جهينة نيوز
يعتقد البشر أن إنسان نياندرتال الذي انقرض قبل 24 ألف سنة لم يعد له أثر في حياة البشر اليوم.
ويعتبر نياندرتال كأحد أنواع جنس "هومو" الذي استوطن أوروبا وأجزاء من شرقي آسيا، وظهرت أول آثار له في أوروبا وتعود لحوالي 350 ألف سنة خلت.
وذكر موقع "بيغ ثينك" المتخصص أن آثار نياندرتال البيولوجية على الخارطة الجينية البشرية غائبة تماما أو قد تمت إزالتها تاريخيا، وليس هناك من يفكر ولو لمرة واحدة بأنه شبيه بالإنسان الذي يعيش أمامنا اليوم.
وكشفت دراسة بحسب الموقع المتخصص أن نسبه 1.8 إلى 2.6 بالمئة من الحمض النووي الذي يحمله البشر اليوم ينحدر من نياندرتال المنقرض.
وتشير الدراسة إلى أمر مهم للغاية مفاده أن إنسان نياندرتال نجح في التكيف الجيني الرئيسي الذي ساعد البشر اليوم في الحماية من الفيروسات القاتلة.
وبررت الدراسة أثر نياندرتال البيولوجي على البشر اليوم بسبب التزاوج الذي حدث بين إنسان نياندرتال البدائي وهومو سابينس (الإنسان العاقل) وبالتالي أدت هذه العملية الجنسية إلى ارتباطنا الوراثي معه.
ولفتت الدراسة إلى أن البشر وهم في طريقهم للخروج من أفريقيا إلى أوراسيا، التقوا بنياندرتال.
وقالت الدراسة: أنتجت اللقاءات الجنسية التي حدثت قبل مئات آلاف السنين ذرية قابلة للحياة ومنعت البشرية من الانقراض".
وتوصلت الدراسة أيضا إلى نتيجة مفادها أن إنسان نياندرتال الذي عاش في أوراسيا لمئات الآلاف من السنين طور جينات محاربة للأمراض وبالتالي طورت جيناته القدرة على البقاء على قيد الحياة في مواجهة الفيروسات القاتلة والتي أورثوها لنا بعد عملية التزاوج مع الإنسان العاقل.
إن دمج المادة الوراثية التي سبق أن تم تكييفها مسبقا من الإنسان البدائي أعطى الإنسان العاقل "مسارا سريعا للتكيف"، وبدلا من إعادة اختراع العجلة الوراثية، قمنا باستيرادها من نياندرتال.
ويقول الباحث ديفيد إينارد: "إن المواد الوراثية النياندرتالية تشبه الترياق الوقائي لأنه من المحتمل أن يكون إنسان نياندرتال مصابا لفترة طويلة بنفس الفيروسات التي كانت ضارة الآن للإنسان الحديث".
وهذا التعرض الطويل يعني أنه كان لدى إنسان نياندرتال الكثير من الوقت للتكيف مع هذه الفيروسات قبل ظهور البشر المعاصرين