في قلب اللجاة بالسويداء.. آثار داما وأوابدها تنتصب شاهدة على حضارات عريقة

الأربعاء, 15 آب 2012 الساعة 16:35 | , آثار سورية

في قلب اللجاة بالسويداء.. آثار داما وأوابدها تنتصب شاهدة على حضارات عريقة
جهينة نيوز: وسط منطقة اللجاة التي تتميز بصخورها القاسية وصباتها البازلتية الواسعة وتلالها البركانية الفريدة تقع قرية داما في محافظة السويداء التي يدل تاريخها الأثري على أنها سكنت منذ العصور القديمة وتنتشر فيها آثار رومانية ونقوش وكتابات تشير لحضارات بيزنطية ويونانية . وتعد قرية داما القرية الوحيدة وسط اللجاة التي عثر فيها على شواهد قبور مكتوبة باللغة اليونانية إضافة لاحتوائها على نفق بركاني تشكل طبيعياً منذ ملايين السنين نتيجة تراكم الحمم والمقذوفات البركانية ويصل طوله إلى نحوكيلومتر واحد وعرضه يتراوح بين 8 و10 أمتار وبارتفاع يبلغ نحو 8 أمتار. ويشير الباحث في الآثار الدكتور علي أبو عساف إلى أن أبرز الأوابد المعمارية القديمة في داما هو البناء الهرمي الذي يعتبر من أهم وأقدم المباني المعمارية القديمة والمتميزة في منطقة حوران وهو عبارة عن برج شاهق يضم طابقين تنحني جدرانه الخارجية انحناءة خفيفة نحو الداخل ويرتفع نحو 15 متراً فوق قاعدة صخرية بازلتية ينتصب عليها ويمكن للمرء أن يراه من أي مكان مرتفع في منطقة اللجاة ويحيط به سور حماية مبني من حجارة مشذبة غير منحوتة وبحجم كبير . ويلفت أبو عساف إلى أن سماكة جدران الطابق العلوي في هذا البناء الهرمي تصل إلى 5ر1 متر وعرض الممر المحيط به نحو المترين حيث يعتقد الباحثون الأثريون بأن هذا المبنى المحصن كان عبارة عن برج مراقبة للمنطقة ويعود تاريخ بنائه إلى الفترات السابقة لتشكيل الولاية العربية أي إلى عهود ما قبل الرومان في العصرين الهلنستي والعرب الأنباط مبيناً أن هناك ضريحاً أثرياً متهدماً يقع إلى الشرق من البناء الهرمي وكنيسة متهدمة أيضاً إلى الغرب من مركز المدينة القديمة إضافة إلى البيوت القديمة المسكونة والعائدة إلى فترات تاريخية مختلفة منذ العصر النبطي وحتى العصر الإسلامي . بدوره يوضح حسين زين الدين رئيس دائرة آثار السويداء أن من أهم الآثار في قرية داما معبد الآلهة أثينا وهو الوحيد في القرية الذي يقع على بعد نحو 100 متر إلى الجنوب الشرقي من البرج الهرمي ولم يتبقَ منه سوى بقايا سور مكان للعبادة ما زال يحتفظ ببوابته الرئيسية التي تمت زخرفتها بنحت يمثل دالية عنب وفيها درفتا باب حجريتان ولا تزال كتابة يونانية منقوشة فوق ساكف البوابة تفيد ترجمتها بأن هذا المكان المقدس كان مكرساً للآلهة أثينا آلهة الحكمة والحرب مشيراً إلى أنه من المرجح أن هذا المكان كان مذبحاً وبني خلال الفترات الواقعة بين القرنين الأول قبل الميلاد والثاني الميلادي وربما يكون قد بني في أوقات مبكرة خلال سيطرة العرب الأنباط وحكمهم في جنوب سورية . ويبين زين الدين أن قرية داما تحتوي على العديد من المباني المتهدمة الواقعة في الجهة الشرقية من البرج الهرمي ومثالها أحد الأضرحة أو المشاهد الجنائزية التذكارية وبقايا كنيسة من العصر البيزنطي تقع في الجهة الغربية من وسط البلدة القديمة ومقبرة قديمة واجهتها مفتوحة بواسطة قوس وعليها كتابة يونانية منقوشة ضمن إطار منحوت ينتهي من الجانبين بشكلين مزخرفين على هيئة ذيل طائر السنونو إضافة لشاهدتين جنائزيتين منقوشتين باليونانية. ويضيف رئيس دائرة آثار السويداء أن داما تضم أيضاً مقبرة مكونة من طبقة واحدة لها قوس في واجهتها و تقع في الجهة الشمالية من القرية و مبنية فوق جرف صخري بأبعاد تتراوح بين 40ر5 ضرب 90ر4 أمتار وبارتفاع نحو 5ر4 أمتار حيث أن حجارة هذه المقبرة مبعثرة اليوم في أنحاء البلدة إضافة لذلك عثر في القرية على نقشين باليونانية يتضمن الاول سبعة أسطر وهو مقدم من شخصية عسكرية قديمة إلى الإله بعل شامين أوزوس وآخر وهو من سبعة أسطر أيضا مهدى إلى الإله زوس أو هيليوس ونقشين آخرين باليونانية موجهين إلى هيليوس أنيكيتوس (إله الشمس) مكون أحدهما من ستة أسطر والآخر من خمسة أسطر ولها تكملة. كما يقع إلى الشمال الشرقي من قرية داما بنحو 2 كيلومتر دير أثري يسمى دير داما أو بالدير الجواني و يرتفع عن سطح البحر نحو 690 متراً وقد تم بناؤه على الأرجح من قبل العرب الغساسنة ويتألف من دير وكنيسة ومصلى ومن بعض المنازل حيث تتصل الكنيسة بالدير وهي ذات مخطط متميز وتختلف عن باقي الكنائس كونها تمتد من الشمال إلى الجنوب ويقع قدس الأقداس فيها في الضلع الطولاني وليس كما هو مألوف في الضلع العرضاني وفيها أربعة أقواس تحمل السقف ويقع مدخلها قبالة قدس الأقداس وتتقدمه حجرة صغيرة يتم الدخول إليها من الجهة الجنوبية أما المصلى المنفرد فقد تمت إشادته فوق مرتفع صغير يقع في الجهة الشرقية من الكنيسة ولم يتبق منه سوى قدس الأقداس بقبته المتميزة التي بنيت بحجارة صغيرة الحجم منغمسة ضمن الطين. وقد بني دير داما بحجارة مقصبة ومشذبة شبيهة بالحجارة المنحوتة وكانت أبوابه ونوافذه جميعها من الحجر البازلتي ولا تزال أطلاله واضحة . الجدير ذكره أن اسم داما القديم كان "دامة العليا" وقد حمل سكانها القدامى هذا الاسم من منطقة الحجاز عندما هاجروا منها هناك وقاموا بإعمار هذه المنطقة من اللجاة.


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 بشير عمر صالح محمد
    16/9/2012
    13:53
    سوريا وشعبها العظيم .
    حفظ الله سوريا حرة أبية وحفظ شعبها العظيم ولن ينال منها خائن أو حاقد بمشيئة الله تعالى وستظل سوريا العربية بمشيئة الله تعالى هى الوجهة لمن تاقت نفسه أن يتصفح تاريخ ناصع عريق . بشير عمر صالح محمد / القاهرة .
  2. 2 nabeelzenaldeen
    21/10/2012
    17:14
    سوريا من اجل الأستقرار
    مدير متحف اللوفر في سنة1976 0قال على كل شخص أن يختاروطنيين 0الوطن الذي يعيش فيه وسورية

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا