أ هـــذه ....خــيـر أ مّــــة ؟ بقلم : ابراهيم فارس فارس

الخميس, 22 آذار 2018 الساعة 03:52 | منبر جهينة, منبر السياسة

 أ هـــذه ....خــيـر أ مّــــة ؟ بقلم : ابراهيم فارس فارس

جهينة نيوز:

لا أعتقد أن ما جرى ويجري حالياً في بعض الدول العربية ومنها بلدنا الغالي سورية ، هو مجرد تقليد أو رغبة في التغيير ،أو بحث عن ديموقراطية ، أو مطالبة بلقمة عيش كريم ، أو مجرد حركة عشوائية ...! الذي يجري اليوم في بلاد العرب تباعاً ، له أسسه وجذوره ومسبباته الحقيقية .

وفي الحقيقة ، فإن أي انسان ، يمكن أن يثور من أجل أي من المطالب التي ذكرت ، لكن هذه اجمالاً لا يمكن أ ن تكون سببا ً في تدمير بلد وابادة شعب ، ذلك أنها أمور يمكن أن تحل حتى ولو طال أمد ذلك ..! فهل ثار من ثار فعلاً لأجل ذلك أم في الحقيقة هم ينفذون خطة تدمير وتخريب وضعت ملامحها اسرائيل وبريطانية وأمريكا وتنفذ اليوم تحت مدعى الثورة على الظلم والديكتاتورية بلبوس الجهاد الديني؟ وعلى من يضحك أولئك ؟ . يمكن أن تمر مخططاتهم على البعض المغفل أو المتورط ولكنها لا تمر على بلد أسس على القومية الحق والدفاع عن كرامة أمته و تربى وترعرع على ذلك.

نقبل ألف مرة أن نعيش على كسرة خبز وقليل من الماء ، ورؤوسنا مرفوعة ، من أن نموت ونحن مسلوبو الكرامة .. نقبل ألف مرة أن نموت في مواطن العزة والفخار تحت راية قائد كبشار الأسد حفظه الله ، من أن نعيش في فندق ذي نجوم خمس ونحن أذلاء ومجرد تابعين .. لذلك نجد الكثيرين ممن غسلت عقولهم يفيقون من غفلتهم تباعاً ليقفوا الى جانب القيادة والجيش دفاعاً عن كرامتهم التي استهزأ بها من باعوا شرفهم وكرامتهم من بني يعرب ليحافظوا على كرسي حكمهم تحت ذريعة جهاد مزعوم في سبيل ما ادعوه من محاولة تحقيق العدالة ووصولاً في الحقيقة ليس الى حلم السلام بل الاستسلام مع اسرائيل والذي بدأت أبواق بني سعود الاعلامية تحقنه رويداً رويداً في أذهان الجماهير العربية !! وأي سلام يرتجى من اسرائيل وقد جبلت منذ أوجدها الاستعمار الغربي على الغدر والعدوان وامتهان كرامات الأمم ؟

غريب أمر هؤلاء البغال ... ألا يعلم هؤلاء ان اسرائيل كيان غير شرعي ، اقامته الدول العظمى كي تحقق اطماعها في هذه المنطقة العربية التي يسيل لها لعاب الامبريالية والرأسمالية العالمية ، كي تحقق من خلالها أطماعها السياسية والاقتصادية ، وحتى الدينية والعنصرية ؟

ألا تهتز مشاعر أولئك وترتعش أفئدتهم من هول ما يرونه من ممارسات اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني والعربي ، وأحيانا ً من أجل شيء لا قيمة له ؟

الم يتسلل الى خلد أولئك أن ثمة امة اسمها العرب ، لها تاريخها وموقعها على خارطة الحضارة الانسانية ، تعودت الا تفرط بكرامتها وعزتها التي حباها الله بها ؟

الم يتيقن أمثال أولئك من طبيعة احساس ومشاعر الانسان العربي الذي عاش حياته يأبى الضيم والمهانة ، وحتى لو حصل ما يسمى السلام مع اسرائيل فهل جانبها مؤتمن ؟

غريب ضحالة تفكير اولئك وأمثالهم ، وغريب تقديرهم للأمور حقـــا ً !!

