جهينة نيوز:
برغم مرور ما يقارب الشهر ونصف الشهر على افتتاح المدارس وإدخال وزارة التربية مادة التعلم الوجداني والاجتماعي على مناهج مرحلة التعليم الأساسي من الأول وحتى الثامن إلا أن المادة لا يزال يكتنفها الغموض بالنسبة للبعض سواء من المدرسين أو ذوي الطلاب.
ويشير عدد من المدرسين إلى أن المادة لا تزال غير واضحة المعالم وخاصة أنها، حسب رأيهم، تتقاطع مع مادة التربية الوطنية.. ولفت أحد المدرسين إلى أنه برغم غرابة اسم المادة بالنسبة للبعض إلا أنها تعزز قدرة الطالب على تحصيل البيانات وتحويلها إلى معلومات ومهارات وسلوكيات تفيد في حياته اليومية وفي سوق العمل مستقبلاً, وأشار إلى أن المادة لا تحمل طابعاً تقليدياً مثل المواد الحفظية أو عملياً مثل المواد العلمية ما يجعلها غريبة بعض الشيء على الطلاب، بينما أشار عدد من أهالي الطلاب إلى أن المادة غير واضحة, ولا يعرفون كيف يساعدون أولادهم على دراستها أو فهمها.
الدكتورة ناديا الغزولي مديرة المركز الوطني لتطوير المناهج بينت أن أغلبية الأهالي والطلاب ينصبّ اهتمامهم على تحصيل الدرجات العالية فقط من خلال الحفظ لكن وزارة التربية عندما أدخلت المادة بمعدل حصتين أسبوعياً كانت تسعى لتحقيق أربعة مبادئ وهي: «تعلم لتكون وتعلم لتعرف وتعلم لتعيش مع الآخرين وتعلم لتعمل», والمقصود من تعلم لتكون: هو أن لدى المتعلم الثقة بالنفس وإدراك الذات ووجود هدف يسعى لتحقيقه, ويكون فاعلاً في المجتمع.
وتعلم لتعرف: الهدف منه الحصول على المعارف والمعلومات ونيل الدرجات الجيدة لكن مع تحويلها إلى تطبيق عملي في الحياة. والمبدأ الثالث تعلم لتقبل الآخر والتعايش معه وبناء التعاطف, وتالياً بناء المجتمع.
وتعلم لتعمل: وهو تحويل المعارف إلى سوق العمل وكيفية الاستفادة منها في تنفيذ مشروع اقتصادي في الحياة وبناء المستقبل.
وأشارت الدكتورة الغزولي إلى أن الحرب على سورية وجائحة “كورونا” أدت إلى فقدان العديد من العلاقات الاجتماعية، لذلك من خلال مادة التعلم الوجداني والاجتماعي نحن قادرون على تعزيز العلاقات الاجتماعية ومد جسور للتواصل مع الآخرين والتخفيف من العدوانية والسيطرة على المشاعر، إضافة إلى أن المادة تساعد الطالب على إدراك الذات ومعرفته لمهاراته.
ولفتت الغزولي إلى أن هناك أنشطة صفية ينفذها الطالب يعبّر فيها عن نفسه ويحقق التواصل والتعاون مع زملائه.
وعن قدرة المعلمين على التعامل مع المادة أشارت إلى أنه تم إدخال جزء كبير من مفاهيم التعلم الوجداني والاجتماعي في مناهج 2016و2017, وكان هناك أنشطة لاصفية من خلال مشاريع ينفذها الطالب في المنزل أو في المدرسة بمساعدة المعلم، وتم تدريب 30 ألف تلميذ ومعلم عام 2019 وفي عام 2020 تم تدريب 80 ألف تلميذ ومعلم على تنفيذ المشاريع والتفاعل مع الآخرين لكن هذا العام تم تحديد حصتين أسبوعياً, والحامل الأكبر لهذه المادة هي مادة الدراسات الاجتماعية لأنها تحتوي أساس التنشئة الاجتماعية وكذلك بالنسبة لمادة اللغة العربية، والمادة لا يوجد لها امتحان لكن تم توزيع بطاقات تقييم للطلاب والمدرسين وذوي الطلاب لتقييم ورصد نتائج تطبيق النشاط ومدى تفاعل التلاميذ، ولابد من وجود صعوبات وتحديات مع إدخال أي شيء جديد، لكن مع الأيام يصبح الموضوع أكثر وضوحاً وفهماً وتقبلاً من قبل الجميع.