جهينة نيوز:
تعد قرية براد الأثرية مثالا حيا على فترة رئيسية ومهمة من تاريخ سورية مهد المسيحية، ففي هذه القرية التي تقع إلى الشمال من حلب عاش القديس /مارون/ وتنسك ودفن.
وتعد كنيسة جوليانوس التي تحتضنها القرية الواقعة على بعد /30/ كيلومترا شمال شرق حلب، من أكبر الكنائس فى شمال سورية بعد كنيسة مار سمعان العمودى، وقد تم تشييدها فى نهاية القرن الرابع الميلادى حيث دفن مار مارون بمعبد ملحق لها.
وبينت وكالة الأنباء الوطنية "سانا" في تقرير لها أن الاحتفال بالذكرى المئوية السادسة عشرة للقديس مارون يأتي فى اطار تسليط الضوء على الاهمية التاريخية والاثرية والدينية لقرية براد وما حولها والتى رشحتها اليونسكو لتكون واحد من 3 مواقع سيتم وضعها على لائحة التراث العالمى خلال العام الحالى كما تسلط الضوء على روح المحبة مدرسة النسك التى أسس لها مارمارون شمال سورية.
وتشير الدراسات والوثائق الى أن كنيسة جوليانوس بقيت الكنيسة الوحيدة فى المدينة لاكثر من قرن ونصف وقد بنيت مع المعبد بموقع هيكل وثنى ويبلغ طولها 42 مترا وعرضها 5ر22 مترا ولها حنية نصف دائرية فيها 3 نوافذ مقوسة الاعتاب وتتضمن قدس الاقداس ودارين مربعتين هما دار الشمامسة ودار الشهداء اضافة الى المائدة الحجرية للمذبح التى ما تزال قائمة حتى الان وهى تقوم على 5 أعمدة صغيرة.
وينقسم صحن الكنيسة الى 3 اقسام وفقا للنموذج البازيليكى ويفصل بينها صفان من القناطر وينتهى القسم الاوسط ببيت الاقداس ويتميز المدخل الاوسط للكاتدرائية بزخرفة ملفتة حيث تبرز البراويز من الخطوط النافرة المستقيمة التى تزين عتبته وأطرافه واضيف الى الكنيسة معبد ضريحى على شكل كنيسة صغيرة ملحق شمال دار الشمامسة قام ببنائه اهالى قرية براد بعد حوالى 8 سنوات على بناء الكنيسة جوليانوس ووضعوا فيه جثمان مار مارون الذى ولد اواخر القرن الثالث فى بلدة قوراش التى تبعد عن حلب 45 كم والتى تعرف اليوم براد و يعنى اسمه بالعربية السيد الصغير.
ويتميز المدفن الضريحى بكونه كنيسة صغيرة مربعة وحيدة السوق ذات حنية بنيت من حجارة هيكل وثنى يبلغ قطر كل حجر 1ر1م.
ويذكر الموءرخون أن قرية /براد/ كانت فى القرنين الرابع والسابع الميلاديين عاصمة لجبل سمعان وكان اسمها كفر براد ويعنى اسم براد فى اشتقاقه السريانى ساعى البريد وهو متداخل بالارامية ويدل على البرودة وتعد حاليا اكبر مدينة أثرية فى جبل سمعان حيث بدا ازدهارها فى القرنين الثانى والثالث الميلاديين حيث تظهر الابنية الفخمة العائدة الى ذلك العهد ولاسيما النادى /الاندرون/ والسوق التجارى والحمام العمومى والضريح الرومانى ومعاصر الزيت والبيوت من مختلف الاحجام.