دعونا نتفق على امر هام ، بأن نجيب على الأسئلة التالية ، ثم نقيـّم :

هل اسرائيل كيان غاصب لبلد عربي ام لا ؟

هل اسرائيل قتلت وشردت واغتصبت وهجرت الفلسطينين اصحاب الأرض الشرعيين ، ام لا ؟

هل اسرائيل احتلت وما تزال الكثير من الأرض العربية بدافع من عدوانيتها المستمرة ، أم لا ؟

هل اسرائيل تشكل خطرا ً على وجود الفلسطينيين والعرب والاسلام اجمعهم ام لا ؟

هل اسرائيل قاعدة للامبريالية والرأسمالية العالمية واليد الطويلة لتحقيق اهدافها في نهب ثروات بلادنا والقضاء على تطلعاتنا في ان نحقق وحدة امتنا التي ستحفظ كرامتنا وعزتنا ، ام لا ؟

هل اسرائيل وعبر هذا التاريخ الطويل هي سبب مصائبنا كالتشرذم والضعف والخنوع والتبعية أم لا ؟

هل اسرائيل هي الطامعة ابداً في المزيد من الأرض العربية كي تملـــّكها لشعبها المشتت لتكمل وطنها المزعوم من الفرات الى النيل ام لا ؟

هل تظن ان كيانا ً كإسرائيل يمكن ان يعقد معه سلام حقيقي وأن نكون في مأمن من غدرها الذي جبلت به عبر الزمن ام لا ؟

هل سبق واجتمع العرب والمسلمون بصدق يوماً ولشهر وبقيت اسرائيل على قيد الوجود ؟

ألم يظهر لأولئك أن كل ما يجري من خراب ودمار للحاضر والمستقبل والتاريخ عموماً هو لصالح اسرائيل وما تريده وتحلم به اسرائيل منذ مؤتمر بال في سويسرا أواخر القرن التاسع عشر وحتى اليوم ؟

ألم يكن صمود سورية كإحدى أهم دول المواجهة سبباً في حماية العرب ومنهم دول الخليج من خطر اسرائيل ؟

ألم يخطر ببال أولئك بأن اسرائيل لو انهارت سورية لا سمح الله وهذا لن يحصل لأننا على حق والله ناصر الحق ولو بعد حين فستجتاح اسرائيل بلادهم وتنهب ثرواتها وسيكون من يتبقى منهم على قيد الحياة مجرد عبيد وأجراء رخيصين ان كانوا لا يعلمون؟!

فإذا كان الجواب لا من قبل بعض الحكام ، فإننا ننصح هؤلاء ان يجمعوا جلاجيقهم وينقلعوا من اماكنهم فإن الشعوب والزمن وعدالة الاله لن ترحمهم ، هذا اذا كانوا يريدون النجاة بأنفسهم ! أما اذا كان الجواب نعم ، فعليهم أن يتبصروا ويحسبوا مليون حساب ويعودوا الى رشدهم ويغيروا سياسة التبعية والذل جرياً وراء حب البقاء الذي لن يطول ، وان وجود خلاف حول أمر ما لن يفسد للود قضية ، وكل شيء ما دون الكرامة له حل ، وهو ممكن طالما ان السياسة العامة لهذا الزعيم او ذاك ، حفظت كرامة الشعب والأمــة ، الوطنية والقومية ، بل وحتى الشخصيــة أيضـــا ً ..والله العظيم ، والله العظيم ....لم يعد ثمة مبادىء وأخلاق وايمان بشيء اسمه انسانية في هذا العالم ! أمريكا وبريطانية تتوليان مهمة المحافظة على سلامة واستمرار قاعدتهم اسرائيل لأن ذلك يحقق مصالحهما في المنطقة ولذلك هم على استعداد لابادة امة العرب طالما انها تعارض ذلك ، وكل ما تقوم به لأجل تحقيق ذلك حتى لو أدى لابادة أمة العرب عمل انساني وبشهادة منظمات العالم الانسانية المشتراة طالما أن ذلك في صالح بقاء اسرائيل !؟ بينما أي محاولة من بعض العرب للمطالبة بفلسطين هو عمل همجي وارهابي !!قامت الدنيا ولم تقعد من قبل بريطانية ضد روسية بعد توجيه تهمة لها بقتل جاسوس روسي على أرضها وحتى لو لم يثبت ذلك بالدليل القاطع ، بينما بريطانيا تقتل أو تتسبب في قتل الآلاف في ليبية واليمن والعراق وسورية وكثير من دول العالم المسكينة وكأن من يقتل مجرد حشرات وليسوا بشراً ، فعن أي ديموقراطية وانسانية يتحدثون ؟! بريطانية ـــ ونحن متأكدون من ذلك ـــ تعتبر السعودية دولة متخلفة ومن العصر الحجري لكنها تستفيد منها حيث تصدر لها السلاح وكل نتاج العلم والتكنولوجية لديها مما يؤدي حكماً الى انعاش اقتصادها وتشغيل معاملها وتأمين فرص عمل لمواطنيها مما سينعكس ايجاباً على مسنوى معيشة شعبها بل واكثر من ذلك فهي تسحب منها المليارات ببلاش مقابل انها تقف الى جانب بني سعود وتدعم بقاءهم على كراسي حكمهم وهؤلاء جميعاً باعوا الضمير والكرامة والدين مقابل كل ذلك ! وليس بريطانية وحسب بل فرنسة والمانية وكل الدول الغربية التي تحرص على مصالحها دون أي اعتبار لشيء اسمه الكرامة التي حذفوها من قواميسهم ومن زمن بعيد !! غريب امر امة العرب حقاً فهي ان اختلفت مع شقيق تذبحه وتقدم الغالي والنفيس كي تقضي عليه وتذله تحت مبرر الكرامة والحميّة العربية ، بينما تركع لعدوها طالما ان ذلك يخدم بقاءها تأكل وتنكح النساء وتحتسي بول البعير... !! فهل هذه خير أمة أخرجت للناس فعلاً ؟ وحسبنا الله ونعم الوكيل ! .


