الإمبراطورية الأمريكية دمرت نفسها ونهاية الحضارة الانجلوساكسونية قريبة جداً وبالأرقام – ج2 خاص جهينة نيوز – كفاح نصر

الثلاثاء, 16 نيسان 2024 الساعة 22:00 | تقارير خاصة, خاص جهينة نيوز

الإمبراطورية الأمريكية دمرت نفسها ونهاية الحضارة الانجلوساكسونية قريبة جداً وبالأرقام – ج2 خاص جهينة نيوز – كفاح نصر

خاص جهينة نيوز – كفاح نصر

 

في المقال السابق تحدثنا عن عوامل طبيعية أضعفت الولايات المتحدة وعوامل سببها سوء التقدير ولا سيما الحروب التي حدثت بعد تفكك حلف وارسو ولكن العقوبات الامريكية والتخلي عن الصناعة تسبب أيضاً بظهور منافسين رئيسيين جعل الولايات المتحدة تفقد احتكارات تعتبر من أسس الإمبراطورية.ويمكن الحديث عن  بعض القطاعات التي فقدت وتفقد الولايات المتحدة السيطرة عليها بسبب سياسة العقوبات التي انتهجتها ضد خصومها:

قطاع الإتصالات: هيمنت الولايات المتحدة على قطاع الاتصالات حتى الجيل الرابع ولكن الجيل الخامس أصبحت معظم مكوناته صينية وبدأ العمل على الجيل 5,5 الذي سيطلق قريبا في الصين أيضاً ومن المتوقع أن تطلق الصين الجيل السادس خلال ست سنوات وفشلت التحذيرات الأمريكية من انتشار اتصالات الجيل الخامس ولم تنجح واشنطن بتقديم البديل حتى الآن وفقدت الولايات المتحدة الامريكية جزء من الهيمنة على قطاع الاتصالات العالمي ويتلاشى دورها تصاعديا, وللمفارقة بدأت واشنطن تفقد السيطرة على قطاع الاتصالات بعد بدء حرب تجارية مع الصين.

قطاع تكنولوجيا المعلومات: تفردت الولايات المتحدة بصناعة معالجات الحواسيب وإن كانت لا تصنعها على أراضيها ولكن بفضل براءات الإختراع  تجني الولايات المتحدة الكثير من الأموال بما فيها من الهواتف صينية الصنع ولكن العقوبات الامريكية القاتلة ضد شركة هواوي بسبب الجيل الخامس من الاتصالات أسفر عن قيام هواوي ولأول مر بكسر الاحتكار الامريكي على مستوى واسع وفي التداعيات الأولية وبحسب وسائل إعلام أمريكية فإن شركة أبل خسرت فعليا أكبر سوق في العالم لهواتف ايفون في العالم وهو الصين لصالح هواتف هواوي صينية الصنع المتطورة والأمر تعدى المعالجات الى نظم التشغيل فبناء جنوب افريقيا نظام اوبونتو وروسيا نظام ريد ستار قد لا يؤثر كثيرا الى سوق تكنولوجيا المعلومات ولكن ومع ظهور نظام هارموني للاجهزة الذكية بدأ عدد الأجهزة المعتمدة على النظم الامريكية بالتناقص في كل أرجاء العالم والحديث يدور عن الشاشات والتلفزيونات والغسالات الى الكثير الكثير من الاجهزة وبالطبع على رأسها هواتف المستقبل ذات التقنيات الفريدة من هواوي فضلاً عن السيارات ولاسيما الهجينة وعالية التقنية, ولا يمكن لأحد أن ينكر بأن الصين فاجأت العالم ومن المتوقع خلال سنوات أن لا تستطيع الشركات الأمريكية الصمود في وجه الصين علماً بأن روسيا أيضا تصنع معالجات عالية التقنية واحتكارات الامريكي لـ سوق أشباه الموصلات لم تعد مهددة فحسب بل بدأت فعلياً تتغير بشكل جذري وبدأ الإحتكار ينتهي في طريق لا عودة عنه والطريف في الامريكي أن البداية كانت مع فرض عقوبات على شركات كانت تستعمل مكونات أمريكية فأصبحت تنافس هذه المكونات.

الطيران المدني: منذ انهيار الاتحاد السوفيتي احتكرت الولايات المتحدة وأوروبا صناعة الطائرات المدنية والعقوبات بفرض حظر تصدير قطع الغيار على عدد من دول العالم ظهر خطر كارثي دفع كل من الصين و روسيا لتصنيع طائرات مدنية وهما تعتبران من أكبر أسواق الطائرات المدنية في العالم وفي حين شركة بوينغ تعاني من فضائح في جودة منتجاتها وبشكل خاص الطراز 737 فإن ايرباص الاوروبية ولأجل البقاء بدأت بإنتاج طائراتها في الصين والسنوات القادمة ستشهد حتماً تقلص صناعة الطائرات المدنية الأمريكية وكذلك الاوروبية وبعدها صناعة قطع الغيار (بدأت إيران بصنع قطع غيار للطائرات محلياً) علماً بأن الغرب وفي محاولات انتاج الطائرات العملاقة استهلك أموال ولم تعطي النتيجة المرجوة في الأسواق ومن المؤكد أن قطاع الطيران المدني الغربي بدأ بالانحسار الحتمي في طريق لا عودة عنه.

صندوق النقد والبنك الدوليين: هما أحد أكبر الإستثمارات الأمريكية في العالم وأهم سلاحين بيد الأمريكي حيث تهيمن الولايات المتحدة على المؤسستين الدوليتين ولكن ومع تسيسهما وسحق الدول عبرهما ظهر بنك التنمية الجديد كمنافس حقيقي في العالم فضلاً عن قيام الصين  بوقف شراء سندات الخزينة الامريكية وتقديم القروض التنموية الحقيقية للعديد من دول العالم وللمفارقة ورغم أن سعر الفائدة للقروض الصينية أعلى من مثيله الغربي قبل رفع معدل سعر الفائدة من قبل الفيدرالي الأمريكي ولكن القروض الصينية جميعها قروض يمكن تسديدها لانها انتاجية ولها مردود على عكس القروض الغربية وأكثر من 22 دولة استفادت من القروض الصينية, ويأتي هذا التغير العالمي مع بدء صندوق النقد الدولي بتقديم قروض مسيسة ومن المرجح أن الكثير منها لا يمكن استعادته فحصول أوكرانيا مثلا خلال عام على قروض أكثر مما حصلت عليه القارة الافريقية خلال 15 عام يعتبر سبب وجيه لبدء طرد الغرب من القارة الأفريقية , ويبقى السؤال على ماذا سيحصل صندوق النقد الدولي من القروض التي قدمها لأوكرانيا وغيرها من الدول المهددة بالإفلاس والأردن مثالاً علماً بأن روسيا أيضا بدأت تقدم القروض ولاسيما الطاقة النووية والكثير من القطاعات.

البترولدولار: يعتبر البترول هو العامل الرئيسي للطلب على الدولار الأمريكي وبشكل أساسي في دول الخليج حيث قيمة الدولار ثابتة وللشركات الأمريكية 49% من عائدات البترول العربي فيما ما تبقى مخصص بقسمه الأكبر لشراء السلاح الامريكي ولكن دول الخليج لم تعد تملك الإحتياطات الأكبر في العالم مع تصاعد الطلب على الطاقة الاحفورية ومستقبل بترول العالم موجود في القطب الشمالي وبحر قزوين واما الاحتياطات الحالية المعلن عنها فهي في فنزويلا ولكن في سوق الطاقة يبقى الآن العامل الأكبر في الأسواق هو الصين وليس أوروبا والولايات المتحدة لأن الصين هي المستهلك الأول للطاقة في العالم وعملياً بدأت بشراء الطاقة بغير الدولار وبشكل خاص من روسيا وإيران وبل اشترت صفقة من الإمارات العربية المتحدة كذلك باليوان الصيني وللمفارقة ومع كل يوم يمر تنحسر الصناعة الأوروبية والسبب الرئيسي هو عدم القدرة على الحصول على طاقة رخيصة (العقوبات ضد روسيا) وبالتالي ينحسر التأثير الغربي بسوق الطاقة بشكل تصاعدي فضلاً عن جنوح الولايات المتحدة بالتحول الى بلد يبيع الطاقة لمحاولة خفض عجزه بعد أن كان يشتريها ويخزنها وبالتالي اصبح منافس لمن كان يحمل الدولار بالنفط.

المجمع الصناعي العسكري: لاتزال الولايات المتحدة تحقق أرباح من السلاح فمثلا حرب أوكرانيا كبدت أوروبا عشرات مليارات الدولارات لشراء السلاح الامريكي للقوات الاوكرانية ولكن كذلك كبدت المواطن الامريكي ضرائب هائلة وارتفعت الديون الأمريكية بأرقام قياسية (34.5 تريليون دولار) ولكن تبقى عقبة الولايات المتحدة هي أن الحروب القائمة والمرتقبة تستهلك سلاح بدون مردود لانها بدون النتيجة المرجوة فمثلا في ليبيا تكبد الناتو مليارات واحتلها ولكن سرعان ما قلبت النتائج على الارض بدون كلفة تذكر وكذلك في سورية وفي الوقت الحالي الولايات المتحدة ورغم انها تسرق النفط السوري رسميا لاتزال مستنزفة نسبة للايرادات والتكاليف ولكن سورية آخر حرب أمريكية لها مردود, فمثلا في أوكرانيا فحدث ولاحرج وبعد أن توعد بايدن كل دبابة روسية بـ 18 صاروخ جافلن دمر الروس آلاف المدرعات والمدافع والدبابات الغربية وكلفة كل قطعة غربية قيمتها عشرات ملايين الدولارات قذيفة كراسنوبول أو مسيرة لانتسيت رخيصة الكلفة وفي بعض الاحيان قنبلة يدوية تسقطها مسيرة , فالخسائر الامريكية في أوكرانيا فوق الهائلة لدرجة عدم قدرة الولايات المتحدة حتى الآن على اعتماد موازنة مالية ودفعها لوقف المساعدات العسكرية لأوكرانيا ويضاف اليها قطاع غزة الصغير جدا والذي تحول الى نكبة أخرى للأمريكي, وعليه فإن الإنفاق العسكري الامريكي في ذروته والدين الأمريكي في ذروته والعجز الامريكي بين النفقات والإيرادات هو ذات موازنة وزارة الدفاع الامريكية اي 850 مليار دولار, أي أن كل ما ينفقه الأمريكي على الجيش داخل وخارج الولايات المتحدة ديون على الشعب الامريكي ولكن الحروب المرتقبة بغض النظر اكانت في اسيا او وسط اسيا جميعها نفقات بدون مردود وانفاق بدون نتيجة وتجربة الامريكي مع العراق خير دليل.

التجارة الدولية والاحتياطات الدولية

لا يخفى على احد ان الدولار هو المهيمن على التجارة الدولة منذ العام 1949 وكذلك هو المهيمن على الاحتياطات الدولية ولكن وبحسب البنك الدولي فإن الاحتياطات الدولية بالدولار بدأت تنهار لصالح الذهب وعملات أخرى منها اليوان الصيني في حين بدأ فعليا التداول التجاري ولاسيما دول بريكس (أضخم تكتل اقتصادي في العالم) دون الدولار وبشكل متسارع ودون نظام رسائل الأموال سويفت أيضاً ومن المرتقب ظهور اليوان الرقمي في التجارة الدولية قريبا جداً وللمفارقة فإن هرم الدين الامريكي هائل من جهة ومن جهة ثانية الامريكي فقد السيطرة على التضخم رغم رفع معدل سعر الفائدة وهذا الامر نتيجة حتمية للتخلي عن الدولار في مقاصات دول بركس وتراجع الاحتكارات, وبالتالي أصبحت الولايات المتحدة عاجزة عن حل مشاكلها من خلال طباعة الدولار لان ذلك سيحول الولايات المتحدة الى دولة مثل تركيا غير قادرة على ضبط التضخم ولا مشكلة للامريكي في ذلك ولكن ذلك سيدمر الدولار بشكل أسرع بكثير جداً مما يجري حالياً وبالتالي سيتضاعف العجز بشكل متسارع.

التواصل الاجتماعي

لاتزال الولايات المتحدة تسيطر على الانترنيت في غالبية دول العالم وترفع العصا بوجه من ينافسها فمثلا مايكروسوفت اشترت تطبيق سكايب الاوروبي ولم تسمح له بالمنافسة ولكن ترامب نفسه فشل بارغام الصين على بيع تيك توك  لان موازين القوى تغيرت, ومع قيام وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية بدور عسكري وللتدخل في شؤون الدول الاخرى بدأ بخلق البديل فمثلا يهيمن تطبيق في كي على روسيا وجوارها من الدول السوفيتية السابقة ومثله تطبيق تلغرام ومع قيام الامريكي بقمع المحتوى الاعلامي المناهض للسياسة الامريكية وحلفائها أسهم الامريكي بنمو تلغرام الروسي  خارج نطاق روسيا ومحيطها الى دول أخرى فمثلا طزفان الأقصى ومتابعيه ومتابعي العدوان الاسرائيلي على غزة استقوا الاخبار من تلغرام فقط وأما في الصين أصبح تأثير وسائل التواصل الاجتماعي شبه محدود وبل أكثر من ذلك غزا تطبيق تيك توك الأسواق الامريكية لدرجة أن بايدن الذي يطمح لتدمير تيك تيوك أنشأ حساب على تيك توك ومثله المستشار الالماني شولتس ولكن لا يمكن إنكار أن وسائل التواصل الاجتماعي الامريكية لا تزال تحتفظ بحصة الاسد حول العالم ولكن فقدت تاثيرها في الدول الكبرى بما فيها الولايات المتحدة نفسها والاعلام الامريكي اتهم تيك توك بالوقوف خلف المظاهرات المؤيدة لفلسطين في الدول الغربية وحتى الآن لم تنجح محاولات تقليد تيك توك وتلغرام في قمعهم.

ويأتي تراجع الإحتكارات الأمريكية وفقدان الهيمنة على العالم بالتزامن مع تحديات مستقبلية غير مسبوقة على الامريكي مواجهتها وهي جوهر المقال القادم.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا