جهينة نيوز – علي الجندي
بدأ مؤتمر جنيف 3 بشروط سياسية متعثرة لا تبشّر بنجاحه، فبينما يصر وفد "معارضة الرياض" على جعل موضوع السلطة في سورية شرطاً لبدء الحوار، تؤكد الدولة السورية أن النقاش في هذا الأمر خارج الإطار السيادي خط أحمر.
فالدولة السورية لم تكن متعنتة تجاه أي حل سياسي لكن تختلف برؤاها في طريقة الحل، فهي ليست ضد إجراء انتخابات رئاسية بمطلب شعبي، لكن بنفس الوقت ترفض القيام بانتخابات رئاسية إذا طلب دي ميستورا ذلك، فالأمر لديها يتعلق بالسيادة.
وحول ما يتعلق بمقام الرئاسة والمرحلة الانتقالية، فإن سورية ليس لديها أي مانع من عملية مرحلة انتقالية، كما قال الرئيس الأسد في مقابلته الأخيرة مع التلفزيون الألماني: إن المرحلة الانتقالية تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية، ثم التحضير للدستور القادم، وبعد الدستور ينبغي أن يكون هناك انتخابات برلمانية تُحدّد شكل سورية الجديدة.
وفي هذا السياق قالت المحللة السياسية الدكتورة أشواق عباس إن جنيف 3 أو غيره من المؤتمرات محكوم عليه بالفشل، طالما أن الطرف الآخر "معارضة الرياض" تضع شرط المرحلة الانتقالية في مقدمة مطالبها.
وأضافت عباس إنه عندما يتم وضع أسس حقيقية للتسوية السياسية فإن أي تفاوض سينتج عنه حل سياسي يعود لمصلحة سورية، لكن حتى الآن هذه الأسس غائبة والأطراف التي تذهب إلى جنيف مختلفة في رؤاها لبناء الدولة السورية، فالمعارضة ترى منذ خمس سنوات وحتى الآن أن الدولة السورية هي السلطة، وهدفها فقط الوصول إلى سدة الرئاسة في سورية، بينما تصر الحكومة السورية على أن موضوع الرئاسة قرار شعبي وليس قراراً خارجياً.
وتشير عباس إلى أنه إلى الآن أطراف المعارضة لم تطرح أي مشروع سياسي على مستوى الوطن لبناء الدولة، بل على العكس نسمع طروحات من المعارضة بإحداث تقسيمات في سورية، بينما وفد الحكومة السورية هو مع حل سياسي يصون سيادة سورية، لكن الطرف الآخر يعتمد على قرار خارجي للوصول وهدفه الوصول إلى السلطة.
ومن هنا نرى أن المعارضة لكونها لا تمتلك قاعدة شعبية في سورية تتهرب من أي مطلب يتعلق بالاستفتاء أو القرار الشعبي، فهي تريد الوصول إلى السلطة متخطية القرار الشعبي وهذا الأمر مرفوض بالنسبة للدولة السورية، حتى عندما دعت الدولة السورية للانتخابات البرلمانية، لم تبدِ المعارضة أي رغبة بالمشاركة بالانتخابات، فهي تدرك ضعف قاعدتها الشعبي وبالتالي تدفع باتجاه الضغط الخارجي للوصول إلى السلطة.