إرتفاع حالات الإنتحار في الجيش الأمريكي لرقم يزيد بـ 400 قتيل عن عدد قتلى في الحروب

الأحد, 1 آب 2021 الساعة 00:52 | سياسة, عالمي

إرتفاع حالات الإنتحار في الجيش الأمريكي لرقم يزيد بـ 400 قتيل عن عدد قتلى في الحروب

جهينة نيوز:

أثار وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مخاوف بشأن ارتفاع معدل الانتحار بين جنود الجيش الأمريكي بما يتجاوز عدد القتلى نتيجة الحروب الأمريكية حول العالم.

ومن وجهة نظر أوستن، فإن الضغط على القوات ورفض العسكريين لتلقي العلاج النفسي، هما العاملان الرئيسيان في زيادة عدد حالات الانتحار. وتأتي تصريحات وزير الدفاع الأميركي في وقت انتحر فيه ستة جنود أميركيين على الأقل في ألاسكا.

حالات الانتحار الرهيبة بين الجنود الأميركيين، تثير الآن قضيةً مهمةً لدی المراقبين السياسيين وهي كيف أدى لجوء رؤساء الولايات المتحدة إلى العسكرة، وخاصةً في الألفية الجديدة (2000)، إلى مثل هذه الظاهرة بين الجنود الأميركيين.

حقيقة الأمر هي أن 7557 جنديًا أميركيًا قتلوا في العمليات العسکرية منذ أن شن جورج دبليو بوش الحملة العالمية ضد الإرهاب في عام 2001. لكن النقطة اللافتة للجميع هي أنه خلال هذه الفترة، تشير التقديرات إلى أن 5116 جنديًا و 1193 من أفراد الحرس الوطني و 1607 من أفراد الاحتياط قد انتحروا وهو ما مجموعه 7916 حالة إنتحار في حين تشير الدراسات الى أرقام أعلى بكثير جداً من المعلن.

تمثل هذه الإحصائية الملفتة كارثةً كبيرةً لحكومة الولايات المتحدة على المستوى الوطني، وتوضح للجميع أن معدل الانتحار كان أعلى من عدد القتلى.

معدلات الانتحار الكبيرة بين الجنود الأميركيين في الألفية الجديدة

على مدى العقدين الماضيين، نشرت إحصائيات مختلفة حول معدل الانتحار المرتفع للغاية بين الجيش الأميركي. وحسب آخر التقارير، فإن نتائج البحث في جامعة براون بالولايات المتحدة، تظهر أن عدد الجنود الأميركيين الذين انتحروا منذ عام 2001 يزيد عن 30 ألف جندي.

وتظهر هذه الدراسة أن الحرب الأميركية على الإرهاب، التي اندلعت بعد هجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، أسفرت عن انتحار 30 ألف و 177 جنديًا أميركيًا، وهذه الإحصائية ترتبط بفترة التسجيل للخدمة العسکرية أو ما بعد الخدمة.

مؤلف هذه الدراسة "توماس هوارد سوت"، ومن خلال المقارنة، أکد أنه منذ ذلك الحين تم الإبلاغ عن 7057 حالة وفاة فقط في الجيش الأميركي خلال المعركة.

وشددت الدراسة على أن معدلات الانتحار في صفوف الجيش الأميركي قد تكون أعلى، لأن إدارة شؤون المحاربين القدامى، التي تشرف على حالات الانتحار بين القوات، لا تولي اهتماماً بما حدث لقوات الاحتياط، أو قوات الحرس الوطني التي غالباً ما تستخدم في حالات الطوارئ.

کما تؤكد الدراسة أنه على الرغم من تراجع العمليات القتالية في أفغانستان، إلا أن معدل الانتحار بين العسكريين قد ارتفع في السنوات الأخيرة.

لقد انخفض عدد قتلی العسكريين الأميركيين بشكل كبير منذ عام 2007، لكن عدد حالات الانتحار بين العسكريين بلغ ذروته في عام 2012. وقد شهدت السنوات الثلاث الماضية أسوأ معدل انتحار على أساس سنوي بين القوات العاملة منذ عام 2001.

في غضون ذلك، من الجدير بالذكر أن أغلبية حالات الانتحار لم تكن مرتبطةً بفترة الحرب، بل حدثت في حالة الاستقرار بعد المعارك الميدانية.