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق



ولأخذ العلم هذه المشاركات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي إدارة الموقع
  1. 1 عبد الرحمن ...
    23/3/2018
    08:30
    أنت رائع
    أستاذ ابراهيم ....أنت انسان رائع وكاتب مبدع وأتمنى أن يصل مضمون مقالتك الى من يهمه الأمر ، بس بدك مين يفهم !
  2. 2 عدنان احسان - امريكا
    24/3/2018
    22:50
    خايف تكون هاي رساله دكتوراه ..
    موضوع انشاء ... هذه المرحله تجاوزناها منذ زمن طويل ... الافضل البحث عن مواضيع تهم الواقع الذي يبحث عن مستقبل افضل ..
  3. 3 الكاتب...
    27/3/2018
    08:34
    شكرا لك من القلب
    شكرا استاذ عدنان المحترم ....تأكد أنني أقدس حرية الرأي وأحترم رأيك أكيد ...وجهة نظري أنه لا يوجد في الحياة ما يمنع أن نكرر الفكرة ونعيد طرحها ومناقشتها بأسلوب صحيح لتجاوزها بفائدة .التاريخ يعيد نفسه دائما وخاصة عند أولئك الذين لا يقرؤن التاريخ بفهم كي يستفيدوا من تجاربه وأمتنا العربية وللأسف خير مثال وخاصة هذه الأيام العصيبة من تاريخها ...وشكرا لك من القلب .
  4. 4 عدنان احسان امريكا
    28/3/2018
    10:24
    تصويب .. للاستاذ.. ابراهيم فارس فارس
    نحن نعرف ان نقرا جيدا يا سيدي واعتقد ان هناك موضوع قد تم حشره في المقاله فمن السطر -١- الي نهايه السطر ١٥- تتمته تبدا من السطر ٤٥ للنهايه. اقصد من بدايه السطر ١٦- لنهايه السطر ٤٥ - كتب باسلوب اخر و من السطر ١٦ الذي يبدآ بغريب ام هؤلاء الي نهايه السطر ٤٥- الذي ينتهي كانوا لايعلمون ؟! لايغير من الموضوع ولست بحاجه من السطر١٦- الي ٤٦ وجري حشوه واسلوب الكتابه قد اختلف يمكن كتبت الموضوع علي دفعتين او انك حشوه مقالتين لك واحده من الارشيف بمقاله واحده والسبب عند قراءتي المقاله واسترسالي بها حدث قطع ثم وصل ولاحظت الفرق ان المقاله قد كتبت بوقتين مختلفين لذلك جاءت باسلوبين مختلفين والقراءه كانك تستمع الي قطعه موسيقيه تستطيع ان تكتشف بسهوله اصوات النشاز، اما مساله الفم فهذا موضوع اخر.

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا