جهينة نيوز:
قاسية هي الحرب بكل تفاصيلها ، ومن منا لا يعرف عواقبها ، فمنذ ان حيكت خيوطها على أرضنا بدأ كل مالا يتوقعه عقل ، فالأدوات التي استخدمت في هذه الحرب النكراء كانت وحشية بكل ما للكلمة من معنى فذاق اهلنا الويل والهوان واشد أنواع التعذيب ، فاحتلت المناطق من أرضنا ، وبدأ الأوغاد أعمالهم الوحشية على الحجر قبل البشر ، دنسوا كل شيء ، أقاموا معتقداتهم على هذا الشعب الأصيل الطيب ، فقتلوا الاطفال بهاونهم وبنادقهم وسيوفهم وخناجرهم ، قطعوا الأجساد أراقوا الدماء ، دمروا البنيان ، احرقوا الإنسان ، بحقدهم وكفرهم ليثبتوا لصانعيهم أنهم الأقوى ، فكيف لشعب تَعود الحياة الكريمة أن يحتمل كل هذا الحقد والعدوان ، فما كان منهم لضيق حالهم إلى اللجوء إلى أرض قد تكون ملاذ لهم ولعائلاتهم ، وكان الرحيل ، حتى في هذا ذاقوا الأمرين ، فمنهم من مات في الطريق لصعوبة الوصول و مخاطره ، ومنهم من قضى نحبه لمجرد الفكرة في الوصول ، و ذلك لمصادفتهم قاطعي طريق ، والكلام يطول .
اللاجئون سوريون في لبنان وتركيا والمانيا ومصر والأردن والعراق ....الخ ، ذهبوا ينشدون الأمن والأمان ، ولكن الأحلام اصطدمت بالواقع المرير ، وادركوا بعد كل هذه السنوات أن لا أرض تحتوي شعبا كأرضهم ، وبعد كل ما عانوه في مخيمات قاسية باردة لا تعوض دفئ جدران البيوت التي كانت تحتضنهم ، ومرارة الجوع والحرمان من الحقوق ، وتعب الصمود للبقاء على قيد الحياة ، لحين خلاص ارضهم من الذين دنسوها ، اقاموا لهم جمعيات ومنظمات لحقوق الإنسان ، مدعين أنهم يخففون عنهم أوجاعهم وجروحهم ، ولكن القهر والذل كان يرافقهم في كل لحظة ، لان الإرهاب كان يلاحقهم حتى في لجوئهم .
من منا سينسى المجازر التي ارتكبت في ريف اللاذقية الشمالي أو في جسر الشغور أو في حلب أو في ريف دمشق ، وغيرها الكثير ،جرائم يندى لها الجبين ، ورغم كل شيء و بانتصارات جيشنا السوري العظيم وتضحيات الشعب السوري ، لابد للحق بأن يظهر وها قد بدأت بشائر النصر تبزغ، فتحررت الأرض من مدنسيها وحان عودة من اجبروا على الرحيل واللجوء ،للعودة إلى أرضهم ، و بدأوا بالفعل بالعودة من شتى الدول ، فالحكومة السورية منذ البدء لم تبخل بالمساعدة لكل من طلب العون منها ، وصدرت القرارات بشأن إعادة الإعمار وتحسين البنى التحتية ، وكل ما يتعلق بالشؤون المدنية ، عن طريق تأمين كل الاحتياجات الإنسانية اللازمة للمهجرين ، وذلك بالاتفاق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، فالحكومة السورية لا تنفك مواصلة العمل على عودة الحياة لكل شبر حرر من بطش الإرهاب ، فسوريا ستعود لأنها كانت ومازالت عصية على كل مغتصب ، والعودة لوطن الياسمين عزة و كرامة .