جهينة نيوز:
اختتمت في مدينة كربلاء في العراق، قبل أيام، فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان "تراتيل سجادية" الذي تقيمه العتيبة الحسينية المقدسة تخليداً لذكرى استشهاد الإمام زين العابدين.
وشهد المهرجان حضور شخصيات دينية وإعلامية من سورية وأمريكا والبرازيل وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وموريتانيا ومصر والسودان ونيجيريا وساحل العاج وغانا وبنغلادش وإندونيسيا ولبنان والسعودية وعمان والأردن وباكستان.
وقال مدير المهرجان جمال الدين الشهرستاني إن المهرجان انطلق تحت شعار "رسالة الحقوق للإمام زين العابدين.. الأسس الواقعية لتعايش سلمي" لإحياء ذكرى استشهاده.
وأضاف: ضم المهرجان كلمات لممثل المرجعية الدينية العليا والوفود الأجنبية المشاركة، فضلاً عن إلقاء الشعر وإعلان الفائزين في مسابقة القصة القصيرة ومسابقة خطوة فيما تم الإعلان عن إقامة عرض مسرحي لفرقة العتبة الحسينية المقدسة.
وأشار الشهرستاني إلى أن المهرجان استمر لمدة ثلاث أيام أقيمت فيها جلسات بحثية وورش لكتابة السيناريو فضلاً عن عروض مسرحية ومسابقة خطوة للتصوير الفوتوغرافي ومسابقة للقصة القصيرة.
وكشف أنه تم افتتاح معرض الكتاب الدولي على هامش المهرجان بمشاركة 76 داراً للنشر، من دول سورية والمغرب وتونس ومصر ولبنان وتركيا والعراق وعمان وسورية وإيران، وتم جلب ما يقارب 25 ألف عنوان لهذا المعرض في هذا العام.
بدوره أكد ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي، أن الاختلاف والتباين في العقائد والأفكار والعادات والتقاليد ووجهات النظر هي من السنن الإلهية الملازمة للبشر منذ بداية الخليقة حتى يوم القيامة.
وقال إن هذا الاختلاف ليس مشكلة وهو مدعاة للتعاون والحوار والتكامل بين بني البشر إلى تحقيق الهدف والغاية من الخلق"، مضيفاً أن حكم السلطة وحب النفس والاستعلاء هي التي تجعل من الاختلاف خطورة على الآخر وتقود إلى حالة من الصراع والنزاعات المفتوحة".
وبين الكربلائي أن الإسلام وضع منهجاً متكاملاً للتعامل بين مختلف القوميات والأمم والألسن للوصول إلى النتيجة التي أرادها الله تعالى وأن ما تعيشه المجتمعات الإسلامية من خلق للنزاعات المذهبية والطائفية والقومية، هو بسبب الابتعاد وعدم الالتزام بمبادئ التعايش التي وضعها الإسلام.
وأشار إلى أن ما نقصده من التعايش السلمي هو التعايش الاجتماعي والثقافي وطرح الأفكار بطريقة سلمية بعيدة عن العنف مع احترام آراء الآخرين وأن المتتبع لبيانات المرجعية الدينية العليا وخطبها ومواقفها يجدها أنها اتبعت المحاججة وطرح الآراء والأفكار والدليل والبرهان للوصول إلى الحق بأسلوب سلمي وفكري".
وبين الكربلائي أن مخططات الأعداء تكمن في أمرين، أن يكون التعايش الثقافي والفكري مبنياً على أساس العنف وإثارة الضغائن والعداوات والنزاعات والخلافات والصراعات بين أبناء المجتمع الواحد أو المجتمعات المتعددة من جهة, وإثارة النزاعات الاجتماعية بين المجتمع الواحد بل حتى داخل الأسرة الواحدة والعشيرة الواحدة من جهة أخرى، مؤكداً على حاجة المجتمع إلى شرح وتوضيح وبيان لأهمية منظومة التعايش بشكل سلمي بين أفراد المجتمع والمجتمعات الأخرى.