جهينة نيوز:
بانتظار إكمال الجسر المؤدي الى هذا المعلم المعماري الأكبر من نوعه في الدنيا (الجسر نفسه الأطول على الإطلاق وكلف أكثر من 800 مليون دولار حتى الآن)، فإن وسيلة الوصول اليه هي اليخوت والزوارق السريعة. وهو نفسه عبارة عن تجمعات فندقية وفلل فاخرة صممت لاجتذاب أصحاب المليارات والملايين حصرا. لكن رمال الجزر ظلت تتعرض للتعرية وصار الطمي مشكلة خطرة في قنوات الملاحة بينها، على حد شهادة رتشارد ويلموت – سميث، وهو محام بريطاني يمثل شركة «بينغوين مارين» التي ترفع دعوى قضائية على مؤسسة «نخيل» العقارية الشهيرة. وقال هذا المحامي للقضاة: «الجزر تغوص تدريجيا في الماء. والأدلة المتوفرة لدينا تثبت أن جزر العالم تعاني التعرية والتآكل وتلف المنشآت».
والدعوى التي ترفها «بنغوين مارين» على «نخيل» تتعلق بأنها اشترت حق احتكار المواصلات بالقوارب بين دبي وجزر العالم. لكنها لا تجد الزبائن وتحاول فسخ عقدها الذي يقضي بأن تدفع لـ«نخيل» 1.5 مليون دولار سنويا.وتقول «بنغوين مارين» إن العمل في جزر العالم توقف عملياً. ونقلت صحيفة «ديلي تليغراف» البريطانية عن المحامي ويلموت – سميث قوله إن المشروع «مات ودُفن». ومن جهته رفض غراهام لافيت، محامي نخيل، هذا التشخيص لكنه أقر بأن المشروع «يعاني من الغيبوبة العميقة».وأضاف لافيت قوله: «هذا مشروع عمره عشر سنوات، وكل ما في الأمر هو أن حركته أبطأت. لكنه سيكتمل حتما». وقدم وعدا الى بنغوين مارين بأنها ستربح أضعاف استثمارها – وبالملايين – في نهاية المطاف لكن الانتظار هو الثمن الذي يجب أن تدفعه مقابل ذلك.
ونفى ناطق باسم «نخيل» أن الجزر تغوص في الماء أو تتعرض لخطر الزوال. وقال في بيان للمؤسسة: «مسوحاتنا المنتظمة للمشروع لا تسند هذا الزعم، ولا تجد أي مؤشرات الى تعرية أو تآكل أو تلف في المنشآت أو غيرها مما يستلزم أعمال صيانة إضافية».وقد ظلت الجزر جميعا غير مأهولة عدا واحدة (غرينلاند) يملكها حاكم الامارة محمد بن راشد آل مكتوم.. إلى أن أتت الكارثة العقارية الأخيرة في خضم الأمة المالية العالمية بالمشروع بأكمله الى «الوفاة بالسكتة القلبية»، على غرار بقية المشاريع العمرانية الطموحة الأخرى التي كانت تشهدها دبي الأم.وكانت «نخيل»، جزءا رئيسا من «دبي العالم» وهي الكتلة المالية الحكومية الواقفة وراء هذا المشروع والتي طلبت النجدة من ديون بلغت 25 مليار دولار في نهاية العام 2009. أما المحكمة التي تنظر في الدعوى الآن فقد التأمت للنظر في القضايا الناشئة عن إعادة هيكلة المؤسسات والشركات المساهمة وفصل بعضها عن بعضها الآخر.
وقد بيعت نسبة 70 في المائة من الجزر الثلاثمائة، تبعا لنخيل التي تقف أيضا وراء مشروع «النخلة» العملاق. و« نخلة الجميرة» هي الوحيدة التي قارب بناؤها الإكتمال في هذا المشروع الأخير. وقد مُنحت فللها أو بيعت لبعض نجوم كرة القدم العالميين من امثال ديفيد بيكام ومايكل اوين.ورغم ان بعض الأثرياء اشتروا جزرا في دبي العالم، فقد قيل – على سبيل الهذر ربما – إن براد بيت وشريكته انجلينا جولي يفضلان الشراء في اثيوبيا. وأوردت التقارير أن المستثمرين الذي اشتروا بعض جزر العالم صاروا عاجزين عن – أو غير راغبين في – تمويل المزيد من العمل فيها بعدما انخفضت أسعار العقار في دبي بواقع النصف خلال سنة واحدة.وعانت شركات مستثمرة من مشاكل في مناح أخرى.. مثل انتحار جون أودولان، مالك الشركة التي اشترت جزيرة «آيرلندا» لقاء 24 مليون دولار. وهناك أيضا صافي قريشي، الذي اشترى جزيرة «بريطانيا» مقابل 43 مليون دولار لكنه يقبع الآن خلف القضبان في أحد سجون دبي بعد ارتداد صكوكه المالية.