في الواقع، شهد الجيش الأميركي أكبر عدد من النزاعات في أفغانستان والعراق بين عامي 2001 و 2005، لكن معدلات انتحار العسكريين ارتفعت في السنوات التي تلت انحسار الصراع العسكري.

على سبيل المثال، وفقًا للإحصاءات الصادرة عن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في عام 2012 انتحر ما مجموعه 349 جنديًا أميركيًا، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ هذا البلد؛ حتى أن هذه الإحصائية ازدادت أكثر فأكثر في السنوات الأخيرة.

کذلك، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز مؤخرًا أن أكثر من 45 ألف شخص من قدامى المحاربين الأميركيين أو الأشخاص الذين خدموا في الجيش الأميركي على مدى السنوات الست الماضية، قد انتحروا.

في الواقع، يمكن القول إنه مع الأخذ في الاعتبار العدد الإجمالي لحالات الانتحار، ينتحر 20 جنديًا أميركيًا كل يوم؛ وهذا يدل على أن عدد قتلى الانتحار يفوق عدد قتلى الحروب في أفغانستان والعراق.

الجيش الأکثر تکلفةً في العالم في مستنقع الانتحار

في تحليل سبب تصاعد موجة الانتحار في صفوف الجيش الأميركي، يعتقد المحللون أن الإحصائيات الجديدة الصادرة عن الجيش الأميركي، تشير فقط إلى جزء ضئيل من المشاكل النفسية للجنود الأميركيين، الذين أنهكوا نفسيًا خلال عقد من الحرب في العراق وأفغانستان.

في الواقع، يعد الجيش الأميركي، بحوالي 3 ملايين جندي ناشط واحتياطي، الأکثر تکلفة في العالم، حيث تتمركز قواته حاليًا في حوالي 700 موقع حول العالم.

ويقول بعض علماء النفس إن كل من كان على الخطوط الأمامية في ساحة المعركة لأكثر من 40 يومًا في حياته، من المرجح أنه سيعاني من نوع من الأمراض النفسية في بقية حياته.

الانتحار وانتشار الأمراض العقلية بين الجنود الأميركيين ليسا جديدين، وأحدث الأخبار في هذا الصدد تعود إلى موجة الانتحار الكبيرة للجنود الأميركيين العائدين من حرب فيتنام في السبعينيات.

في الواقع، يعتقد العديد من الأطباء النفسيين وعلماء النفس الأميركيين، أن البحث في أسباب انتحار الجنود المتبقين من حرب فيتنام، كان أحد المجالات التي أدت إلى العديد من التغييرات في الطب النفسي.

ما هو سبب ارتفاع معدلات الانتحار؟

على مستوى آخر، يعتقد علماء النفس والباحثون أن أعلى معدلات الانتحار هو للمتضررين من الحرب.

وفي هذا الصدد، يقول باحث في جامعة براون إنه لا يمكن اعتبار أي عامل لوحده سببًا للانتحار، بل يجب وضع قطع اللغز معًا وفهم المسألة من خلال ذلك فحسب. لكنه يشير إلى الاستخدام المتزايد للقنابل التي يتم التحكم فيها عن بعد، والتي يمكن أن تسبب تلفًا شديدًا في الدماغ.

كما قال إن التقدم الطبي يسمح للعسكريين الأميركيين بالعودة إلى ساحة المعركة على الرغم من تلف الدماغ، الأمر الذي قد يؤدي إلى الانتحار.

في الواقع، تظهر الأبحاث أن معدلات الانتحار أعلى بكثير بين الأشخاص الذين تضرروا من جراء الحروب؛ ووفقًا لتقرير صدر عام 2016 عن لجنة المراقبة والإصلاح في مجلس النواب الأميركي، فإن عدد الضحايا كان 1.5 مرة أعلى من أولئك الذين يخدمون في الجيش؛ وبين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 34 عامًا، ارتفع معدل الانتحار إلى حوالي 80 بالمئة من عام 2005 إلى 2016.

ويقول الخبراء إن هذا الخطر يتضاعف في السنة الأولى من إنهاء المتضرر الخدمة العسکرية؛ ويعزو الخبراء ذلك إلى إحباط المتضررين من تلقي المساعدة التي يحتاجونها.

يتقاعد الجنود الجرحى سريعًا للتعافي، لكن هذا سيسبب لهم الكثير من المتاعب؛ لأن العديد منهم لا يتلقون المساعدة المناسبة، وهذه القضية ستخلق لهم تحديات کبيرة في حياتهم.

المصدر: الوقت


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا