جهينة نيوز- خاص:
الأغربُ من حادثة اعتداء السيد جمال القادري رئيس اتحاد نقابات العمال على أحد صحفيي المركز الإخباري بالتلفزيون العربي السوري، وشتمه ووصفه بأبشع الصفات التي نخجل من ذكرها (.....)، وإشهار السلاح في وجهه ووجه زملائه الذين انبروا للدفاع عنه هو الصمت الذي يلفّ إعلامنا الرسمي الذي يبدو حتى اللحظة أنه واقف على الحياد، ولاسيما إذا علمنا أن لا أحد كتب أو صرح رسمياً عن ملابسات الحادثة التي وقعت أمام وفود عربية وأجنبية جاءت لتتضامن مع سورية وشعبها وعمالها في وجه الحرب الإرهابية التي تتعرض لها منذ نيف وخمس سنوات!!.
ما دلالات هذا الصمت؟، ومن يحاسب القادري إذا ما ثبتت كل الاتهامات ضده بالدليل القاطع، وهل بلغ الاستخفاف بإعلاميينا حدّ شتمهم وإهانتهم أمام الغير، وهم الذي دافعوا عن الوطن وضحوا وقدموا عشرات الشهداء والجرحى التي يأتي اليوم مسؤول منوط به مهمّة الدفاع عن العمال ليركلها بقدمه غير آبهٍ بالقوانين والتشريعات التي يخضع لها كل مواطن سوري مهما كانت مرتبته أو وظيفته!!.
نقولها وبكل آسف: لو كان هناك من يدافع عن الصحفي، وخاصة من قبل الجهات القانونية في اتحاد الصحفيين، لما تعرّض الزميلان آدم طريفي وإسماعيل أحمد لهذه الإهانة وسواها من الإهانات اليومية مع بعض المسؤولين الذين يتعاملون مع الإعلام المحلي كجهة يجب أن تطبل وتزمر لإنجازاتهم الخلبية التي تزكم روائح الفساد فيها أنوف السوريين، متناسين أن الإعلام هو السلطة الرابعة وأي استخفاف به وتحقير له هو استخفاف وتحقير لباقي السلطات.
والأسف الأشد أن مئات الآلاف من العمال السوريين كانوا يظنون أن حقوقهم بيد من يستطيع الدفاع عنها ويؤتمن عليها، لكن ما جرى أمام الملأ فضح هذا المسؤول الذي سقط في هذا الامتحان وظهر أفقه الضيق وانفعاليته الفجة ولا احترامه للآخر الذي يمكن أن يختلف معه في أية قضية.
نعم، حتى اللحظة نستغرب هذا الصمت ونستنكره، وفي الوقت نفسه نتساءل لو أن صحفياً تجرأ وشتم القادري أو ضربه أو انتقص من قدره، هل ستسكت الجهات المعنية وتقول بأن الصحفي يعبر عن رأيه بطريقة وقحة مثلاً، أم ستقوم الدنيا ولا تقعد متهمة الصحفي بالاعتداء على رمز من رموز الدولة؟!!..
يعلم السيد القادري أن جهات العدوان على سورية وخاصة ما يسمونها "معارضة سورية" تتربص بالوطن وتنتظر أية حادثة للقول إن الدولة منهارة ومفككة تحكمها الأهواء والغرائز والمحسوبيات والفساد، وأن لا قوانين تنظم عملها وتضبط أداء مسؤوليها، ليأتي رئيس اتحاد نقابات العمال بنفسه ويقدم لهم هدية على طبق من ذهب، ويؤكد بسلوكه أن منطق الغابة هو السائد في مؤسساتنا ودوائرنا الرسمية، كما يعلم القادري أيضاً أن هذه الرعونة أمام وفود عربية وأجنبية هي هتك لقيم الدولة واستخفاف بقوانينها وتشريعاتها التي ينبغي أن تضع حداً للقادري وسواه ممن يستخفون بالدولة، ويقدمون من حيث يدرون أو لا يدرون خدمة لأعداء سورية والمتربصين بها.
أخيراً.. نأمل ألا يطول الصمت وتلفلف القضية داخل الغرف المظلمة، ليس من باب الإثارة والاصطياد بالماء العكر، بل للحفاظ على حقوق الصحفي وحمايته من أي مسؤول يفكر بالاعتداء عليه، وفي الوقت نفسه صون هيبة الدولة ومؤسساتها الرسمية والشعبية من ثلة العابثين الفاسدين ضاربي عرض الحائط بسورية ومكانتها المستخفين بكرامات الناس والقوانين التي تحكمهم.
16:09
16:14
20:50
14:34
23:10
01:14
17:17
07:53
14:30
09:53
00:15
20:04
23:53