جهينة نيوز
وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالته السنوية إلى الجمعية الفيدرالية الروسية وتطرق خلالها إلى قضايا اجتماعية واقتصادية داخلية و موقف بلاده من ملفات دولية ساخنة.وأكد بوتين في كلمته أن روسيا ستبني نظاماً مالياً عالمياً جديداً على قاعدة تكنولوجية متقدمة خالية من التدخل السياسي وأكد الرئيس الروسي أن العالم يتغير وهناك صعود لهياكل دولية جديدة لا يمكن لأحد إيقاف تطورها وأبرزها مجموعة "بريكس".
وتحدث بوتين عن تلاحم الشعب الروسي إزاء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وتدخلات الغرب وعن الاستراتيجية بعيدة المدى لروسيا مؤكداً أنه يمكننا معا تحقيق الإنجازات وقادرون على حل أعقد وأصعب القضايا ومواجهة أكبر التحديات.
وقال بوتين حافظنا على سيادتنا ولم نسمح بالعدوان على بلادنا والدور الأساسي في الكفاح يعود لمواطنينا وتضامننا وتكاتفنا لحماية وطننا وهذا بلا شك ظهر في بداية العملية العسكرية الخاصة بأوكرانيا عندما دعمتها الأغلبية المطلقة من الشعب الروسي رغم الآلام والتضحيات.
وأضاف إن أوساط العمل "البيزنس" قدمت من أجل النصر المشترك مليارات الروبلات عبر المنظمات التطوعية وأثبتت الصناعة والاقتصاد في ظروف العقوبات و العملية العسكرية مرونتهما وأشكر المهندسين ورجال الأعمال للعمل الدؤوب من أجل روسيا لافتاً إلى أن أبطال روسيا على الجبهة وفي الخنادق يواجهون أصعب الأوقات لكنهم يدركون أن من ورائهم الدولة والشعب.
وأكد بوتين ان روسيا لن تسمح لأحد بالتدخل في شؤونها الداخلية وأن الغرب لا يرغب أن تكون روسيا دولة متقدمة ويحاولون القيام بكل ما يستطيعون كما قاموا في جميع أنحاء العالم بما في ذلك في أوكرانيا يحاولون إضعافنا من الداخل.وأضاف إن شعبنا متعدد الأطياف والأعراق والأديان أثبت تكاتفه طويل الأمد على مدار التاريخ وهو القوة التي تدفعنا دفعا نحو النصر وهدفنا من أجل وطن واحد نحن جميعا مواطنون روس ووحدنا نحدد مسارنا وتطورنا التاريخي وتحديد كافة المهام التي يتعين علينا تنفيذها ونقلها للأجيال المقبلة وتعزيز سيادتنا يجري على كافة المستويات خاصة على الجبهة.
إن قواتنا المسلحة حصلت على خبرة هائلة نتيجة لتعاون جميع الأسلحة ولدينا طاقم كامل من القادة الذين يستخدمون الأسلحة والتكنولوجيات الحديثة بدءاً من الفصائل ووصولاً إلى أعلى القيادات يتفهمون المشكلات ويعالجونها لقد نمت قوتنا القتالية عدة أضعاف ولم نكن نحن من بدأ الحرب وإنما قمنا بها دفاعا عن سيادتنا وعن أمن مواطنينا ولدينا استعداد قتالي كبير للقوات النووية الروسية كما استقبلنا الأسلحة الحديثة وهو ما تحدثت عنه في 2018.
وتابع بوتين مقاتلونا الذين يدافعون عن وطننا على الجبهة لن يتراجعوا وهكذا يجب أن نكون جميعا هؤلاء الأبطال الحقيقيون بسطاء ولا يعلنون عن إنجازاتهم ونجاحاتهم بشكل صارخ في المنعطفات التاريخية هؤلاء هم من يأخذون المسؤولية على عاتقهم يفكرون في الوطن ويحمون مستقبل روسيا ويجب أن نحتذي بهم.
وأشار بوتين إلى أهم أسلحة الجيش الروسي واستعداداته وخاصة صواريخ "كينجال" تستخدم بشكل فعال لضرب أهداف ضمن العملية العسكرية الروسية الخاصة كما استخدمنا صواريخ "تسيركون" ودخلت الخدمة في القوات المسلحة ويجري اختبار صواريخ "بوريفيسنيك" والغواصات المسيرة "بوسيدون" وهي تحمل ميزات فريدة من نوعها وعملنا على سلسلة من الأسلحة المتطورة مستمر.
وأكد بوتين أن ما يقوم به الغرب نفاق شديد نسمع اتهامات باطلة بسعينا لنشر أسلحة في الفضاء الكوني ليست تلك إلى محاولة لجر روسيا إلى مواجهة مع الولايات المتحدة التي تعرقل المقترحات الخاصة بنشر الأسلحة النووية في الفضاء والتي وضعناها في 2008، ولم نتلق أي رد.
و نحن نواجه دولة تتخذ خطوات معادية ضدنا وتصريحات الإدارة الأمريكية الحالية بالسعي إلى النقاش بشأن الاستقرار الاستراتيجي ليست سوى كلمات خاوية من المضمون لا يمكن مناقشة ذلك إلا بمجموعة متكاملة من القضايا مرتبطة بالأمن القومي الروسي.
كما أن الغرب يسعى لجرنا إلى سباق التسلح وتكرار المخطط الذي حققوه ثمانينيات القرن الماضي حينما كانت تبلغ نسبة تمويل المجمع الصناعي الدفاعي 13% يجب علينا بناء منظومة فعالة لقواتنا المسلحة واستخدام كل روبل لمخصصاتنا العسكرية لتعزيز دفاعنا والوصول إلى مستوى جديد للأسطول والجيش.
وأكد بوتين أن القوات النووية الاستراتيجية الروسية في حالة استعداد تام وتم تسليم مجمع "سارمات" للقوات المسلحة ويجب أن يفهم الغرب أننا نمتلك أسلحة قادرة على إصابة الأهداف في أراضيهم ويرهبون العالم كله بأن هذا يهدد باندلاع نزاع نووي وهذا سيؤدي إلى القضاء على الحضارة البشرية ألا يفهمون شيئا؟ لم يمروا باختبارات صعبة ولا يعرفون ما تعنيه الحرب تجاوز جيلنا هذه الاختبارات في القوقاز ويتكرر الوضع في أوكرانيا الآن.
وأشار بوتين إلى أن ما يقوم به الغرب يهدد الأمن الأوروبي ويجب أن يكون هناك هيكل جديد للأمن المتساوي وغير القابل للتجزئة ومستعدون للحوار مع جميع الأطراف و لن يكون هناك أي أمن مستدام في أوروبا دون روسيا قوية وآمنة.
كما نرى آفاقاً واعدة في شراكة أوراسية عظيمة في إطار انسجام المشاريع الاتحاد الأوراسي والمبادرة الصينية "طريق واحد-حزام واحد" كما يتم تطوير المشاريع في منطقة "آسيان" وأيضاً لدينا شراكات مع الدول العربية لتعزيز العلاقات ودول أمريكا اللاتينية وهناك عدد من البرامج لنشر اللغة الروسية حول العالم.
وقال بوتين في سنة "الأسرة" عام 2024 إن القيم والتاريخ تنتقل من جيل لآخر والأهم في ذلك هو رفع المواليد وتربية النشء بينما يتم نسف قيم الأسرة ودفع شعوب بأكملها للانهيار إذ إن أغلبية الدول الغربية يسعون وراء نسف القيم التقليدية بينما تسعى روسيا إلى عكس ذلك إلى تغيير المشهد الديموغرافي في بلادنا فالأساس في الأسرة أن تكون الوحدة والقاعدة الأساسية لتطورنا وفي السنوات الست المقبلة يجب أن يكون هناك استقرار في المواليد ويجب أن يكون هناك تطوير في مستوى التربية والتعليم.
وبين بوتين أن مشكلة الفقر تؤثر بشكل مباشر على أكثر من 9% من المواطنين الروس ومن الضروري تحقيق مستوى أقل من 7% بحلول عام 2030 وخفضه بين الأسر الكبيرة إلى 12% ومنح المناطق التي ينخفض فيها معدلات المواليد أقل من المعدل المتوسط مساعدة لا تقل قيمتها عن 75 مليار روبل (825 مليون دولار).وأشار بوتين إلى تمديد الرهن العقاري العائلي حتى عام 2030 مع الحفاظ على نسب الفائدة الطبيعية مع الإبقاء على نسب الفائدة للرهن العقاري العائلي كما هي للعائلات التي لديها أطفال أقل من سن 6 سنوات وإطلاق مشروع "حياة طويلة ونشطة" يبلغ متوسط العمر المتوقع في روسيا الآن 73 عاما ومن المفترض أن يصل إلى 78 عاما على الأقل بحلول عام 2030 وفي المستقبل فوق 80 عاما.
وتابع بوتين إن وتيرة وجودة النمو الاقتصادي يجعلنا على ثقة أننا على الطريق الصحيح لنصبح من أكبر أربع اقتصاديات العالم في السنوات الست القادمة لا بد أن تزداد نسبة نمو الرواتب ودعم الحد الأدنى للدخل فاقتصادنا أصبح أكثر تنوعاً وتطوراً وثباتاً تعتبر روسيا اليوم من أكبر اقتصادات العالم الاقتصاد الأول في أوروبا والخامس في العالم ونما في العام الماضي بمعدل أعلى من الاقتصاد العالمي وبحسب هذا المؤشر فإننا نتقدم على كل الدول فيما يسمى بـ "السبع الكبار" G7.و إن وتيرة وجودة النمو الاقتصادي يجعلنا على ثقة أننا على الطريق الصحيح لنصبح من أكبر أربع اقتصاديات عالمية في السنوات الست القادمة لا بد أن تزداد نسبة نمو الرواتب، ودعم الحد الأدنى للدخل.
وندعو العلماء من الدول الأخرى للتعاون حيث نتميز بقدراتنا التنافسية في المجال الرقمي والبيولوجي والكيمياء الصناعية وتطوير أنظمة الفضاء ومن الضروري نمو استثمار الأعمال الخاصة حتى عام 2030 والاستفادة من الخبرات في المراكز البحثية لا سيما في مجال الجينات ومجال السيادة التقنية. يجب أن نحافظ على السيادة في قطاعات الصحة والأمن الغذائي.
وابتداء من عام 2020 ارتفع الحد الأدنى للأجور من 12 إلى 19 ألف روبل شهريا (132-165 دولار أمريكي) ينبغي أن يرتفع الحد الأدنى للأجور إلى 35 ألفا، (385 دولار).
وأشار بوتين إلى أهمية أن يكون مراهقو اليوم مستعدين للعمل في المجال الاقتصادي بدءاً من عام 2030 حيث في ذلك العام ينبغي أن تنخفض حصة الواردات في روسيا إلى 17% من الناتج المحلي الإجمالي وعلينا ابتكار منتجات قادرة على المنافسة عالميا استنادا إلى التطورات المحلية الفريدة بما في ذلك التطورات في قطاعات الطاقة النووية الفضائية وقطاع تكنولوجيات الطاقة الجديدة.
كما يجب أن تزيد حصة منتجات التكنولوجيا الفائقة المحلية في السوق المحلية بمقدار 1.5 ضعف على مدى 6 سنوات ولا بد أن تصبح مشروعات السيادة التكنولوجية قاطرة تجديد الصناعة الروسية ونحتاج إلى زيادة إنتاج السلع الاستهلاكية والأدوية والمركبات وغيرها من المنتجات.
وأضاف غالبية رجال الأعمال يتخذون مواقف متضامنة مع أهداف الدولة ويجب أن تظل رؤوس الأموال أيضا داخل البلاد حتى لا يخسرونها في الخارج لهذا لا بد من تقديم التسهيلات والدعم لأوساط الأعمال وازداد عدد رجال الأعمال الشباب بنسبة 20% في السنة الماضية وحدها ويجب أن تنمو هذه الوتيرة في السنوات الست القادمة ففي عام 2030 يجب أن ينمو حجم المنتجات الزراعية بنسبة 25%، وأن تنمو الصادرات بمرة ونصف.
إن فعالية الإنتاج في كافة المجالات اليوم تعتمد على الأتمتة واستخدام الذكاء الصناعي وتوفر المنصات الرقمية التي تسمح للمواطنين للتعامل مع الدولة وتعامل أجهزة الدولة مع بعضها البعض فلم يعد استخدام الأتمتة والذكاء الصناعي حديث المستقبل وإنما هو حديث الحاضر ويجب إنشاء منصات رقمية في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية وتوفير الحلول الرقمية واقتصاد البيانات الذي سيخصص له ما لا يقل عن 700 مليار روبل (7.7 مليار دولار) في السنوات المقبلة.
وأعلن بوتين عن إطلاق مشروع وطني جديد "اقتصاد البيانات" وقال: نحن متقدمون في أنظمة الأتمتة والذكاء الاصطناعي إلا أنه لا يجب أن نتوقف وأن نستمر في التقدم بهذا الإطار ويجب دعم المشروعات الجديدة لتصنيع المعدات لمثل هذا المشروع "اقتصاد البيانات" وهو ما سيساعد في مضاعفة نمو الاقتصاد ويجب ألا يقتصر ذلك على المدن الكبرى وإنما أيضا في القرى والمراكز المختلفة ويجب ضمان وصول الإنترنت فائق السرعة إلى جميع أنحاء البلاد كما لابد من شطب ثلثي ديون الأقاليم الروسية فيما يتعلق بقروض الميزانية.
وقال بوتين سندعم الكيانات الروسية داخل الدولة وندعم إطلاق المشروعات الخاصة بالصناعة الحقيقية والاقتصاد الحقيقي سيزيد ذلك من مستوى المعيشة في كافة أنحاء البلاد والخطط والمشروعات كبيرة وكذلك النفقات.وهناك ضرورة للاستثمار في المجالات الاجتماعية والديموغرافية والبنى التحتية والتكنولوجيا ولا بد من السعي إلى تقليص الفوارق بين الطبقات وبين الكيانات داخل روسيا أدعو لابتكار نهج لتطوير نظامنا الضريبي للتوزيع العادل لضرائب الدخل وتقليص الضغط الضريبي عن الأسر وتحفيز الأعمال كي تتطور ويجب إغلاق كافة الثغرات التي تستخدمها بعض الشركات للتهرب الضريبي.
ويجب خلق الظروف المستقرة لإنجاز المشروعات المختلفة بما في ذلك الاستثمار وهو ما أطلبه من أوساط الأعمال عندما ألتقيهم وتطوير أكثر من ثلثي المطارات الروسية خلال الست سنوات المقبلة لرفع تعداد المسافرين داخل روسيا بمقدار مرة ونصف وختم بوتين أنا واثق من النصر والنجاح وفي مستقبل روسيا.