جهينة نيوز
انه زمن انتصارات الدولة السورية و حلفاؤها ، فمن الواضح أن تغيرات المشهد السوري انعكس بشكل واضح على استراتيجية واشنطن ، إضافة إلى أن منحى الهزائم الأمريكية في المنطقة مستمر بالتصاعد ، هذه الهزائم لم تكن وليدة الصدفة ، بل جاءت نتيجة قيادة حكيمة للرئيس الاسد الذي تمكن و عبر استراتيجية محكمة من إحباط خطط واشنطن و مؤامراتها ، و يمكننا القول بأن المفاجآت التي منيت بها واشنطن في الساحة السورية لم تكن مفاجئة للإدارة الامريكية فحسب، بل كانت مفاجأة لكل محور واشنطن المعادي للدولة السورية ، و بالتالي باتت واشنطن و أدواتها أمام فشل ذريع ، الأمر الذي دفع بالإدارة الأمريكية الى تغير خططها الاستراتيجية ، و محاولة توجيه مسار التطورات السياسية و الميدانية لجهة الحصول على مكاسب تحفظ لها ماء وجهها .
لا مجال للشك بأن ما حققه الجيش السوري من انتصارات متتالية دفعت بواشنطن إلى التفكير بالانسحاب من الميدان السوري ، و رغم ذلك لا بد من التنبه للمؤامرات التي لا تزال تُحاك في أروقة المخابرات الغربية و العربية ، فانسحاب واشنطن من سوريا سيكون كارثيا لأدواتها ، خاصة اسرائيل و السعودية ، الأمر الذي سيدفع بهاتين الدولتين إلى دفع واشنطن للانجرار نحو حرب غير واضحة النتائج ، في محاولة أخيرة لتغيير الأوراق الميدانية و السياسية التي تمكنت الدولة السورية و حلفاؤها من الحصول عليها ، فالأسد بات منتصرا و سيقوم بطرد القوات الأمريكية من سوريا وفق استراتيجية محكمة ستظهر نتائجها قريبا ، و من الواضح أن واشنطن لم تدرك بعد أن خياراتها في سوريا خاسرة ، حيث أن تشكيل مقاومة شعبية مسلحة في وجه القوات الأمريكية سيشكل ضغطا على الإدارة الامريكية و سيزيد من مأزقها في سوريا و الشرق الأوسط ، فالدولة السورية تملك الكثير من الخبرة في دعم حركات المقاومة المناهضة للوجود الامريكي في المنطقة .
ذكرنا بأن هزائم واشنطن في سوريا و انكساراتها لم تكن وليدة الصدفة ، فالرئيس الأسد تمكن و منذ بداية هذه الحرب من التعامل بحكمة و روية مع المعطيات المستجدة فيما يخص الشأن السوري ، و بالتالي كان واضحا أن أدوات امريكا في سوريا تقوم بتنفيذ اجندة تم وضعها بدقة في اروقة المخابرات الامريكية ، و الخطة التي وضعها الاسد لمواجهة سياسية واشنطن تقوم على تحقيق المنجزات الميدانية بشكل تدريجي و مدروس ، و ذلك وفق الإمكانيات و المعطيات المتجددة تجاه مناطق سيطرة الفصائل الإرهابية المدعومة امريكيا و اقليميا ، و هنا يمكننا القول بأن سياسات واشنطن وتحالفاتها الدولية التي عولت عليها لم تستطع من خلالها فرض شروطها السياسة او الميدانية بما يلائم ما كانت تُخطط له ؛ واشنطن التي حاولت تمرير خططها لصالحها اولا و لصالح مدللتها اسرائيل و كيانها ، و التي كانت ومازالت الشغل الشاغل للإدارة الأمريكية ، كل ذلك لإضعاف محور المقاومة و الداعمين لسوريا .
في المحصلة يمكننا القول بأن هناك مأزقا جديدا تُحضره الدولة السورية و قيادتها لواشنطن ، و هنا نتحدث صراحة عن التواجد الأمريكي في الشمال و الشرق السوري ، هذا التواجد سيكون كارثيا للإدارة الامريكية ، فالدولة السورية ليست بغافلة عن القواعد الامريكية ، و تأجيل هذا الملف هو تأجيل مؤقت و تكتيكي و يرتبط مباشرة بالكثير من المعطيات الميدانية ، و الثابت في قاموس القيادة السورية و الذي لا يمكن المساومة عليه ، هو أن الهدف الرئيس هو وحدة وسيادة الأراضي السورية ، والسيادة السورية تعني خروج الأمريكي وتفكيك منظمة قسد المتحالفة مع واشنطن، فهل تدرك القيادة الأمريكية أنها في مأزق جديد و تسارع للانسحاب ؟ ، أم حماقتها ستدفعها للعبث بالجغرافية السورية لتكون المقاومة الشعبية و قوات الجيش العربي السوري لها بالمرصاد ؟ ، هذا ما سيكشفه القادم من الأيام و التي ستكون ممهورة بانتصارات الجيش السوري على امتداد مساحة الجمهورية العربية السورية