جهينة نيوز
ملك ٌ يهذي، والبلاد متروكة للأهوج الشاب الطائش ولي العهد عديم الخبرة السياسية والعسكرية!، ولزعيم الدبلوماسية الفاشل وزير الخارجية عادل الجبير – رجل أمريكا بامتياز – والبلاد تئن تحت وطـأة الحروب الداخلية والخارجية، ومن السخط الشعبي الداخلي، إلى العدوان على الشقيق والجار اليمني، إلى قيادة المعارك الإرهابية في سورية والعراق واليمن ولبنان وغير مكان.
معاركٌ تخوضها المملكة بإيديولوجيا التطرف الديني الحاقد، وبالمال النفطي المكدس، وبأطنان الأسلحة في مخازنها، وتلك التي تسعى لشرائها من الدول الكبرى كإسبانيا وألمانيا وفرنسا وروسيا والأهم من صاحبة الصفقات الخيالية الولايات المتحدة الأمريكية ... أمور ٌ وضعت سندان المملكة تحت أكثر من مطرقة.
في الداخل السعودي ... الإرهاب يُبشر بما قد يحصل كنتيجةٍ طبيعية لتربية ورعاية والإرهاب المحلي، وقد طال المساجد ورجال الأمن والمدنيين ... في مناخٍ داخلي ضاق ذرعا ً بالقمع والجلد وتقييد الحريات وبالإحتكام إلى قوانين العصور الوسطى وما قبلها؟، في حين تسرح الأسرة الحاكمة وتمرح في كازينوهات أوروبا، ويحللون لأنفسهم ما يحرمونه على أبناء الشعب، ويقطعون أيادي ورؤوس من يُخالفهم ومن يحاول رفع رأسه تحت نعالهم.
في اليمن ... بعدما دمرته وقتلت شعبه، وبدأ أنينها يتصاعد مع فشل عدوان "العواصف والحزم والأمل"، وأخذت تحصي نعوش جنودها داخل حدودها وخارجها ... فالصواريخ اليمنية أرّقت مضاجع اّل سعود، وبدأ جنودهم ومرتزقتهم يفرون تاركين ورائهم أسلحتهم ومواقعهم في المواجهات المباشرة أمام بضعة مقاومين!، الأمر الذي دفع الوزير ماتيس ليقول -اليوم – أن:"السعودية والإمارات لن يمانعوا وقف الحرب في اليمن".
في سورية ... فلا تزال المملكة تمضي قدما ً في دعم و تمويل الإرهاب بالمال والسلاح وبإرسال الإرهابيين "للجهاد" فيها، ولم تكتف بدماء السوريين التي سفكتها وبالخراب الهائل في كل أنحاء سورية، ولاتزال تقاتل سياسيا ًعبر بضعة خونة سوريون وضعتهم في قالب المعارضة ودعتهم منصة الرياض ومنحتهم الحق ليكونوا "هيئة التفاوض العليا", وتسعى عبرهم لإطالة زمن الحرب على سورية ومنع الحوار السوري – السوري, وللتدخل في شؤون سورية الداخلية , والأنكى تتطاول لكتابة دستور الجمهورية العربية السورية , لك أن تتخيل صعاليك الصحراء وهمجها, يكتبون دستور سورية أم الأبجدية والحضارة وعمود النور الذي يربط الأرض بالسماء !!.
خليجيا ً وعربيا ً... فلا تزال تتحكم بالكويت وتسرق نفطها، وتحاصر شعب البحرين بدباباتها، وتضغط على مصر بلقمة عيشها وبإرهاب داعش وبتحريك الإخوان المسلمين، أما الأردن فقد جعتله كبحره ميتا ً بعيدا ً عن علاقاته بدول جواره وأهمها سورية، أما حصار قطر فهذا قصةٌ أخرى في حرب المشروعين الإخواني و الوهابي في المنطقة, وفي لبنان تقف المملكة حائلا ً أمام تشكيل حكومتها كما وقفت وعرقلت الانتخابات الرئاسية , دون مراعاة مصالح الشعب اللبناني , معتمدة ً على بعض مرتزقة المال هناك بغية الإمساك بالقرار اللبناني , وجعله شوكة ً في ظهر المقاومة , وخنجرا ً مسموما ً في الخاصرة السورية كرمى لعيون العدو الإسرائيلي .... وفيما يتعلق بفلسطين المحتلة، فلم يعد خافيا ً علاقات المملكة السرية مع العدو الإسرائيلي، والتفاهمات والإتفاقات التي أبرمتها معه على صعيد صفقة القرن وصمتها على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس وتجاهلها للجرائم والاعتداءات اليومية لجنود الإحتلال على الشعب والمقدسات، واستباحتهم المسجد الأقصى بمناسبة وبدون مناسبة، ورفع العلم الإسرائيلي على أسواره.
ومع كل الفظائع التي ارتكبتها المملكة تراها تتذرع وتضعها تحت عنوان محاربة إيران والوقوف في وجهها، دون أن تخفي امتعاضها من امتلاكها للطاقة النووية السلمية، فتتحالف مع العدو الإسرائيلي علنا ً وتسرّع قطار التطبيع، وتحضر نفسها لتأسيس الناتو العربي نزولا ًعند رغبات وأوامر ترامب.
من الواضح أن المملكة لم تستوعب حقيقة ما يجري ولا زالت تعيش من خلال مالها وحقدها في عالم ٍ غريب خاص ٍ بها... وتعتقد نفسها الدولة المحورية وصانعة سياسات المنطقة وربما العالم، وتسمح لنفسها بالتدخل في شؤون كل من حولها، وأنه من حقها تغيير الحكومات وتنصيب الرؤساء والتحكم بمصائر الشعوب.
ولم تفهم بعد ... أن المتغيرات والمفاصل الجديدة، وحصيلة الإشتباكات والمعارك، جعلتها خارج اللعبة السياسية، وأفقدتها قيمتها الفعلية، والتي لا تسمح لها إلاّ بنصف صفقة ٍ في اليمن تضمن بالكاد تحفظ ماء وجهها، وربع صفقة في لبنان، وصفر صفقة في كل من سورية والعراق، وتبعدها عن أي دور إقليمي، أمام واقع الريادة والسيادة الإيرانية في المنطقة، وفي هذا الإطار يأتي حديث عادل الجبير عن "رؤيتين في الشرق الأوسط سعودية مستنيرة وإيرانية ظلامية" أمرا ً سخيفا ً ومثيرا ً للسخرية والشفقة في اّنٍ واحد.
لا بد أن تدرك المملكة... أنها على شفير الهاوية وعلى طريق الإنهيار والإنقراض والتحلل الذاتي، وعليها تقبّل نتائج المعارك التي خاضتها وخسرتها وخسرت بنتيجتها الكثير من مالها وسمعتها واحترامها أمام دول وشعوب العالم، وأنها غدت مثالا ً لدولة الجهل والإجرام والإرهاب والتطرف والتكفير.
وعن ابن سلمان وما يحدث حاليا ًجراء مقتل السعودي جمال الخاشقجي ... فقد قالت العرب إن عُرف السبب بَطُل العجب ... إذ أفضت الرشاوى والأموال السعودية وعلاقاتها الخفية مع الحركة الصهيونية , لتضع كل بيضها في سلة الإدارة الأمريكية عن طريق السمسار الصهيوني الجديد جارند كوشنر صهر ومستشار الرئيس ترامب والذي بدوره وضع كل رهانه على ولي العهد محمد بن سلمان ...فأقنع الرئيس ترامب بالإعتماد على السعودية كنقطة إرتكاز أساسية لتمويل وتمرير السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط, وجعله يتجه نحوها في أولى زياراته الرئاسية بعد انتخابه, لقد منحها "شرفا ً" لا تستحقه و"مجدا ً" لم تصنعه بذكائها, إذ استغلت في شرورها مالا ً سرقته من خزائن الشعب السعودي صاحب الأرض والثروة النفطية , وسرقة أموال الحجيج والمؤمنين حول العالم ...
نفوذٌ منح ابن سلمان أفضلية الفوز على خصمه محمد بن نايف، وانفرد بالسلطة كولي للعهد.. نفوذٌ منحه السيف الذي لم يتوان عن استخدامه بقطع رؤوس كل خصومه ومعارضيه.. نفوذٌ قابله بمالٍ وهدايا قذفها تحت أقدام الحسناء إيفانكا ووالدتها وملئ جيوب والدها الرئيس الأحمق الذي لم يدرك أنه دعم متعجرفا ً مهووسا ً مريضا ً متوحشا ً, وبدا بدعمه كمن صنّع اّلةً للقتل, فكان من فظائعه أن ارتكب جريمة قتل مواطنه جمال الخاشقجي بأوامره الوحشية لإرضاء غروره , في محاولة للبحث عن نفوذٍ جديد في إدلب والشمال السوري, بعدما انخرطت المملكة بدعم "وحدات الحماية الكردية" التي يعتبرها أردوغان تشكل تهديدا ً لأمنه القومي ويتخذ وجودها على الحدود ذريعةً لتمرير مشروعه العصملي في سورية, فكان أن وجدت المملكة نفسها تلعق حذاء أردوغان والعدالة و..التنمية, لإبعاد حبل المشنقة عن رقبة المملكة وولي عهدها السفاح, وسط امتعاض دولي من إرتكاب هكذا جريمة والتستر على مرتكبها الحقيقي.
كفى اّل سعود ...تبا ً لكم، هيا اذهبوا بإرهابكم وإجرامكم وولي عهدكم إلى الجحيم فالعالم بات يحتاج الهواء النظيف.