جهينة نيوز
حضور لافت للأفلام السورية ضمن المسابقات المختلفة للدورة السابعة والثلاثين من مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط، والتي تُقام خلال الفترة الواقعة بين الخامس والعشرين من الشهر الجاري والأول من تشرين أول القادم، حيث تشارك ثلاثة أفلام روائية طويلة في عرضها العالمي الأول في دورة تحتفي بالسينما السورية.
ففي المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة يشارك فيلم (المطران) إخراج باسل الخطيب، وتأليف حسن م.يوسف، وإنتاج وزارة الإعلام ـ المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتلفزيوني، الاستشارة الدينية والتاريخية الأب إلياس زحلاوي.
ويتناول في محوره الأساسي حياة المطران إيلاريون كبوجي، السوري الأصل، الحلبي المولد، الذي درس اللاهوت في معهد القديسة حنة في القدس أواخر أربعينيات القرن الماضي، وكان شاهداً حياً على نكبة فلسطين ومأساة شعبها عام 1948، يعود إلى المدينة المقدسة عام 1965 مطراناً ليكون شاهداً على استمرار المأساة ونكسة 1967 وسقوط القدس كاملة بيد الاحتلال، ولتبدأ مرحلة هامة من حياته، كان فيها مناضلاً في سبيل استعادة الشعب الفلسطيني حريته وحقوقه الإنسانية المشروعة، حيث حوكم من قبل سلطات الاحتلال بتهمة نشاطه السياسي ودعمه للمقاومة، في محاكمة تاريخية تعتبر من أشهر محاكمات القرن العشرين، وسجن إثرها لمدة أربع سنوات، يسلط الفيلم الضوء على هذه الفترة من حياته وعلى سنوات المعتقل التي كابد فيها شتى أنواع العذاب والمعاناة دون أن يتنازل عن مواقفه الوطنية والإنسانية، قبل أن يتدخل الفاتيكان لإطلاق سراحه المشروط بإبعاده عن فلسطين ومنعه من زيارة أي دولة عربية وعدم ممارسته لأي نشاط سياسي، لكن حياة المطران كبوجي لم تكن لتتوقف عند هذه اللحظة.
كما يشارك في المسابقة نفسها الفيلم الروائي الطويل (الإفطار الأخير) تأليف وإخراج عبد اللطيف عبد الحميد وإنتاج المؤسسة العامة للسينما والذي يحكي عن قصة حب في الحرب، إنها قصة حب بين زوجين فرقهما الموت حيث توفيت الزوجة بينما كانا يتناولان الإفطار وبقيت قصة حبهما والتفاصيل التي حملها الزوج لها في ذاكرته المليئة بالأحداث، وكان لديه رغبة شديدة في اللحاق بزوجته حتى التقى بشخص حفز رغبته على البقاء وتقديم المزيد من العمل، وعن الفيلم يقول المخرج عبد اللطيف عبد الحميد (الذين نفقدهم في الواقع نحييهم في الذاكرة، إنهم كأنما يصرٌون بظهورهم المتكرر في حياتنا على الإبداع في حياة افتراضية).
أما الفيلم الروائي الثالث الذي يشارك في المهرجان فهو فيلم (الظهر إلى الجدار) تأليف وإخراج أوس محمد، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما، وهو لا يرصد الحرب والأزمة في سورية بشكل مباشر، وإنما يتناول تداعياتها وانعكاساتها على المجتمع الحالي، وحول المحور الرئيسي للأحداث يقول المخرج أوس محمد: يحكي الفيلم عن (الدكتور قصي) الذي يحمل دكتوراه في الإعلام، تتغير حياته عندما يأتي إليه شخص يسأله عن صديق قديم، وهذا الصديق يعاني من مشكله ويقع تحت ضغوطات هائلة جعلته في موقف صعب وعندها تبدأ رحلة البحث، فمن أين أتى الصديق وكيف حدث معه ما حدث وما جذور المشكلة وما الحل؟..
تساؤلات تدور في فلك محاولة إنقاذ الصديق من الواقع الموجود فيه، ولكن تتكشف الكثير من الخيوط التي تشرح طبيعة العلاقة بينهما، وطبيعة ما يجري اليوم في المجتمع.
ومن ضمن الأفلام القصيرة المشاركة هناك فيلم (فوتوغراف) إخراج المهند كلثوم، وسيناريو بثينة نعيسة، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما، وتدور أحداثه حول تأثيرات الحرب السورية و ما بعد الحرب على الطفل السوري والعمالة التي تفرض عليهم للوقوف إلى جانب عائلاتهم لتقديم الدعم المالي لهم مقابل الاستغناء عن حقوقهم التعليمية، ويتحدث عن الأثر الذي تعرضوا لهُ فيما بعد الحرب بالإضافة إلى أنه يطرح منعكسات الأزمة وصراع الإنسان على البقاء.
وضمن الاحتفاء بالسينما السورية في المهرجان سيتم تكريم الفنان دريد لحام ومنحه وسام عروس البحر المتوسط، كما يشارك المخرج جود سعيد في لجنة تحكيم المسابقة الدولية بالمهرجان.