جهينة نيوز- كتب المحرّر السياسي:
يكفي أن يظهر المدعو رياض نعسان آغا على قناة "العربية" الممولة سعودياً لنعرف ماذا سيقول، وأي أباطيل وقلب للحقائق سيلجأ إليها وهو في حضن سادته الذين أشبعوه مالاً وتظهيراً إعلامياً لنشر أكاذيبه وادعاءاته أن حقيقة ما يجري في سورية من أحداث خلال السنوات الخمس الماضية باتت في "جيب" نعسان آغا وحده.
فالوزير الأسبق "اللاجئ في الخليج؟!" لا يتورّع عن إظهار نفسه سوبرمان السياسة السورية، القريب من رجال الدولة وأصحاب القرار، العارف بالحقائق والخفايا مهما صُغرت، حتى يصل به المقال إلى أن يجهّل زملاءه الوزراء في قراءة تداعيات ما يسمّى "الربيع العربي"، متلبساً هنا لبوس العارف بأن أي حدث يجري في مصر لا بد أن يتلقفه الواقع السوري كليةً، ونعسان آغا يعرف كثيراً الاختلاف العميق بين السياستين المصرية في ملفات عدة ليس أولها أو آخرها ملف الصراع مع العدو الصهيوني وسلسلة الحلول الاستسلامية التي رفضتها سورية قيادة وحكومة وشعباً لما فيها من انتقاص للحقوق العربية.
بل يطنبُ "الوزير المطرود من الجحيم" كثيراً في شطحاته وتخيّلاته، حين يدّعي أن أي وزير سوري لا بد أن يراجع فروع الأمن قبل تسلمه الوزارة، وفي الوقت نفسه يقول إنه لم يتلقَ أي تعليمات من هذه الفروع إبان تسلّمه حقيبة وزارة الثقافة في سورية، التي نربأ الآن بأنفسنا ذكر الدرك الذي وصلت إليه في عهد "الوزير اللاجئ"!!!.
والعجب العجاب أن "المستلذ الآن بنعيم آل سعود" والذي لم يكن إلا "وديعة رخيصة" مزروعة في جسد الحكومة السورية، يكشف في لقاء "العربية" عن دوره الحقيقي والاملاءات التي كان يتلقاها من سادته، ليس أولها اقتراحه تعيين المدعو برهان غليون رئيساً لحكومة حل بداية الأزمة، والعجب العجاب أن يكون في هذا التعيين حلاً للأزمة السورية، أو طلبه تعيين العقيد الفار رياض الأسعد متزعم عصابة ما يسمّى "الجيش الحر" نائباً لرئيس المجلس العسكري المقترح، بل يذهب بعيداً أكثر من ذلك في دفاعه المستميت عن رجل "السي آي إيه" في المنطقة بندر بن سلطان، وزعمه بـ"أفضال" الملك السعودي عبد الله وحاكم قطر حمد بن خليفة آل ثاني وحليفهم "عرّاب الإخوان المجرمين" رجب طيب أردوغان على سورية، ولم يذكر "أفضالهم" في غزو العراق وتدمير اليمن، وأن هذه البلدان الثلاثة كانت حريصة على سورية وشعبها، متناسياً أن نظامي آل سعود وآل ثاني تبنوا أيضاً ما يسمّى "المعارضة السورية" منذ أول رصاصة أطلقها مسلحوها في درعا، ومن ضمنها تنظيما "داعش" وجبهة النصرة" المصنّفان على اللوائح العالمية منظمات إرهابية، وأن أردوغان فتح الحدود أمام المرتزقة القادمين من أصقاع الدنيا ليرتكبوا أبشع المجازر في حلب وإدلب، بينها مجزرة جسر الشغور التي يتباكى نعسان آغا على مرتكبيها باعتبارهم طلاب كرامة وحرية، أولى مهامهم استهداف منظومات الدفاع الجوي، وفي مقدمة شعاراتهم "نريد تدخل الناتو"!! .
والأنكى مما سبق أن يبرئ "الوزير الصنديد" المدافع عن السوريين قناة "الجزيرة" القطرية من حملات التضليل والافتراء والكذب الذي اقترفتها بحق السوريين جميعاً، بل حتى ترويجها أكاذيب وافتراءات رخيصة في مصر وتونس وليبيا واليمن، ما أدى لإغلاق مكاتبها في تلك البلدان ومحاكمة مراسليها كما جرى في مصر!!.
إن ظهور نعسان آغا على قناة "العربية" السعودية وفي هذا التوقيت بالذات لهو المؤشر الأكبر على أن آل سعود ماضون في حملات التشويش وقلب الحقائق لإفشال أي حلّ سياسي للأزمة في سورية، وأن من دعم الإرهابي المقبور زهران علوش واستجلب ممثلين له لضمّهم إلى ما يسمى "وفد المعارضة" هو نفسه الذي اختار توقيت ظهور نعسان آغا بهذه الصورة القبيحة.
ولعلنا نشفق هنا على سذاجة الـ"آغا النعسان" بأن كل الأكاذيب التي ساقها وحاول أن يكون شاهداً عليها ضابط سوري شهيد زجّه عن خبث في هذه المقابلة الرخيصة، لم ولن تمرّ على السوريين الذين باتوا يعرفون أن "الجاسوس الصغير" قد سقط قبل خروجه من البلاد ليتمّ سحبه، بالتزامن مع سحب سفرائهم، وعودته إلى حضن مشغليه ليخرج علينا ويسجل بغباء اعترافاً بالصوت والصورة أنه كان ومازال صبياً "ناعساً" عند طويل العمر وصاحب الجلالة؟!.
أخيراً.. هل يتحفنا الوزير النعسان ويشير على ماذا يعترض إن كان كل أركان النظام يتّبعون نظريته "النعسانية" حسب ما ادعى من جيش وأمن ووزراء، أي إن من يحكم هم "المعارضة"، وبالتالي فإن النظام السوري هو نظام ديمقراطي من الطراز الأول، أم إن الاعتراض على كل ما لا يعجب (ديمقراطيات) آل سعود وآل ثاني التي لم تتحمّل قصيدة شاعر، وديمقراطية أردوغان صاحب فضائح تزوير الصناديق وكم الأفواه وقتل الصحفيين؟!!.
19:44
04:51
12:08
12:26
12:33
22:26
15:16
03:13
22:32
05:36
22:53
05:37