ندوة كاتب وموقف.. الشاعر توفيق أحمد من وجع البدايات إلى تأبيد المكان

الخميس, 30 كانون الثاني 2014 الساعة 04:21 | , ثقافة

ندوة كاتب وموقف.. الشاعر توفيق أحمد من وجع البدايات إلى تأبيد المكان

جهينة نيوز:

خصصت ندوة كاتب وموقف الشهرية التي يديرها الإعلامي عبد الرحمن الحلبي في مركز ثقافي أبو رمانة موضوعها مساء أمس لأعمال الشاعر والإعلامي توفيق أحمد حيث قدم عدد من النقاد والشعراء بينهم الناقدان الدكتور غسان غنيم وعمر جمعة والشاعر صقر عليشي قراءات نقدية للدواوين التي أنجزها أحمد حتى الآن وضمها في كتاب تحت عنوان الأعمال الكاملة.

بدأت الندوة بقراءة بعض القصائد اختارها الشاعر توفيق أحمد من مجموعته الكاملة بشكل حاول فيه طرح مواضيع مختلفة غلبت عليها تلك التي تتعلق بحبه للطبيعة وتمسكه بالأرض التي شهدت طفولته وما طرأ عليها من تحولات اجتماعية ظهر بعض منها في قصائده كما تنوعت الأشكال الشعرية بين شعر الشطرين والتفعيلة والنثر ما يدل على قناعته بعدم ترك الجمالية الشعرية وقفا على شكل من أشكال الشعر حيث قال في قصيدته بعنوان أحبك:

أحبك لأنك مشغولة من خيوط العناد.. أحبك

لأنك أسطورة من رماد.. أحبك

لأنك تفاحة اللامبالاة.. أحبك

الدكتور الناقد غسان غنيم قال في مداخلته حول شعر أحمد إن المجموعات الشعرية الأولى يظهر فيها ما يمكن أن ندعوه وجع البدايات من حيث الحضور الطاغي للذات مثل قصيدة "حلم" مع لغة شعرية تقليدية إضافة إلى وجود نمط التفعيلة في شعره مثل قصيدة "صبا"، مضيفاً: إن الحالة الشعرية عنده بدأت تتطور إلى أن وصلت إلى فيض من العذوبة والجمال كقوله في قصيدة صبا..

سافرت مثل شراع فوق خارطتي... فهل سألت دمي عما أعانيه

جاورت كل حدود الحب فالتفتي.. للقلب أنت ربيع دائم فيه.

وأضاف غنيم إنه من المضمونات الحاضرة أيضا قصائد تتحدث عن عظماء المقاومة في الثورة السورية وعن الأرض والشهيد وفلسطين وقد توزعت في كافة المجموعات الشعرية التي أصدرها إضافة إلى ما كتبه في وصف الطبيعة والحالات الأخرى فبدت كافة الأشكال الشعرية موجودة في قصائده إلا أن قصيدة التفعيلة كانت أيضا فاعلة وحاضرة على الرغم من طغيان قصيدة الشطرين في الأعمال وتتميز بلغة أكثر حداثة حيث تميزت تراكيبه الشعرية بالانزياحات والإضافات الجريئة.

وقال الباحث عمر جمعة: إن الشاعر توفيق أحمد سعى فنيا إلى إيلاء الصورة الشعرية جزءا كبيرا من هذا الاهتمام حتى بدت الصورة والاشتغال عليها كتقنية تعبير ركنا أساسيا في مجمل قصائده مستشهدا بقصيدة من ديوانه نشيد لن يكتمل في قوله..

كم يا جميلة ناعما هذا الكلام .. وكلما جمحت خيالات المخادع .. كان أكذب.

ورأى جمعة أن الشاعر توفيق أحمد وظف المكونات الإبداعية المعروفة كالتشبيه والاستعارة والكناية والرمز وغيرها برسم معالم الصورة الحسية المحمولة على لغة تصويرية تميزت بألفاظها الموحية ودلالاتها العميقة القادرة التي تدل على عراقة تجربة الشاعر إضافة إلى نزوعه الشديد في تأبيد المكان وشغفه بتفصيلاته الصغيرة ليجعله يوما ما جزءا من ذاكرة يستدعيها كلما شده الحنين إلى تلك الأمكنة الأليفة المزروعة في روحه ووجدانه يقول في قصيدة "قرى تشبه المدن":

ضيعتي يا لهيبا من الرفض في العمق.. يا خطوطا من الوحل تنساب في الجلد.. تغفو على جسد رافل بالبرق.

وفي مداخلته قال الشاعر مرهف زينو إن المرأة في قصائده هي أنثى بكل ما تطفح به معاني الأنوثة من حب وجمال وغضب وهي في المقام الأول والأخير فحبيبته كل النساء وأجمل النساء التي يصوغ لها غزلياته المفعمة بالحب والانتظار والموشاة بالصور والأخيلة الشعرية البديعة مضيفا إن أحمد يهتم بقضية الانتماء في حياة الإنسان وهذا ما ظهر بوجود الأمكنة والطبيعة والبيئة وفي مقدمتها الإنسان في معاناته وتطلعاته وصراعاته وأحلامه.

ولفت زينو إلى أنه ليس مغالاة القول إن الشاعر توفيق أحمد استطاع وعبر تجربة إبداعية تمتد لأكثر من ثلاثين عاما أثمرت إلى الآن ست مجموعات شعرية أن يحفر اسمه بقوة ضمن خارطة الشعر السوري الحديث حيث تميزت تجربته بنزوع دائم صاعد إلى التجريب والتجديد في بنية القصيدة ومضامينها متكئا على الموزون الشعري العربي الثر والنهوض به نحو آفاق جديدة.

ورأى الدكتور الناقد هايل طالب أن إخلاص الشاعر أحمد للرومانسية المتمثلة بالأنثى والطبيعة والمكان استمر كما تميز شعره بالتكثيف الفني الذي اعتقه من أعباء الشكل إيمانا منه بأن القصيدة هي بمستواها الفني وليس بشكلها فلم ينحز إلى شكل دون آخر.

ورأى الشاعر صقر عليشي أن الطبيعة التي قضى فيها توفيق أحمد طفولته وريعان شبابه وما عاشه من تحولات ومشقات كان لها أثر كبير على شعره فلا يجوز الحديث عن شعر توفيق أحمد دون الحديث عن الطبيعة التي تتجلى في مفرداته وصوره وفي طبيعة شعره بشكل عام من حيث البساطة والوضوح والبراءة.

وقال كاتب الدراما وليد خربطلي إن المشقات والظروف الاجتماعية القاسية التي كان يعاني منها توفيق أحمد لم تتمكن من إحباط عزيمته في العمل على إثبات موهبته الشعرية ونشر دواوينه وكتاباته التي حملت كثيرا مما عاشه وعاناه عبر جماليات الطبيعة والقرية التي بدت لنا في صوره الفنية وفي عواطفه الموجودة بقصائده.

يعد الشاعر توفيق أحمد من أهم الأصوات الشعرية المعاصرة في سورية وقد صدرت له مؤخراً عن دار الينابيع في دمشق "الأعمال الشعرية" في مجلد حوى 526 صفحة من القطع المتوسط متضمناً مجموعاته الست التي صدرت بين عامي 1988م و2009م وهي أكسر الوقت وأمشي، ولو تعرفين، ونشيد لم يكتمل، ولا هدنة للماء، وجبال الريح، وحرير للفضاء العاري.

شارك في العديد من المهرجانات الأدبية في سورية والوطن العربي وبعض دول العالم وشغل العديد من المناصب الإعلامية منها مديرا للإذاعة ومديرا للقناة السورية الأولى ومعاون المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصحفيين.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا