مرافق ومراسي جبلة القديمة.. شواهد على حواضن تاريخية لحماية السفن والبحارة من العواصف

السبت, 10 آب 2013 الساعة 03:42 | , السياحة في سورية

مرافق ومراسي جبلة القديمة.. شواهد على حواضن تاريخية لحماية السفن والبحارة من العواصف

جهينة نيوز:

جبلة تلك المدينة الوادعة النابضة بالحياة والتي احتفظت من ماضيها القديم بأوابد تاريخية ومعالم أثرية يدل عليها العديد من شواهد التي لا تزال ولاسيما الموانئ والملاجئ والمراسي والمحطات البحرية التجارية على طول الساحل التي اندثر العديد منها تحت مياه البحر نتيجة العوامل الطبيعية.

الطبيعة الصخرية لشاطئ جبلة وقلة التعاريج فيه تفسر وجود عدد من الملاجئ البحرية "المرافق" والمراسي والموانئ التي كان البحارة يلجؤون اليها لحماية أنفسهم وسفنهم من الغرق عندما تفاجئهم العاصفة بحسب مدير آثار جبلة المهندس ابراهيم خير بك الذي يؤكد أن هذه الموانئ وجدت لحماية السفن من الانواء البحرية باعتبارها ملاذا آمنا لافتا إلى أنها بنيت على مراحل تاريخية متعددة وبأزمنة مختلفة حيث انفرد الفينيقيون ببناء الموانئ المزدوجة الصيفية والشتوية والمراسي الخارجية والداخلية والميناء الشمالي والجنوبي والشرقي والغربي لحماية سفنهم من مختلف تقلبات الطقس كالعواصف والرياح السائدة في المنطقة.

ويوضح مدير آثار جبلة أن مرفق العزة من المرافق التي تم بناؤها في العصور القديمة واندثر كغيره وهو عبارة عن ملجأ صغير مدخله ضيق محمي من الرياح والأمواج وهو طويل ومياه حوضه الداخلي محمية من تقلبات الطقس في البحر المفتوح لذلك تستطيع أي سفينة الوصول إليه قبل هبوب العاصفة وارتفاع الأمواج لتكون في مأمن وتنجو من الخطر ويتم إصلاحها إذا كانت معطلة.

ويشير خير بك إلى أن مرفق الفيض أكثر اتساعا من مرفق العزة لكنه مفتوح مباشرة على الغرب ما يجعله أقل أمنا أثناء هبوب الرياح والأمواج مبينا أن كسر الفخار التي يمكن للزائر رؤيتها في قاع البحر تدل على استخدامه من قبل البحارة قديما كما أن الكهوف والآثار المغمورة وآثار النحت والبناء على حافتي هذا الحوض وعلى الضفة اليمنى من نهر الفيض تظهر أنه استخدم لفك وتحطيم السفن الحديثة التي أصبحت خارج الخدمة ما جعل من الصعوبة التعرف على معظم آثار هذا الحوض.

ويعتبر خير بك أن ملجأ البحصيص يشبه الفيض ولكنه أكثر آمانا وحماية للسفن ويشاهد فيه كسر الفخار بكثرة مؤكدا أنه بإمكان البحارة سحب سفنهم إلى الشاطئ القريب منه للتزود بالمياه والمؤن.

أما بالنسبة للمراسي فيلفت خير بك إلى وجود عدة مراسي على ساحل جبلة أبرزها مرسى الروس وهو مرسى طبيعي ومصب لنهر الروس الذي أخفى الطمي أي آثار لإنشاءات بحرية فيه وكان يمتد إلى داخل البر حتى حدود الحواف الصخرية العمودية على جانبي النهر ما جعل منه ملجأ آمنا للسفن أثناء هبوب العواصف.

ويتابع.. يمتاز هذا المرسى بعمق مدخله واتساع حوضه وإمكانية استخدام مصب نهره لمسافات كبيرة مبينا أن السفن الكبيرة كانت ترسو في حوضه أو يتم سحبها إلى الشاطئ في العواصف والانواء بينما تدخل السفن الصغيرة والفلك إلى مصب النهر وتلتجأ إلى حوضه في مختلف حالات الطقس.

ويوضح مدير آثار جبلة أن مرسى النمارة صغير مفتوح من جهة الغرب وتشاهد كسر الفخار في قاعه وعند أطرافه وعلى كل منحدرات الهضبة المطلة عليه ما يدل على استثماره لخدمة المركز الحضاري الذي يقع على جانبيه مع العلم أنه لا يزال بالإمكان مشاهدة العدد الكبير من الأعمدة الغرانيتية الحمراء السليمة منها والمحطمة بمستوى الأرض مباشرة فيه.

ويرى أن ملاجئ مسكينا صغيرة جدا وكانت تقصدها السفن غالبا للراحة والتزود بالمياه ونقل المؤن إلى المساكن التي تشاهد آثارها في الهضاب المطلة على هذا المكان موضحا أن مرسى الرميلة الشبيه بمرسى الروس تشاهد فيه آثار الكهوف المنحوتة في المنحدرات وعلى جانبي نهر الرميلة ما يدل على قدم السكن في ذلك المكان واستثمار هذا المرسى منذ زمن بعيد.

سلوى سليمان


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا