خاص جهينة نيوز: موسكو واشنطن إلى اتفاق أو نزاع وحرب في الشرق الأوسط..؟

الجمعة, 15 حزيران 2012 الساعة 18:11 | مواقف واراء, خاص جهينة نيوز

خاص جهينة نيوز: موسكو واشنطن إلى اتفاق أو نزاع وحرب في الشرق الأوسط..؟
جهينة نيوز- كفاح نصر: بداية لابد من التذكير أنه وفي نهاية العام الفائت مرّ شهر كانون الأول بتطورات متسارعة جداً، بدأت بتصعيد أمريكي من خلال إرسال بارجة حربية إلى قرب السواحل السورية وتحريك حاملات طائراتها إلى الخليج، وإعادة انتشار للجيش التركي بقصد التدخل في سورية، ولكن الرد الروسي الصيني كان قاسياً، فالرئيس الصيني أمر قوات بلاده بالاستعداد للحرب والقوات الروسية أعادت انتشارها في البحر الأسود وعلى الحدود التركية من جهة أرمينيا، وأرسلت موسكو قسماً من القوات البحرية الروسية إلى سورية تقودهم حاملة طائرات، وإيران هدّدت بإغلاق مضيق هرمز وبدأت تستفز القوات الأمريكية المرابطة في الخليج، فضلاً عن الاستعدادات العسكرية السورية، ولكن سرعان ما تراجع الأمريكي خطوات للخلف، وكان شهر كانون الأول من العام الماضي شهراً مفصلياً بحق، وتقريباً معظم أحداث الشهر الأخير من العام الفائت كانت مفصلية، فالأمريكي أتمّ خروجه من العراق ولم يستطع الحصول على حصانة لأي جندي أمريكي في العراق سوى الطاقم الدبلوماسي، وروسيا أكملت أوراقها اللازمة لتنفيذ خط غاز السيل الجنوبي، وبدأت تتغيّر خريطة القوى العالمية، ليبدأ العام الحالي بتوازن جديد للقوى. لافروف في طهران في مطلع هذا العام أضافت روسيا إلى أسطولها الغواصة النووية يوري دولغوروكي المخصّصة لصواريخ بولافا العابرة للقارات، وكانت قد أتمّت تجارب صاروخ بولافا، وفي آخر تجربة أطلقت صاروخين دفعة واحدة من غواصة واحدة بما تعنيه التجربة الصاروخية من رسالة قاسية للغرب، ومن جهة ثانية تمّ توقيع اتفاق أمني إستراتيجي بين طهران وموسكو، وبدأت روسيا وإيران مرحلة جديدة من الشراكة، ومن طهران أطلق رئيس الدبلوماسية الروسية السيد سيرغي لافروف عناوين السياسة الروسية في المرحلة القادمة، والتي بدأت تتكشف معالمها، والعنوان الأهم هو تكرار ما حدث نهاية العام الماضي، فأي تصعيد أمريكي لن يقابل إلا بالتصعيد، بل وأكثر من ذلك فإن الحروب النفسية التي تشنّها واشنطن من خلال تهديد سورية بالتدخل خارج نطاق مجلس الأمن ستقابل بخطوات عسكرية تجلت بصادرات الأسلحة الروسية القادمة إلى سورية، ففي الأيام الماضية أطلق الأمريكي تصريحات سياسية استباقاً للمفاوضات الأمريكية الروسية، وكان الرد الروسي فعلاً على الأرض وليس تصريحات فحسب، ويأتي تسليح سورية بالأسلحة القتالية المتطورة جداً مترافقاً مع اعتبارها محور الاستقرار في المنطقة وتطابق وجهات النظر الروسية الإيرانية، وبالتالي الروسي منذ استطاع إسقاط كل مشاريع قرارات مجلس الأمن الغربية، ومن ثم تمرير مشروعه في مهمة كوفي عنان بدأ مرحلة جديدة من السياسة تجلّت في تأكيد موسكو على ضرورة مشاركة طهران بشكل مباشر في أي لقاء دولي حول سورية، ولا خيار للحل في سورية خارج إطار مهمة كوفي عنان. المباحثات الروسية الأمريكية مع اقتراب لقاء الرئيس الروسي بالرئيس الأمريكي هناك عدة خطوط سيجري بحثها، وأهم المحاور الأساسية التي سيتم التباحث فيها تحت الطاولة هي: - الملف السوري تحت سقف لا خيار إلا مهمة كوفي عنان، وبالتالي عدم