واشنطن بين فكي كماشة .. انتصارات الجيش السوري و مجموعات المقاومة الشعبية . بقلم .. ربى يوسف شاهين

الخميس, 14 حزيران 2018 الساعة 05:22 | منبر جهينة, منبر السياسة

واشنطن بين فكي كماشة .. انتصارات الجيش السوري و مجموعات المقاومة الشعبية . بقلم .. ربى يوسف شاهين

جهينة نيوز

انه زمن انتصارات الدولة السورية و حلفاؤها ، فمن الواضح أن تغيرات المشهد السوري انعكس بشكل واضح على استراتيجية واشنطن ، إضافة إلى أن منحى الهزائم الأمريكية في المنطقة مستمر بالتصاعد ، هذه الهزائم لم تكن وليدة الصدفة ، بل جاءت نتيجة قيادة حكيمة للرئيس الاسد الذي تمكن و عبر استراتيجية محكمة من إحباط خطط واشنطن و مؤامراتها ، و يمكننا القول بأن المفاجآت التي منيت بها واشنطن في الساحة السورية لم تكن مفاجئة للإدارة الامريكية فحسب، بل كانت مفاجأة لكل محور واشنطن المعادي للدولة السورية ، و بالتالي باتت واشنطن و أدواتها أمام فشل ذريع ، الأمر الذي دفع بالإدارة الأمريكية الى تغير خططها الاستراتيجية ، و محاولة توجيه مسار التطورات السياسية و الميدانية لجهة الحصول على مكاسب تحفظ لها ماء وجهها .

لا مجال للشك بأن ما حققه الجيش السوري من انتصارات متتالية دفعت بواشنطن إلى التفكير بالانسحاب من الميدان السوري ، و رغم ذلك لا بد من التنبه للمؤامرات التي لا تزال تُحاك في أروقة المخابرات الغربية و العربية ، فانسحاب واشنطن من سوريا سيكون كارثيا لأدواتها ، خاصة اسرائيل و السعودية ، الأمر الذي سيدفع بهاتين الدولتين إلى دفع واشنطن للانجرار نحو حرب غير واضحة النتائج ، في محاولة أخيرة لتغيير الأوراق الميدانية و السياسية التي تمكنت الدولة السورية و حلفاؤها من الحصول عليها ، فالأسد بات منتصرا و سيقوم بطرد القوات الأمريكية من سوريا وفق استراتيجية محكمة ستظهر نتائجها قريبا ، و من الواضح أن واشنطن لم تدرك بعد أن خياراتها في سوريا خاسرة ، حيث أن تشكيل مقاومة شعبية مسلحة في وجه القوات الأمريكية سيشكل ضغطا على الإدارة الامريكية و سيزيد من مأزقها في سوريا و الشرق الأوسط ، فالدولة السورية تملك الكثير من الخبرة في دعم حركات المقاومة المناهضة للوجود الامريكي في المنطقة .

ذكرنا بأن هزائم واشنطن في سوريا و انكساراتها لم تكن وليدة الصدفة ، فالرئيس الأسد تمكن و منذ بداية هذه الحرب من التعامل بحكمة و روية مع المعطيات المستجدة فيما يخص الشأن السوري ، و بالتالي كان واضحا أن أدوات امريكا في سوريا تقوم بتنفيذ اجندة تم وضعها بدقة في اروقة المخابرات الامريكية ، و الخطة التي وضعها الاسد لمواجهة سياسية واشنطن تقوم على تحقيق المنجزات الميدانية بشكل تدريجي و مدروس ، و ذلك وفق الإمكانيات و المعطيات المتجددة تجاه مناطق سيطرة الفصائل الإرهابية المدعومة امريكيا و اقليميا ، و هنا يمكننا القول بأن سياسات واشنطن وتحالفاتها الدولية التي عولت عليها لم تستطع من خلالها فرض شروطها السياسة او الميدانية بما يلائم ما كانت تُخطط له ؛ واشنطن التي حاولت تمرير خططها لصالحها اولا و لصالح مدللتها اسرائيل و كيانها ، و التي كانت ومازالت الشغل الشاغل للإدارة الأمريكية ، كل ذلك لإضعاف محور المقاومة و الداعمين لسوريا .

في المحصلة يمكننا القول بأن هناك مأزقا جديدا تُحضره الدولة السورية و قيادتها لواشنطن ، و هنا نتحدث صراحة عن التواجد الأمريكي في الشمال و الشرق السوري ، هذا التواجد سيكون كارثيا للإدارة الامريكية ، فالدولة السورية ليست بغافلة عن القواعد الامريكية ، و تأجيل هذا الملف هو تأجيل مؤقت و تكتيكي و يرتبط مباشرة بالكثير من المعطيات الميدانية ، و الثابت في قاموس القيادة السورية و الذي لا يمكن المساومة عليه ، هو أن الهدف الرئيس هو وحدة وسيادة الأراضي السورية ، والسيادة السورية تعني خروج الأمريكي وتفكيك منظمة قسد المتحالفة مع واشنطن، فهل تدرك القيادة الأمريكية أنها في مأزق جديد و تسارع للانسحاب ؟ ، أم حماقتها ستدفعها للعبث بالجغرافية السورية لتكون المقاومة الشعبية و قوات الجيش العربي السوري لها بالمرصاد ؟ ، هذا ما سيكشفه القادم من الأيام و التي ستكون ممهورة بانتصارات الجيش السوري على امتداد مساحة الجمهورية العربية السورية


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا