ما بين (الغوطة) والقاهرة! بقلم: طلعت الجندي

الأحد, 18 آذار 2018 الساعة 04:42 | مواقف واراء, كتاب جهينة

ما بين (الغوطة) والقاهرة!    بقلم: طلعت الجندي

جهينة نيوز:

كان أول بحثٍ لي في الدراسات العليا في مرحلة الدكتوراه عن علاقة السياسة المتطرفة بالفكر الديني المنغلق عند سيد قطب، وبعد مناقشة أستاذ المادة حول فكرة البحث قرّر أن يقرأ معي كُتْب سيد قطب بالعربية، وكلما وضَّحتُ له فكرةً ما داخل هذه الكتب شعَرَ بالقلق والخوف، وسألني: هل أنتم مؤمنون بهذا الفكر؟ هل أنتم حقاً معجبون بهذا الرجل؟ فأبتسم وأقول له: هناك الكثيرون من يعتبرونه مفكراً وزعيماً إسلامياً و(شهيداً) ويقلّدونه بأسوأ أنواع التقليد انحطاطاً. وخرجت من تلك الورقة البحثية بعدة نتائج منها أن سيد قطب حاول تطوير نفسه ليظهر على السطح أكثر، وذلك لسد النقص النفسي والاجتماعي والأدبي الذي كان يشعرُ به، وينغّصُ عليه حياته.. وفي سبيل ذلك قامَ قطب في محاولة غريبة، وهي منافسة الرسول (ص) في حد ذاته، أي (تملّكه) إحساس الرسولية، وبدأ يتعامل مع مَنْ حوله بأنه كيانٌ أكبر، مستوعبٌ كل الأشياء، ولا تستطيعُ أن تستوعبَه الأبصار والعقول، لأنه كان مؤمناً بنفسه فقط، ما جعله يتبنى ما لم يَتَبَّنْهُ الرسول نفسه في إباحة عمليات الاغتيالات والإرهاب والتفجيرات وتخريب المكان وهدمه على مَنْ فيه.

ومن هنا، بدأتْ ورطةُ التيارات المتأسلمة المنغلقة، وهي فكرةُ الاستعلاء والتمييز والعنصرية، واعتبار نفسها كياناتٍ مصطفاةً، ووجَبَ عليها القيام بعملية تطهير عرقي وديني ومكاني وإباحة دم مَنْ اختلف معها حتى لو كان من المعتقد نفسه، وبالتالي إعلان (الحاكمية لله)! طبعاً لكل فئة منها “الله” الخاص بفكرها ومنطقها الدموي الإرهابي، والذي يختلف بالضرورة عن” الله” عند الفئة الأخرى!

والرابط هنا بين ما جرى وخطّط له سيد قطب لإسقاط النظام (الكافر) في قاهرة الستينيات، هو نفسه ما يحاول أحفادُه في سيناء الآن فعله، كذلك هو نفسه ما يقومُ به خنازيره في الغوطة (دمشق) الآن، وهو أمرٌ يضعُ العديد من إشارات الاستفهام وعقد مقارنات تدينُ فكر القمامة كله، وفي الوقت نفسه تجعلنا لا نستغرب ما يفعله خنازيره (الأنطاع) أو جواريه العورات.. وعند النظر إلى العفن المشترك لشيوع مرتزقة الدِّينْ والدنيا من أتباع قطب من زمان في القاهرة وفي دمشق الآن سنلمحُ ثمة اشتراكاً خبيثاً، وأن الخسّة ولّادة بفطرة الشر الغالبة على أنفسهم وأرواحهم.

في الماضي، قرّر سيد قطب أن يفجّر القناطر الخيرية كي تغرقَ الدلتا في مصر وتظلمَ تماماً لإسقاط نظام جمال عبد الناصر “الكافر” من وجهة نظر أتباعه، وهذا في معتقد قطب الفاسد اسمه “جهاد”، والذي يموتُ في سبيل هذا الخراب يعدّ (بطلاً) ويحسبونه (شهيداً). وبالفعل نظّم قطب وخطّط مع جماعته المتطرفة الإرهابية للقيام بتفجير القناطر، وفي الوقت نفسه يستنجدون بكلاب الدنيا ضد عبد الناصر والنظام المصري الحالي! وفي الحاضر نرى ثمرةَ العفن التي تركها قطب على غصنها الأعوج يسيلُ منها الدود تحت أسماء (مجاهدين ومجاهدات الغوطة) الذين يطلقون قذائفهم على دمشق لقتل أطفال سورية أجمع، ويستصرخون العالم لإنقاذ أطفال الغوطة!

