جهينة نيوز:
يعد مرسى البسيط المغمور تحت سطح المياه من أهم المحطات البحرية التي اندثر العديد منها والتي كان البحارون يلجؤون إليها لحماية سفنهم وهو مفتوح ومحمي من الرياح والأمواج والعواصف والأنواء ومياهه هادئة نسبيا خلال فصول السنة وقاعه رملي ما ساعد في بقاء حطام السفن الغارقة ظاهرة فوق سطح قاعه بكل ما تحويه من كسر فخارية ومواد كانت تقلها السفن التجارية العابرة من الساحل السوري إلى ما وراء البحار.
والمرسى الذي يطلق عليه اسم الخليج ويحمل رقم المرسى النظامي العام على جميع الخرائط البحرية حاليا حسب الباحث الدكتور جمال حيدر مدير آثار اللاذقية كان يشكل ملاذا آمنا للسفن من أي مكان على الساحل السوري إذا ما تعرضت لمخاطر أثناء إبحارها وهي تقل حمولة ثقيلة.
ويوضح حيدر أن مرسى البسيط يعد مكانا لانتشار الكسر الفخارية وتجمع حطام الانية وحمولات السفن الغارقة في الزمن القديم لافتا إلى أن ركام السفن الذي يطلق عليه اسم "المحجر" يمتد ضمن مساحة واسعة في قاع البحر حيث توجد الأسماك بكثرة حول كسر الفخار وحطام السفن من الإحفورات لأنها تبني أعشاشها هربا من خطر الأسماك الكبيرة.
ويشير حيدر إلى أنه يمكن مشاهدة بقايا حطام سفينة ليست قديمة جدا بجانب المرسى وعلى مقربة منه مخطافان من نوع "الأدميرالية" مصنوعان من مادة الحديد الصب التي كانت تصنع منها مخاطيف السفن مبينا أن نظام بناء السفينة ليس قديما والكسر الفخارية والخوابي الكبيرة فيها تدل على أنها كانت تستخدم حتى عهد قريب جدا ما يشير إلى أن هذه السفينة والحمولة تأخذ صفة إقليمية محلية لسفينة ساحلية وتجارة داخلية لا لسفينة كبيرة وتجارة دولية لما وراء البحار.
ويلفت إلى أن حمولة السفينة وحجمها ونوع المخاطيف فيها يشير إلى أنها تعود إلى 100 عام على وجه التقدير ما يدل على أن مرسى البسيط كان مستخدما من السفن القديمة بشكل دائم تقريبا واستمر ذلك حتى عهد قريب ما يفسر تنوع وكثافة الكسر والانية الفخارية والإحفورات في مياهه.
ويوضح حيدر أنه تم في موقع مرسى البسيط الكبير العثور على مخطافي السفينة الشراعية "البيجو" وهما يرسوان في القاع على عمق 50 مترا تقريبا غربي رأس البسيط مباشرة لافتا إلى أن هذه السفينة عبارة عن مركب خشبي له شراع مربع طوله 28 مترا وعرضه 8 أمتار وحمولته400 طن تقريبا.
ويتابع صنع هذا المركب في جزيرة أرواد وضربته غواصة في الحرب العالمية الثانية وغرق في هذا المكان بكامل حمولته من مادة الكسبة وهو يستقرالآن بكامل هيكله السليم الذي يمكن مشاهدته في الهوة التي سقط فيها إلى عمق 80 مترا كما يستطيع الغطاس أن يرى الشراع عندما يقف عند أحد مخاطيف السفينة.