جهينة نيوز:
عندما نقود السيارة في إنجلترا نشعر أن القيادة على الجهة اليسرى تمثل تحديا كبيرا.
ويأتي الاختبار الحقيقي عند التقاطعات والميادين؛ فحتى عند السير على الأقدام حين نريد عبور شارع ذي اتجاهين، علينا أن ننظر أولا إلى اليمين ثم إلى اليسار. على العكس تماما من فرنسا، مثلا. ولكن ما سر هذا الاختلاف.
فما أسباب هذا الاختلاف بين انجلترا وباقي بلدان العالم تقريبا؟
لفهم ذلك لا بد من العودة إلى القرن الـ 18.
يقول الخبراء إنه لفهم أسباب الاختلاف- في القيادة بين انجلترا ومعظم بلدان العالم، لابد من العودة إلى العصور الوسطى، وإلى القرن الـ 18 تحديدا، ففي ذلك الوقت كان الإنجليز والفرنسيون يسيرون على اليسار. وكانت غالبية السكان تستعمل اليد اليمنى، وكانوا يحملون السيف على الجهة اليسرى من الجسد للتمكن من إمساكه بسهولة باليد اليمنى.
وهكذا كان إذا واجههم العدو كان من الأفضل لهم أن يكونوا على الجهة اليسرى حتى يتسنى لهم المزيد من حرية الحركة وقت الإمساك بالسيف.
الخيالة والسير إلى اليسار
وكان الخيالة يتصرفون بالمثل، لأنهم كانوا يمتطون خيولهم من الناحية اليسرى حتى لا يزعجهم السيف.
وكانت المعالم الحجرية المنصوبة على جانب الطريق بمثابة موطئ قدم يستندون إليها في ركوبهم أو نزولهم، ولهذا كان الخيالة يظلون على هذا الجانب.
وبالإضافة إلى ذلك كان مرور فارس آخر من ناحية اليمين يُجنب الطرفين تصادم سيفيهما.
هكذا إذن فقد كانوا يمشون على الناحية اليسرى من الطريق، ولكن بعد ذلك تغيرت الأمور لأسباب كثيرة.
العربة الأمريكية
في كتاب دانييل لاكوت “لماذا وكيف” نكتشف أن كل شيء تغير مع وصول العربة الأمريكية، “الكونستوغة”، القادمة من بنسلفانيا في أواخر القرن الـ 18.
هذه العربة التي يجرها ستة أو ثمانية خيول لم تكن مجهزة بمقعد للسائق، حيث كان هذا الأخير يجلس على ظهر الحصان الأخير، إلى اليسار، حتى يتسنى له استعمال السوط بسهولة بيده اليمنى والوصول إلى جميع الخيول بسهولة.
وهكذا كان من الأسهل على السائق، عند الضرورة، أن ينحرف إلى اليمين للتمكن من الالتفات إلى الخلف والتحقق من أن العجلات لا تلامس بعضها البعض عند مرور عربة أخرى.
عربات بحسب اتساع الطرقات
هذا النوع من المركبات والقيادة على اليمين تم اعتمادهما في فرنسا. أما البريطانيون الذين كانت طرقاتهم أضيق من طرقات فرنسا فاستخدموا نوعا آخر من العربات، مجهز باثنين فقط من الخيول ومقعد كان يُسهل على السائق الإمساك بسوطه من دون إزعاج المارة في الطريق.
تصدير طرق القيادة
بحكم اختلاف نوع الطرقات والمركبات اعتمدت فرنسا وإنجلترا طرق قيادة مختلفة. وقد قامت الامبراطوريتان فيما بعد بتصدير هذه الطرق إلى الأقاليم التي هيمنت عليها في جميع أنحاء العالم.
تغيير اتجاه السير
بلدان عديدة في العالم غيّرت لاحقا قيادتها لأسباب مختلفة؛ فقد غيرت بورما اتجاه السير في العام 1974، بأمر من الديكتاتور ني وين. والسبب أن المُنجّمين أخبرو هذا الحاكم بأن هذا التغيير سيجلب له الحظ.
مشاكل السلامة
هناك السيارات تسير الآن على اليمين، مع احتفاظها بالمقود على اليمين. وهو ما يطرح مشاكل خطيرة في مجال السلامة المرورية، بحسب بعض الخبراء.