السير بالحل السياسي يعني (الاستمرار بالأعمال السرية) وبالتالي سيتم دعم سورية للقيام بحسم يؤدي إلى إنجاح مهمة كوفي عنان مهما كلف الثمن ومعالم التحرك السوري بدأت من ريف حلب واللاذقية واللجاة، وحسب التوقع إن أي تصعيد إعلامي يوحي بتدخل خارجي في سورية خارج نطاق مجلس الأمن، سيقابل بالمزيد من الحسم على الأرض ولن يحفظ ماء وجه أي طرف دولي قام بالتصعيد مهما كانت النتائج والسلاح الروسي إلى سورية هو الرسالة الحاسمة. - ملف المفاوضات العربية الصهيونية، فواشنطن هي التي أفشلت ظروف انعقاد مؤتمر السلام في موسكو في العام 2009 وهي اليوم معنية بإنجاح هذا المؤتمر في الشهور أو السنوات القادمة وبالتحديد بعد انتهاء الأزمة السورية. - الملفات العالقة بين موسكو وواشنطن من الدرع الصاروخي إلى احتكار الانترنيت من قبل الأمريكيين إلى الاعتراف الأمريكي بالفضاء الجيوسياسي الروسي، لملف إفريقيا، وآسيا وبشكل خاص الملف الأفغاني الذي يقلق موسكو. - الملف النووي الإيراني وسبل رفع العقوبات عن طهران. - ويبقى الملف الأهم هو ملف الإتحاد الأوروبي ومنطقة اليورو، وهو ربما جوهر الخلاف الروسي الأمريكي وجوهر الصراع في كل الساحات العالمية.   نتائج المباحثات الأمريكية الروسية ربما من يقرأ تطورات العالم لن يتمكن من الفصل بين الملفات لأنها مهما تقسمت تبقى مرتبطة ببعضها، فالإرهاب إن ضرب سورية أو نيجيريا أو الجزائر فهو موجه ضد روسيا وعنوان الصراع على أوروبا، ولكن يبقى الأهم هو الملف السوري، والأسئلة المطروحة في حال فشلت المباحثات الروسية الأمريكية هل ستندلع حرب في المنطقة، وفي حال لم تفشل هل ستنتهي الأزمة السورية، وربما هي أسئلة مشروعة، ولكن لا يمكن قراءة الأحداث بهذه الصورة، فحين نقول لقاء بوتين أوباما فهذا يعني أن المباحثات انتهت ولم تبدأ، وسيقوم الرؤساء بوضع اللمسات الختامية عليها، والمفاوضات الجارية يكفي إلقاء نظرة على تصريحات كلينتون لافروف لمعرفتها، فالأمريكي بدأ بتسليح الإرهابيين في سورية بأسلحة متطورة وقد كشفت السلطات السورية النقاب عن مصادرة صواريخ كوبرا في مدينة الحفة بالساحل السوري، والروسي قام بتسليح سورية بأسلحة قتالية قادرة على حماية سورية من أي خطر خارجي وربما أكثر من ذلك، فالمفاوضات الأمريكية قائمة والتصعيد على الأرض قائم وليس إلا تصعيد المفاوضات، ولكن السؤال هل سينتهي بالحرب أو السلم؟!.. من المؤكد أنه لن ينتهي بالحرب وذلك لأن الأمريكي في توازن المنطقة غير قادر على شن حرب، والروسي مرتاح وغير محتاج لشن حرب إلا إذا ظهرت مفاجآت أغضبته، ولهذا سيبقى خيار الحرب خياراً معدوماً. للحديث تتمة.. ربما النقطة الأهم التي ستبحث في اللقاء بين أوباما وبوتين هي: هل سيدعم بوتين أوباما للفوز برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية مرة ثانية، أم سيقول له لا فرق بين الرؤساء الأمريكيين، كما لم يرَ الروسي فرقاً بين بوش وأوباما..؟!. والأجواء توحي بأن بوتين في حال دعم أوباما للفوز بالانتخابات لن يدعمه على حساب الملف السوري، وما اعتراف الأمريكيين بوجود تنظيم "القاعدة" في سورية إلا حساب لطريق العودة من سورية، ومن المتوقع ألا يقبل بوتين بدعم أوباما على حساب سورية، وبالتالي إذا أصر أوباما على التصعيد في سورية، فإن موسكو لن تحفظ ماء وجهه على الأرض السورية، وما تصريحات لافروف من طهران إلا عنوان للمرحلة القادمة، أن التصعيد في سورية سيرد عليه الجيش العربي السوري بالحسم، والأسلحة التي ترسل للمسلحين لحروب العصابات والتي لن تغيّر موازين القوى داخل سورية، ستقابل بأسلحة تغيّر موازين القوى في المنطقة!!.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عمار ابراهيم
    15/6/2012
    19:08
    قرار الحرب
    قرار الحرب لن يكون امريكي روسي فكما كان لتشرين أسدٌ فهناك لتشرينٌ آخر أسدٌ آخر فهذه الدماء السورية الطاهرة التي أريقت على يد العصابات الأرهابية الصهيوامريكية كانت تكفي لدحر الكيان الصهيوني ان الله يمهل و لا يهمل فنحن بأنتظار تشرين آخر
  2. 2 hisham homs
    15/6/2012
    23:16
    مشكور
    شكرا الك استاذ كفاح نصر على هالتحليلات المفيدة
  3. 3 ثائر
    16/6/2012
    06:22
    شكرا
    الشكراالجزيل لك استاذكفاح.. على هذه المقالات والتحليلات التي تقدمهالناوالتي تريح أعصابنا وتبعث في نفوسنا الطمأنينة..
  4. 4 مسلم
    16/6/2012
    06:58
    سورية الكبرى
    الله ينصر الشعب السوري والجيش السوري البطل والله يحمي سورية من كيد الكائدين سورية قدرها ان تنتصر بجميع الاحوال يا رب الفرج القريب
  5. 5 شاهد
    16/6/2012
    12:58
    بلاد الله
    من الجيد ان يشحن المرء من وقت لاخر بالطاقة والمعنويات العالية صحيح اننا مؤمنين بجيشنا وعقائدنا مبنية على اسس سليم ولكن نتمنى العم من وقت لاخر شكر سيد كفاح
  6. 6 وطني سوري
    16/6/2012
    13:33
    الله محي الجيش
    آن الآوان لضرب الرتزقة والخونة، فكل من بسير في خط أمريكا واسرائيل لابد أنه سائر خلف الشيطان وبئس المصير، ولكن يبقى الأهم أن يعي من تاهت عنه وطنيتهمن أبناء سورية أن يعود لرشده لأن الوقت بات ضيقا، تدعو بعودة الأمن والأمان لسورية والتصر لشعبها وجيشها وقيادتها، وشكرا روسيا شكرا الصين شكرا إيران
  7. 7 د. هاشم الفلالى
    17/6/2012
    01:06
    تحسين الاوضاع السياسية
    إلى اين بلدان وصلت المنطقة فى ظل المستجدات من ظروف طرأت بشكل مفاجئ ولم يكن متوقعا، فى دول لها ثقلها السياسى ولها علاقاتها الدبلوماسية القوية مع دول المنطقة وباقى دول العالم وخاصة الدول الكبرى. إذا هناك اخطاء سياسية داخلية احدثت مثل هذا الزلزال السياسى الذى ادى إلى انيهار بنيان هذه الدول والتى نجد بان هناك بنيان دول اخرى ايلة للسقوط بين الحين والحين، ولكن هناك عمليات ترميم هائلة تتم من اجل تدارك الوضع المتردى سياسية وامنيا، والمحاولات من اجل اصلاح ما يمكن اصلاحه، وانقاذ ما يمكن انقاذه، فى هذه الدول، من اجل الصمود امام هذه العواصف التى هبت وتريد بان تهدم كل ما تم بناءه وانجازه على مر سنوات طويلة من تاريخ المنطقة، ولكن هناك معاناة واوضاع صعبة ومعقدة اصبحت لا تحتمل هى التى تريد التغير السريع، وا
  8. 8 وسيم الصفدي
    17/6/2012
    10:18
    سوريا الاسد درعا البلد
    الى السيد مفاح المحترم تحيه عربيه طيبه من ارض حوران واشراف حوران ارجو من كل القائمين على جوهينه نيوز ان لا يكرسو مصطلح الجيس الحر واستبدالها بي الكر فاهاذا هوا المصطلح المناسب لهم سيد كفاح وكل سوري شريف النصر قادم وقريب باءذن الله ونقول للغربان لن ننسا ابدن

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا