خاص جهينة نيوز: استقالة السفير السوري في العراق للعمل لصالح قنوات الفتنة..؟

شارك |

جهينة نيوز– كتب المحرر السياسي: الطاقم الدبلوماسي السوري أثبت بأنه طاقم جبار بما تعني الكلمة من معنى، فبعض الدبلوماسيين بسبب العقوبات غير قادر على إرسال مال لذويه في الوطن، وبعضهم تعرض لتهديدات ومغريات لا يمكن أن يتحملها شخص، وحاولوا ابتزازهم بحياتهم الشخصية، والإستخبارات الأمريكية تراقب كل كلمة يكتبونها على الأنترنيت على أمل الحصول على جملة تدينهم ليبتزوهم بها، وعُرض على بعضهم رواتب بأكثر من مئتي ضعف راتبهم، وشقق وجنسيات أجنبية، ومغريات يتفاجأ أكثر العصاميين بقدرة هذا الطاقم على تحملها. وكان الطاقم الدبلوماسي السوري كصخرة كبيرة متينة جداً، ضرب عليها بالمطارق من كل حدب وصوب، وبعد مايزيد عن سنة ونصف، سقطت من هذه الصخرة فتاتة صغيرة، لم تحتمل الضرب، فمبروك لواشنطن هذا الإنجاز الكبير، فقد حصلت من صخرة الدبلوماسية السورية على بحصة صغيرة جداً، ونتمنى أن تستطيع هذه البحصة الصغيرة حل مشاكل واشنطن من إفريقيا إلى آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، وعسى أن تستطيع هذه البحصة تغيير معادلات توازن القوى على الأرض. وأكثر ما في قذارة الإعلام المنافق هو اللعب بالألفاظ، فعندما نقول انشق شخص ما، فهذا يعني أنه أصبح نصفين، فالشخص لا ينشق، ولكن الإعلام الأصفر حتى الهارب يصفه بالمنشق، فلم يكتف خنازير النفط بتشويه اللغة العربية عبر أقنيتهم سيئة الصيت، بل حتى اللعب بالألفاظ أصبح شغلهم الشاغل!!. فنظام المؤسسات يمكن أن ينشق عنه مؤسسة، ولكن عندما يخرج رجل فهو هارب، أو مستقيل، أو خائن، بحسب الجهة التي سيذهب إليها، فمن يترك دولته ليلتحق بالعدو هو خائن بكل قوانين الأرض، ومن يترك عمله ليبحث عن عمل آخر هو مستقيل، ومن يستقيل لأنه قبض مالاً بهدف استثماره للضغط على بلده، فمثله كمثل الخائن. وحين استقال السفير السوري في العراق لم تنشق السفارة، بل ولا يمكنها الانشقاق، وسيتم تعيين سفير آخر مكان السفير المستقيل، لكن يبقى السؤال: ماذا سيعمل السفير الجديد..؟!. نعم.. ربما رواتب الدبلوماسيين السوريين محدودة، وربما ما سيحصل عليه مئات أضعاف ما جناه طوال عمره، وربما سيسكن في قصور فاخرة مؤقتاً ريثما يصبح مصيره كمصير أنطوان لحد كعامل في مطعم، ولكن حتى لو بقي المال الخليجي بتصرفه بعد انتهاء الأزمة السورية، فهل سيعطيه المال وطناً، هل سيعطيه شرفاً؟!. لو كان المال يمنح الإنسان شرفاً لأصبح حمد آل ثاني مقدساً في الأرض، لو كان المال يعطي الإنسان كرامة لما كان أمراء النفط على أبواب بارات ودور الدعارة في لندن والمغرب وفرنسا ونيويورك، لو كان المال يعطي علماً لكان الخليج يصدر علماء إلى الكرة الأرضية، لا أن يستورد كل أنواع العمالة. والأموال التي عُرضت ليس على السفراء السوريين حول العالم، بل الأموال التي عرضت على موظفين في السفارات السورية، لو عرضت على موزة لانشقت عن حمد، ولو عرضت على تميم لانشق عن حمد كما حمد انشق عن أبيه، ولكن بقي هذا السلك الدبلوماسي السوري صامداً كصخرة قادرة على امتصاص الضربات والصدمات. ولا يسعنى إلا أن نقول للسيد نواف الفارس: (الله يطعمك الحج والناس راجعة)، حتى نبيل العربي لم يعد يراهن على مجلس الأمن، وحتى شيخك حمد بن جبر يتوسل تدخلاً خارج مجلس الأمن، وحتى معارضة الناتو التي التحقت بها فقدت ثقتها بالموقف الأمريكي، وحتى الغبي يدرك أن سورية انتصرت، نعم يا نواف الفارس، المال لا يمنح كرامة ولا علماً، والأهم أنه لن يبني وطناً، ولن يصنع وطناً.. مبروك لك الغرب، ومبروك لنا سورية.