هل ينجح التآمر الأمريكي الأردني في اختراق الحدود الجنوبية السورية؟ بقلم: محمد الدسوقي

الثلاثاء, 23 أيار 2017 الساعة 20:55 | مواقف واراء, كتاب جهينة

 هل ينجح التآمر الأمريكي الأردني في اختراق الحدود الجنوبية السورية؟  بقلم: محمد الدسوقي

خاص: القاهرة

لم يكن غريبا ولا عجيبا أن يكون أول رئيس عربي يذهب إلى أمريكا هو ملك الأردن عبد الله بن الحسين، ولم يكن مستغربا أن يقابل هناك بحفاوة غير عادية لدرجة أن يقول له أعضاء الكونجرس – نحن نتعلم منك سيادة الملك – ولهذا وجدتني متوجسا لدرجة اليقين بأن أمورا سيتم تدبيرها للمنطقة كلها قريبا، وهو ذاته ما قام به أبوه الملك حسين قبل غزو العراق واحتلالها، رغم أن الأردن كان في عضوية مجلس التعاون العربي الذي أنشأته بغداد حينها, وضم إلى جانب العراق مصر والأردن واليمن، إلا أن هذا لم يمنعه من الخيانة، وأيضا لم يمنع مصر من المشاركة في تحرير الكويت، ولهذا فإن زيارة رئيس مصر للبيت الأبيض كانت متوقعة أيضا، ويبدو أن أمورا كثيرة قد تغيرت، فنتائج زيارة الرئيس المصري لواشنطن جاءت مخيبة للأمريكان أكثر منها لمصر المنهكة اقتصاديا، ولهذا فعقب انتهاء زيارة السيسي اجتمع أعضاء الكونجرس الأمريكي لمناقشة حقوق الإنسان في مصر، واتهام مصر بعدم التعاون مع الولايات المتحدة، ولهذا كان قرار تخفيض المعونة السنوية المتوقفة منذ سنوات أوباما الأخيرة، بل واعتبروا السيسي ديكتاتورا، ويبدو أن أمريكا لم تستطع أن تأخذ من الرئيس المصري ما أخذته من ملك الأردن عبد الله، ولهذا فإن أخبار الاحتشاد الأمريكي البريطاني الأردني على الحدود السورية الجنوبية، تبدو لنا عادية ومتوقعة، وبالنسبة لسوريا تبدو لعبة مكررة، فالدولة السورية التي أجهضت لعبة الكيماوي الأميركية لتفادي الحرب قبل ثلاث سنوات تقريبا، تذهب اليوم بمساعدة روسيا وإيران هذه المرة، إلى عقد اتفاقية تحديد مناطق تخفيض التوتر في بعض المناطق لإجهاض مفاعيل الحشود العدوانية الأميركية الأردنية البريطانية على الحدود السورية الجنوبية، ولهذا فإن تلك الحشود ستكون وهمية، وغير مجدية، ومجرد تدريبات، فمن الصعب أن تقوم أمريكا بدخول حرب غير محسوبة في ظل وجود فعلي لإيران وروسيا، وأيضا في ظل غياب مصر التي لا تشارك في أي أعمال عسكرية ضد سوريا، وأيضا في ظل غياب تركي واضح – فتركيا لها اهتمامات واشتباكات أخرى ليس من بينها هذه المشاركة، وأرى أن دورها في سوريا بات محددا ومحدودا، ولعل اللقاء الأخير والناجح الذي جمع وزير الخارجية الروسي لافروف مع وزير خارجية أمريكا

وأيضا الرئيس ترامب ونتائجه المشجعة لدليل على أن الأزمة تنفك عقدها واحدة بعد الأخرى، بداية من المضي قدما في دحر الإرهاب وتخفيف حالة التوتر في مناطق معينة، كذلك المصالحات التي تقوم بها الدولة السورية مع المسلحين وتسوية أوضاعهم، أو ترحيلهم، وأيضا تقدم الجيش السوري على المحاور كافة، فضلا عن النبرة الجديدة التي بدأت تعلن عن مراجعات لم تكن ظاهرة من قبل في العلن، وهو ما أعلنه أمير الكويت بإنهاء تجميد عضوية سوريا في الجامعة العربية، في إشارة إلى التراجع في خطاب عربان الخليج تجاه سوريا، هؤلاء الذين نعدّهم كارثة هذه الأمة المنكوبة ببعض رعاة أغنامها – انتبهوا .

المصدر: جهينة نيوز


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا