جهينة نيوز - عبدالهادي الدعاس:
اطلق المخرج والنجم أيمن زيدان في صالة سينما ستي بدمشق فيلمه الروائي الطويل "أمينة" بالتعاون مع المؤسسة العامة للسينما كتجربة أخراجية سينمائية أولى له، أراد من خلالها أن يبرز المعدن الأصيل للإنسان السوري، وتحديدا المرأة السورية، من خلال رسم شخصية الأم العظيمة التي تتصدى للحرب السورية في حدود إمكانياتها وقدراتها.
حيث يتناول الفيلم قصة الأم “أمينة” التي تواجه الكثير من المتاعب والأطماع، حيث تعيش صراعا بسبب ظروف ابنها المريض العاجز عن الحركة والنطق، وبسبب ابنتها التي تصبح محط أنظار أحد المتنفذين، ويناقش أيضا تداعيات الحرب على وجدان البشر، ممن رأوا أهوالها، وتمكنوا على الرغم من ذلك من أن يصبحوا أيقونات للصبر، حيث يرصد ذلك الواقع المؤلم من زاوية المرأة السورية التي تفقد ابنها وزوجها وأخيها، الطفلة التي تفقد كل عائلتها، وتقدم مع ذلك دروسا في التفاني والتضحية والصبر.
"أمينة" إنتاج المؤسسة العامة للسينما، إخراج أيمن زيدان، سيناريو سماح قتال وأيمن زيدان، تمثيل نادين خوري، لينا حوارنة، قاسم ملحو، رامز أسود، جود سعيد ، حازم زيدان، كرم الشعراني، بيدروس برصوميان، نجاح مختار، لمى بدور، كما سيحل القدير عبد اللطيف عبد الحميد ضيف شرف على العمل.
حضر الافتتاح محمد الأحمد وزير الثقافة، والسيد وزير التربية هزوان الوز، والأستاذ مراد شاهين مدير عام المؤسسة العامة للسينما، والسفير المصري بدمشق محمد ثروت سليم، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي، والفنانين والمثقفين وممثلي وسائل الإعلام.
وفي كلمات وجهها أبطال الفيلم والحضور عبر موقع "جهينة نيوز" خلال الافتتاح جاء بها.
وزير الثقافة محمد الأحمد: في البداية أقول أن السينما السورية لم تكن وليدة اللحظة، ونحن نفخر بها وبالذات بأفلام المؤسسة العامة للسينما لأنها الوحيدة المنتظمة في الإنتاج وراكمت خلال الخمسين عاماً مجموعة من الافلام التي شكلت تحية للمرأة السورية وللمجتمع السوري والبيئة السورية.
وأهم ما في أفلامها أنها التنوع فمنذ زمان كانت الأفلام تشبه بعضها البعض، أما اليوم لدينا نضج اصبح يترك على مجموعة من الأفلام القيمة مثل فلم دمشق حلب الذي افتتحناه قبل فترة قليلة يختلف عن فلم أمينة وتختلف عن الأفلام التي ستقدم لاحقا.
أما افتتاح اليوم لفيلم أمينة من اخراج الصديق والحبيب الأستاذ أيمن زيدان الذي اهدى السينما السورية فلم سيبقى في ذاكرتها طويلا، ليس لأنه يتحدث عن المرأة، لكنه يتحدث عن كل السنين التي مررنا بها في الازمة ويتناول الشعب السوري الذي قدم تضحيات كبيرة وقدم شهداء وجرحى كل هذا يحوطه ايمن زيدان بحنان ووفاء، الفيلم تتويج لمسيرة ايمن زيدان الطويلة بعد ما برز كممثل كبير في الدراما السورية والمسرح واليوم يخوض تجربة الاخراج السينمائي الذي دخلها من اوسع الأبواب، كنت قلق قبل مشاهدة الفيلم لأن الاخراج يحتاج إلى تجارب لكن ايمن زيدان أثبت وكأنه يجول بهذه التجارب منذ سنوات طويلة مبروك للمؤسسة ومبروك لأيمن زيدان ومبروك للثقافة السورية.
مدير عام مؤسسة السينما مراد شاهين: كان هناك حديث مع الأستاذ أيمن زيدان وكنت على اطلاع بأنه يملك مثل هذا المشروع، وتمت التحضيرات سرية حتى تم الإعلان عن فيلم أمينة، واليوم نشهد افتتاح الفيلم من أنتاج انتاج المؤسسة العامة للسينما، وتشرفنا بالعمل مع الاستاذ ايمن في تجربته الأولى بالإخراج السينمائي، سيكون الفلم حساس جدا كونه يتحدث عم كمية الوجع الذي تعرضت له كل أم سورية بهذه الحرب التي شنت على سورية، والفلم يتحدث عن عطاء الأم وثقتها بأبنائها ووطنها من خلال أمينة التي تجسد كل أم سورية زرعت الامل بأبنائها ومجتمعها.
لم يحدد حتى الأن توقيت العرض الجماهيري لأننا بانتظار انتهاء عرض فيلم دمشق حلب وبعدها سنحدد وقت لهذا الفيلم.
السينما السورية ليست غائبة بل موجودة بقوة ضمن الإمكانات المتاحة ومن يتكلم عن غيابها عليه أن يبرر سبب غيابه هو عنها، نحن نصنع أفلام تلاقي الأعجاب سواء داخل سورية او خارجها من خلال المهرجانات التي نشارك بها والسينما السورية تحصل على جوائز مهمة ونطمح لحضور أكبر للسينما السورية بالتدريج، تراجعنا قليلا بسبب الازمة لكن اليوم شيئا فشيئا نخطو لعودة التواجد العالمي للسينما السورية.
المخرج أيمن زيدان: أنا اعيش بالشحنة الشعورية ولست مخول أن أقيم فلمي، أردت أن يكون فلم صادق وسعيت إلى ذلك وعبرت عن كثير من الحالات في كتاباتي، كنت أريد أن أكون وفيا للمرأة السورية في الحرب وأرجوا أن أكون وفقت في ذلك من خلال تقديم ايقونة من الصبر على الجرح وايقونة من الأمل، والمرأة السورية هي ايقونة الصبر رغم جميع الأوجاع.
بطلة الفيلم نادين خوري: لا يحق لي أن اتحدث عن الفلم نهائيا ولا عن الشخصية، فالجمهور هو الذي يحكم ويقيم وليس أنا، لكنني أحببت شخصية أمينة وأحببت النص، بالإضافة للتعاون مع الأستاذ أيمن زيدان بأول تجربة سينمائية له، ولم أكن خائفة من التجربة، لأنه يملك الكثير من التجارب الفنية التي تمكنه من الإخراج، وأنا اعتبر أي عمل فني يجب أن يروج له، فنحن كمسرح أو تلفزيون أو سينما بحاجة لثقافة الاعلان عن العمل لأننا فقيرين به، والأن نحن نروج لأفلامنا عن طريق السوشال ميديا لأن البلدان الاخرى تروج لنفسها بهذه الطريقة كون أي عمل فني لا يمكن أن يحقق الشهرة سووا بالإعلان عنه.
وأضافت، لذلك عملت على هذا المبدأ الذي أومن به، واذا أعلنت عن الفيلم مرة واحدة فالبلدان الأخرى مثل مصر ولبنان تعلن لنفسها أكثر من مئة مرة، فيجب ان نتعلم هذه الطريقة.
ونوهت خوري، بأن جميع طاقم العمل بالإضافة للممثلين كانوا عائلة واحدة وهذا الامر سينعكس بشكل إيجابي على الفيلم، الأستاذ أيمن يحترم على جهده وتعامله الراقي مع الجميع، ولأنه فنان يعرف كيف يجب أن يكون الفنان مرتاحاً أمام الكاميرا، وحاول كثيرا أن يجعل كل الكادر مرتاح لينجح المشروع الذي يعمل عليه، والفيلم حقق دهشة واعجاب من قبل الكثير في مهرجان الاسكندرية لكنه لم يحقق الجائزة فيه، ولكنه سيحقق في مهرجانات أخرى.
الممثل حازم زيدان: شخصيتي شاب عاشق أخلاقه عالية ويملك روح بطولية وبالمختصر هي شخصية إيجابية وهو صديق سهيل المريض، والفيلم يتحدث عن أمينة التي تواجه مشكلات في هذا الزمن الصعب لكنها تواجهها بإحساسها الدائم بالأمل، ولكن الصراع الدرامي يرينا بأنها لن تصل لأهدافها.
الانسجام في الفلم مطلوب لأنه اساسي لنجاح العمل، بالطبع في المراحل الاولى يكون الفنان متوتر ويحاول فهم الشخصية لتأديتها بالمستوى المطلوب، وبالعلاقة الدافئة التي جمعت الكادر اوصلتنا لما نريد.
لم اشارك في الفلم لأني أبن المخرج بل قرأت النص وساهمت في انجاز العمل في مساندة الجميع ليس بتأدية شخصيتي فحسب وكل الفريق ساهم لإنجاز هذا الفيلم على المستوى المطلوب.
المخرج والممثل بالفيلم جود سعيد: ما شجعني للمشاركة بهذا الفلم هو وجود علاقة خاصة تربطني مع الأستاذ أيمن زيدان، وكنت موجودا منذ أول لحظة في كتابته عندما قال لي ستؤدي هذا الدور ولم أناقشه، لأننا قمنا بالعمل معا بفلمين وكان معي في ( درب السما) بأجر زهيد جدا مع أنه كان دور بطولة ومررنا بمئة يوم من العذاب، وبالنسبة لدوري فأن التجربة مع أيمن زيدان بهذا الدور خاصة جدا واعتبره دور متعب تأدية شخصية سهيل الذي يحرك كل أفعال والدته بطلة الفيلم، وهو شرف لي أن يكون اسمي موجودا به، مع شخص لديه ماضي وحاضر وبالتأكيد مستقبل بالدراما السورية والمسرح ولاحقا في السينما وخاصة أن بداياته كانت فيها مع الاستاذ محمد ملص، ولا اعرف اذا من الممكن في المستقبل ان نقوم بعمل اخراجي معا لكن اظن ان هناك تعاون في اكثر من عمل في المستقبل.
وكان هناك بعض من الآراء للذين تواجدوا بالحضور، السفير المصري محمد ثروت سليم: أنا سعيد بالفيلم وأنا أتابع الأفلام التي تقدمها المؤسسة منذ 4 سنوات، واعتقد أن هذا الفيلم من أفضلها، التمثيل ممتاز، والاستاذ ايمن زيدان قدم مجهود كبير من خلاله كمخرج.
النجم محمد الاحمد: أمينة من الافلام الرائعة التي قدمت بفترة الحرب، يصور جزء مهم بهذه الأزمة السورية، جئنا متحمسين ولم يخيبنا الأستاذ ايمن زيدان كنجم وكممثل وكمخرج، استمتعت بهذا الفلم وتأثرت به وأحببت التجربة التي اعتبرها غنية لأن الشخصيات ادت ادوارها بشكل رائع وفي الحقيقة شعرت بالغيرة.
النجمة ميسون ابو أسعد: الفيلم رائع وأكثر من ذلك، وأنا حتى الأن أمسك دمعتي لا اريد أن ابكي، هذا الفلم بالاسم فقط هو التجربة الاولى للأستاذ ايمن زيدان، لكن من يشاهده يتأكد بانه مخرج كبير يملك كل المواصفات المهمة.
الفنان لجين إسماعيل: الأستاذ أيمن زيدان أكبر من أن نتحدث عن فلمه الرائع، فيه رؤية اخراجية ولغة الصورة ولغة السينما الحقيقية التي تنقصنا، واداء نادين فظيع، بالإضافة الى كل من مثل في الفلم وهذا دليل على ادارة ممثل عالية، وكل فنان يطمح للعمل مع ايمن زيدان واشجعه دائما لتقديم المزيد.
يذكر بأن العمل تم تصويره بدريكيش في ريف الساحل السوري.