جهينة نيوز –عاطف عفيف
كان ستون فناناً من الفنانين التشكيليين في اللاذقية على موعد اللقاء في معرض تحت عنوان " عندما البحر" في صالة الحكمية باللاذقية والذي جاء في إطار الاحتفال بأسبوع الفن التشكيلي ، دعت له وزارة الثقافة في عموم المحافظات السورية بمناسبة عيد ميلادها الستين وبرعاية من رئيس مجلس الوزراء المهندس عماد خميس.
كانت الصالة تغص بالفنانين والزوار المهتمين بالفن والذين تلاقوا للتمتع ورؤية آخر الأعمال الفنية وتبادل أطراف الحديث وتذكرني هذه اللقاءات بالصالونات الأدبية قديماً والتي كانت تشكل فرصة للقاء والحوار والحديث في كافة جوانب الحياة ، فرتم الحياة السريع والمتسارع واللهاث وراء التحصيل المادي ولقمة العيش جعل فرص اللقاء بين بعض الناس قليلة بل تكاد تكون نادرة والذي يتخوف الكثيرون من "غربنة " حياتنا، أي انتقال عدوى الحياة الغربية إلينا، لذلك هناك تكمن أهمية اللقاءات والتواصل في هذه المعارض والنشاطات الفنية المختلفة.
يقول الفنان مجدي الحكمية صاحب صالة الحكمية بأن المعرض ضم فنانين متعددين ومتنوعين من أجيال مختلفة تجمع بينهم روابط عديدة أهمها أنهم أحفاد أوغاريت هذه الحضارة الموغلة في التاريخ التي أغنت الحالة الإنسانية في هذا الكوكب من حيث الفن والعلم والمعرفة والقيم.
وتجدر الإشارة بأنه في اللاذقية هناك حراك ملفت للفن التشكيلي ويراها الحكمية أنه حالة صحية وراقية تساهم في الارتقاء بالذوق العام ،بدوره له أثر بالغ على تنوير الأجيال، فعندما يتشرب الإنسان بثقافة فنية يطغى عليها الجمال والحب والسلام لن يكون في داخلها شيء مظلم أو شر.
الفنان الدكتور عبد الحكيم الحسيني قال : بالفعل هو أسبوع الفن التشكيلي والذي تم بتوجيه من وزارة الثقافة ،كان فرصة لكثير من الفنانين للقاء وتبادل وتداول الأراء والخبرات، حيث شهدت اللاذقية افتتاح العديد من المعارض في صالات هيشون ،نقابة الفنانين، مركز الفنون التشكيلية، الحكمية ...وغيرها ، أما مشاركتي فهي مستوحاة من بيئة المناطق الشمالية ، الفرات والجزيرة ،وتضمنت عناصر وألوان للسجاد بشكل تجريدي إضافة لمجموعة من وجوه النساء، بدءً من وجه الملكة زنوبيا ووجوه في المرحلة الحديثة تظهر بحالة حالمة، وتغلب على اللوحة ألوان الأصفر والأزرق .
الفنان أمير حمدان قال بأن هذا اللقاء هو فرصة للفنانين للقاء وتبادل الآراء ورؤية أعمال بعضهم البعض ومدى التطور عند كل فنان، الفن ليس فيه وحدانية بل يحتاج للمشاركة الوجدانية من الآخرين، ويكون هناك تأثير متبادل، مضيفاً بأن عدد الفنانين التشكيليين في اللاذقية كبير جداً وهو يضاهي عددهم في دمشق فاللاذقية محطة للفن التشكيلي، لكنه يرى أن هناك تناقض بالإقبال الجماهيري ،فلم يكن الفن
التشكيلي جماهيرياً، نتمنى أن تحب الجماهير الفن ، لأن من يحب الفن يحب البيئة والبلد والأملاك العامة يحب كل شيء، ويقتصر جمهور الفن التشكيلي على النخبة.
وعنون حمدان عمله بـ" أبواب ونوافذ" وهو له علالقة بالحضارات التي تعاقبت على سورية ففي كل زاوية من العمائر هناك حكاية وقصة ويتربع على كل قمة معمارية شخصية من الشخصيات تدل على مرحلة من المراحل .
بينما الفنان بولس سركو يخالف رأي سابقه ويرى أن للفن التشكيلي رغم الظروف القاسية التي يمر بها البلد أصبح له رواج وتجاوب بالحياة الاجتماعية وهذه مهمة جداً خاصة بعد مرور مئة عام على ولادة الفن التشكيلي في البلد، ويقول أن العمل الذي قدمه هو من تراث أوغاريت وهو عبارة عن جرتين وأنثى تم الربط بينمها من خلال خطوط منحنية تمثل الماء والبحر، ويتم التركيز على التراث الأوغاريتي كونه ينبوع الفن السوري .
الفنان زهير خيربك يرى أنه كلما كثرت صالات العرض للفن التشكيلي كلما زاد الحس الجمالي والشعور المرهف بالبلد وبالطبع هذا له آثار إيجابية على الناس والحياة الاجتماعية بينهم والعمل الذي قدمته هو مرتبط بتاريخ التراث بسورية وتداخلاته بالمكتشفات الأثرية، حيث تشير الألواح واللقى الأثرية المكتشفة أن دور المرأة في الحياة كان قليل، لكنها تظهر بشكل آلهة، بالتراث السوري القديم الآلهة أنجبت بدون زواج وأتت الديانات لتثبت الموضوع وخاصة السيد المسيح، كان للمرأة حيز صغير لكنه مقدس.
وعمل الفنان خيربك منحوتة من الخشب من القطع الكبير تمثل المرأة من الأسفل تمتد بشكل عصافير والرأس بشكل بجعة وفي نهايته الصليب الذي هو رمز سوري قديم ويعني القوة والانتشار بالاتجاهات الأربعة.