ويترجمُ ما سبقَ أن سلالة الحيوانات المنوية لنقص سيد قطب راجت سفاحاً مع البويضات المهجّنة عقلياً لجواريهم، فأنجبوا هذه الممسوخات وهذا المسخ المشوّه في ربوع الوطن العربي، إذ إن ما بين الماضي والحاضر التفكير الهمجي نفسه بنمطية دود المقابر ودموع التماسيح نفسها، لم ولن يتغيّروا، فالمسألةُ ليست مسألة محاورات فكرية ولا بحثية ولا مراجعات سياسية، وتوبة كاذبة، ومصالحة نفعية.. المسألةُ لا تجتمعُ في وطن واحد.. وصدَقَ مَنْ قال: هم شعبٌ ونحن شعبٌ آخر!

إنّ ما قام به جمال عبد الناصر ضد سيد قطب وجماعة الإرهاب أمرٌ مقبولٌ الآن لو فعله مرةً أخرى الرئيس بشار الأسد ضد هذه الجماعات المقبورة السوداوية؛ فلن يلامَ، لأنه في حالة حرب شرعية يدافعُ فيها عن أرض ووطن ودولة اسمها سورية عرِفَها التاريخ قبل أن يعرفهم.. فالعنف هم مَنْ ولّدوه، والكراهية هم من زرعوها فليحصدوا نكران الجميل. وبالطبع إن الفقرة الأخيرة السابقة ليست تطرفاً منّي ولا دعوةً إلى انتقام أو عنصرية، إنما هي دعوتهم، وهي منطقُ تفكيرهم الذي يُؤمنُ به سيد قطب وخنازيره عبر تاريخهم الملعون!.

إذاً، ليس بعجيب ولا غريباً ما قامت به بعض النسوة المنتسبات للإنسانية زوراً في الغوطة الشرقية من قصف دمشق بقذائف الهاون، فهنّ نتاجُ لقاح غير شرعي لحيوانات سيد قطب مع أرحام نسوتهن “العورة”، إذ إن ما جرى من نسوة الإرهابيات المتأسلمات جريمةٌ في حق الوطن الذي لا يستحقونه بأي حال، لذلك فإن شهوة التدمير والإظلام خيّمت على كل مناطق الرؤية لديهن مثلهن مثل حيواناتهم الذكرية، فقلّدت العورة (مُستحمِرَها) الأعمى، وذهبتْ في دكّ وتدمير كل شيء.. هذه سياستهم وشريعة جدّهم الكبير في التخريب: إنْ لم تملكْ الأرض فاحرقها.. إنْ لم تحكمْ الناس فاقتلهم.. إنْ لم تستطع (خلْع) النظام فحاربه واستوحشْ في حربكَ ضده.

الانحيازُ دائماً لأصحاب النهار والحضارات والحرية، واللعنةُ على أصحاب العتمة والخرابات والكبتْ..

النصرُ آتٍ.

المصدر : مجلة جهينة عدد 103

http://jouhina.com/magazine/article.php?id=4120


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عدنان احسان- امريكا .
    18/3/2018
    12:00
    لماذا لم تكتب اسمك .. الدكتور طلعت الجندي ..
    اعتقد كان من الافضل ان تكتب دراسه نقديه عن فكر سيد قطب ، ولا اعتقد هذه المقاله كتبها شخص يعد رساله دكتوراه ، والا الافضل ان تذكر الجامعه التي قدمت بها رساله الدكتوراه ولماذا فشلت الرساله ولم تحصل علي اللقب الاكاديمي ؟ وعذرا لم المس في هذه المقاله مستوى حلقه بحث وهذه ليست اكثر من وجهه نظر وصف كلام ، وسيد قطب اكبر من ذلك بكثير وان كنا نختلف معه ، وللعلم ان الامام خامنئي في ايران كان احد المتاثرين بفلسفه سيد قطب وتجربه الاخوان المسلمين ، وبعدها طور افكاره وطور تجربته ، واعدام سيد قطب كان خطأ فادحا من عبد الناصر فالفلسفه تدحض بالفكر والفلسلفه ، وليس بالاعدام ومهما كان سيد قطب وكانت افكاره فهو شهيدا ولا يجب تناوله بهذا الشكل ، وهذه المقاله البائسه لا تدل انك قدمت رساله دكتوراه بفكر سيد قطب.

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا