جهينة نيوز:
دخلت ناقلة نفط ضخمة مرحلة جديدة من رحلة بحرية تاريخية بدأتها منذ أيام، بعدما اجتازت بسلام الدائرة القطبية الشمالية في طريقها من روسيا إلى الصين، لتفتح بذلك الطريق أمام أول خط نقل عبر تلك المياه في التاريخ الحديث، مستفيدة من ظاهرة الاحتباس الحراري التي أذابت الجليد في تلك المنطقة، وتحمل الناقلة "SCF بالتيكا" أكثر من 70 ألف طن من المنتجات النفطية الروسية التي تحتاجها السوق الصينية بشدة، وهي المرة الأولى التي تتمكن فيها سفينة بهذا الحجم من تنفيذ الرحلة باتجاه شنغهاي، متجاوزة الطريق القديمة التي كانت ترغم السفن على المرور بقناة السويس المصرية.
ومن شأن هذه الطريق أن تقلص المسافة بين العديد من الموانئ الروسية الكبرى ونظيرتها الصينية بمقدار النصف، فالمسافة من مرفأ مورمنسك الروسي إلى نيغبو بالصين تبلغ 12 ألف ميل بحري، لضرورة الالتفاف حول قارة آسيا باستخدام قناة السويس، ولكن المسافة عبر الطريق الجديدة لن تتجاوز سبعة آلاف ميل.
ورداً على سؤال حول المبالغ المالية التي توفرها هذه الطريق على شركته، قال فرانك: "يمكننا أن نوفر ما بين 20 و25 ألف دولار يومياً في كل رحلة، وهذا يشّكل قيمة كبيرة لنا."
ورفض فرانك الدخول في الشق القانوني حول هوية الدول المسؤولة عن هذه الممرات المائية، التي تخضع حالياً للنفوذ الروسي، رغم مطالبة دول أخرى بحقوق فيها، وبينها كندا والولايات المتحدة، إذ أن الرحلة يجب أن تمر بمضيق بيرنغ، الذي يفصل بين قارتي آسيا وأمريكا، ويأمل فرانك بأن تكون هذه الرحلة باكورة تدشين لهذا الخط البحري، واعداً بتنفيذ المزيد من الرحلات في المستقبل، باستخدام ناقلات أكبر، علماً أن الرحلة الحالية تجري بمواكبة من كاسحتي جليد تعملان بالطاقة النووية، أرسلتهما البحرية الروسية.
وما من شك أن الاحتباس الحراري هو العامل الأهم في فتح هذه الطريق التي كانت مغلقة دائماً بسبب الجليد القطبي الذي يجعل مياه المنطقة خطيرة بالنسبة للملاحة.
وقد كان البحث عن طريق للتجارة الدولية عبر المنطقة القطبية يشكل هدف قديم للبحارة الذين يرغبون بتجنب قناة السويس أو الدوران حول أفريقيا لأسباب سياسية أو اقتصادية، بدليل أن السلطات الكندية عثرت قبل فترة على حطام سفينة بريطانية قديمة كانت قد اختفت خلال رحلة عبر مياه القطب قبل قرون.