منجزات الميدان السوري .. تترجم انتصارا سياسيا بقلم : أمجد إسماعيل الآغا

الجمعة, 4 أيار 2018 الساعة 02:30 | منبر جهينة, منبر السياسة

منجزات الميدان السوري .. تترجم انتصارا سياسيا   بقلم : 	 أمجد إسماعيل الآغا

جهينة نيوز:

المنجزات و التطورات الاخيرة التي شهدها الميدان السوري ستؤدي بلا شك إلى جملة من التطورات السياسية ، خاصة بعد تحرير الغوطة الشرقية لدمشق والعدوان الثلاثي الفاشل على سوريا ، و بالتالي نحن أمام مشهد ميداني سنرى انعكاساته مباشرة على المشهد السياسي ، لكن في المقابل لا يمكننا أن ننكر بأن تعقيدات المشهد السياسي كثيرة ، خاصة أن واشنطن تسعى إلى تقويض مفاعيل الانتصار الميداني ، الأمر الذي تحاربه الدولة السورية و حلفاءها ، فالمشهد بات واضحا لجهة استثمار سوريا منجزات الميدان و تفعيلها في السياسة ، فما لم يستطع الغرب أخذه في الميدان لن يأخذه بالمسارات السياسية ، فالمعادلات الميدانية التي حققتها الدولة السورية ستحقق بلا شك نتائج سياسية هامة .

إن المعطيات السياسية الحالية بين الدول المعنية بالملف السوري قد تغيرت جذريا ، و على الغرب أن يأخذ بعين الاعتبار التطورات الميدانية الحاصلة في سوريا لا سيما الانتصار الاستراتيجي في الغوطة الشرقية لدمشق ، يضاف إلى ذلك تداعيات العدوان الثلاثي على سوريا ، و لذلك يجب أن يستمر العمل السياسي بعد هذه المعطيات الهامة للتوصل إلى حل سياسي يتناسب و استراتيجية الدولة السورية ، صحيح أن التجاذبات السياسية الحاصلة لا تشير إلى اقتراب طريق الحل السياسي ، حيث أن واشنطن تدرك أن مسار التطورات في سوريا سيؤدي حتما إلى تغير النظام العالمي الجديد ، و هنا عقدة المشكلة ، أمريكا لا تريد أن تأخذ روسيا و الصين مكانا في هذا النظام العالمي الجديد ، و لا تزال واشنطن تحاول تغير قواعد الميدان السوري لمنع حصول هذا الأمر ، و هنا يمكن أن نذكر بأن رغبة ترامب حول سحب القوات الأمريكية في سوريا ستكون بشرط الانتهاء من مهمتها ، و المهمة التي تحدث عنها ترامب هي منع التمدد الإيراني في سوريا إضافة إلى احتواء التواجد الروسي في سوريا ، و تعليقا على تصريح ترامب أكد مصدر سوري أن " تصريحات ترامب هي تصريحات إرباك بالدرجة الأولى وليس أكثر أي أنه يحاول إرباك الدبلوماسية الدولية عند الحديث عن مسألة سحب القوات الأمريكية من سوريا أولاً وشد عصب الدول الأخرى كي يكون لها موقع داعم للدور الأمريكي في المنطقة وقد نجح في اعتدائه الأخير على سوريا في لم شمل بعض الدول وتحديداً بريطانيا وفرنسا شريكتاه في العدوان على سوريا ولكن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر بشكل دائم ".

دليل آخر يمكن الأخذ به لجهة نوايا واشنطن تعقيد الحل السياسي في سوريا ، ففي اتصال هاتفي بين الرئيس الروسي فلاديمير بويتن و الفرنسي إيمانويل ماكرون ؛ أكد بوتين أن العدوان الثلاثي على سوريا قد عقّد العملية السياسية أكثر ولكن هذا لا يعني أيضاً أن يتم الدخول في المسار السياسي والبدء فيه من جديد ، لكن المعادلة السياسية الآن أصبحت مختلفة وهذا ما يقصده القيصر الروسي بمعنى أو بآخر كما أنه لا ينفي العملية السياسية بقدر ما يتحدث عن أنّ التوازن حالياً سيغيّر من طبيعة جنيف وتكوين التمثيل على الأقل .

ما يُفهم من كلام الرئيس الروسي ليس إيقاف العملية السياسية لكنها باتت في الوقت الحالي بلا جدوى ، طالما أنّ هناك انقساماً دولياً كبيراً بسبب انتهاكات الولايات المتحدة وأتباعها بعدوانها على سوريا ، وكسرها لكل القوانين الدولية باعتدائها على سوريا الذي لا يعطي أي أمل فعلي لبداية الحل السياسي الحقيقي ، لكن الثابت الوحيد في كل المسارات السياسة هو أن الدولة السورية و حلفاؤها مستمرون باستثمار التطورات الميدانية ، و فرض وقائع سياسية انطلاقا مما تم تحقيقه في الميدان ، فسوريا اليوم أقوى و لا يمكن للقيادة السورية أن تتنازل او تساوم على سيادتها ، و بالتالي سيتم تفعيل كافة المسارات السياسية التي ستؤدي حتما إلى انتصار للدولة السورية و حلفاؤها .


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا