بعض شركات الطيران والسياحة الضعيفة.