جهينة نيوز:
رغم كل المحاولات التي قامت بها واشنطن لمنع تقدم القوات السورية نحو الحدود العراقية ، و بالرغم من الغارات التي نفذها طيران التحالف الدولي بقيادة امريكا و التي استهدفت وحدات تابعة للجيش السوري ، و على الرغم من التصعيد الامريكي ضد العمليات العسكرية الجارية في البادية السورية ، جاءت النتيجة على خلاف ما خططت له الاستراتيجية الامريكية ، حيث سجل الجيش السوري نصرا استراتيجيا يضاف إلى سجل الانتصارات التي يحققها على امتداد الجغرافية السورية ، نصراً سيقلب الكثير من المعادلات الميدانية و الجيوسياسية في الشرق الاوسط ، فقد تمكن الجيش السوري و حلفاؤه من إحكام سيطرتهم على البوكمال أخر معاقل تنظيم داعش في سوريا ، و بالتالي التقاء الجيشين السوري و العراقي و الذي سينعكس على ساحة الصراع الإقليمي والدولي، لما تُمثله الأزمة السورية من أهمية تتخطى حدود الجغرافيا السورية.
استراتيجيا يُثبت هذا الإنجاز أن واشنطن و أدواتها في المنطقة فشلوا في تحقيق مشروعهم الرامي لتقسيم سوريا عبر ما يسمى المناطق الامنة ، والذي هدفت من خلاله الى قطع الاتصال الجغرافي بين أطراف محور المقاومة ، الأمر الذي يبدو بوضوح أنه لم يتحقق ، بل إن الإنجاز الاستراتيجي الذي حققه الجيش السوري يأخذ الامور نحو منحى مختلف لجهة ترسيخ وحدة المصير بين اطراف محور المقاومة ، و يساهم أيضا في بناء جسد عسكري متكامل قوامه سوريا و العراق و ايران و الحليف الروسي ، ما يعني تحولا نوعيا في موازين القوى في الميدان السوري لتصل التطورات إلى مرحلة فرض واقع سياسي يناسب تطورات الميدان كما يناسب سوريا و حلفاؤها ، إضافة إلى القضاء و بصورة نهائية على تنظيم داعش الارهابي وصولا إلى دفن الأحلام الأمريكية في التقسيم و السيطرة. .
معالم الميدان السوري باتت في صالح الجيش السوري الذي يطوّع الجغرافيا لمصلحته ويحولها إلى قاعدة متماسكة ونظيفة ، حيث سنشهد قريباً رسم خط الجبهة ما قبل الأخير ، و لا بد من الإشارة الى أن هذا الإنجاز الاستراتيجي الذي حققه الجيش السوري ما كانت ليتحقق إلا بالتضحيات التي يقدمها الجيش السوري والالتحام الشعبي حوله ، ليكون الإنجاز ثمرة القرار السياسي والعسكري الموحَّد للشعب السوري و الجيش السوري .
إذن، تتسارع الأحداث على الساحة السورية والتي أصبحت عبر التنسيق بين الطرفين العراقي والسوري مرتبطة من حيث النتائج ، فالأهداف الموحَّدة للطرفين، والقدرة على إيجاد التناغم العسكري الميداني، يساهم في خلق واقعٍ يمنع المشاريع الأمريكية من التحقق ، بل يُساهم في تأمين مساحة من الأمان الجيوعسكري ، والذي بات يُشكل نقطة قوة لأطراف محور المقاومة ، في حين يمكن القول وبوضوح، أن تطورات الحدود السورية العراقية، دفنت حتماً مشروع أمريكا وحلفائها في المنقطة ، و بات المحور المعادي لسوريا بصدد التحضير لخططه البديلة و التي بلا شك لدى محور المقاومة الكثير من الاستراتيجيات التي من شأنها إجهاض كافة الخطط لدى محور الشر بقيادة واشنطن .