جهينة نيوز
بدأت روسيا بالحديث عن بناء محطة فضائية روسية خاصة مع إقتراب نهاية العمر الإفتراضي للمحطة الفضائية الدولية, وفي سياق آخر تطمح لتوليد الكهرباء على الارض عبر محطات فضائية لتركيز أشعة الشمس.
وبحسب وكالة سبوتنيك لعب الطاقة الشمسية دورًا مهمًا في تشغيل المعدات الفضائية، ولكن يمكن أيضًا استخدامها لتزويد الأرض بالطاقة النظيفة، وانطلقت منذ سنوات الكثير من الدراسات والأبحاث لتصميم مشاريع طاقة تنقل طاقة الشمس بشكل مركز إلى الأرض.
وفقًا لخبراء المعهد الوطني الروسي لعلوم الفضاء "NTI" من قسم تقنيات نقل الكهرباء وأنظمة الطاقة الذكية على أساس نظام "MPEI"، تحتاج روسيا إلى بناء أكثر من 200 محطة طاقة فضائية شمسية لتحل محل توليد الكهرباء التقليدي.
ووفقا للخبراء: "تلعب الطاقة الشمسية دورًا مهمًا في تشغيل معدات الفضاء الحالية. إن إنشاء محطات الطاقة الشمسية الفضائية لتزويد الأرض بالطاقة هو الخطوة التالية في تطوير التكنولوجيا".
وأضاف الخبراء: "إن حجم توليد هذه الطاقة حسب بعض التقديرات سيكون 2 غيغاوات من الطاقة كل عام للاستعاضة الكاملة عن حجم إنتاج الكهرباء من المصادر التقليدية، لذلك يجب إطلاق أكثر من 200 محطة روسية إلى الفضاء".
وفي وقت سابق أكمل متخصصو شركة الفضاء الروسية القابضة "RKS"، وهي جزء من "روس كوسموس" العمل في مشروع لمحطة الطاقة الشمسية الفضائية الواعدة (SKES).
سيضمن المشروع إمدادًا منتظمًا بالكهرباء البديلة للمناطق التي يصعب الوصول إليها من الأرض، بغض النظر عن الظروف الجوية والوقت من اليوم، وسيسمح أيضًا بنقل الطاقة إلى المركبات الفضائية الأخرى من أجل "إعادة الشحن المجدولة" وفي حالة الطوارئ، بحسب ما ذكر الموقع الرسمي للشركة.
يتكون مشروع "SKES" من جزأين، وحدة الإرسال وهي عبارة عن مركبة فضائية غير مأهولة تبلغ مساحتها 70 مترًا مربعًا تقوم بتجميع طاقة الشمس ونقلها إلى الأرض، ووحدة الاستقبال عبارة عن نظام من المستقبلات الأرضية المتنقلة (ما يسمى بريكتيناس) الموصولة مع بطاريات تستقبل الطاقة الشمسية من مركبة فضائية المرسلة عبر قناة ليزر وتحويلها إلى كهرباء وتوزيعها على المستهلكين.
يعمل "SCES" وفقًا لمخطط تخزين الطاقة المنفصل، فيجمع الطاقة الشمسية الخاصة بمحطة الإشعاع الشمسي، ويتم توزيعه في اتجاهين. يذهب جزء أصغر، نحو 5%، إلى بطارية "الإمداد"، المصممة لتشغيل المشروع نفسه، ويتم نقل الـ 95% المتبقية إلى بطارية التخزين الثانية، المصممة لنقل الطاقة إلى الأرض عبر قناة ليزر.
يوفر تصميم "SCES" أيضًا "مخزنًا مؤقتًا لتخزين الطاقة الشمسية"، والذي يتم تنشيطه عندما يتم ملء بطاريات "الإمداد" و"التخزين"، فيتم إدخال فائض الطاقة القيمة في مولد إشعاع خاص، ثم في بطارية إضافية للتخزين.
من المفترض أن تكون محطات الطاقة الفضائية هذه في مدارات متزامنة مع الشمس بميل 82 درجة و90 درجة و98 درجة، وسيتم توفير التصويب الدقيق لشعاع الليزر على أجهزة الاستقبال الأرضية المتنقلة بواسطة مخطط زمني لضبط التزامن بين تموضع المحطة المرسلة والمحطة المستقبلة أثناء العملية.
وفي سياق منفصل وبحسب وكالة تاس تبدأ عملية وضع الوثائق والمستندات وإنتاج وحدات المحطة الفضائية الروسية بعد أن يتم الإقرار النهائي لمشروع المحطة التقني من قبل مجلس الرقابة على مؤسسة "روس كوسموس" الفضائية الروسية.
جاء ذلك في بيان نشرته المؤسسة على موقعها الإلكتروني.
وقد عقدت الجمعة 8 أبريل اجتماعا لمجلس الرقابة برئاسة نائب رئيس الوزراء الروسي، يوري بوريسوف، واستمع المجلس إلى تقارير عن مستقبل استخدام المحطة الفضائية الدولية وإنشاء المحطة الفضائية الروسية واتخذ قرار بالمباشرة بإنتاج وحدات المحطة الجديدة بعد الإقرار النهائي لمشروعها التقني.
ويذكر أن المجلس العلمي التقني لـ"روس كوسموس"كان قد أوصى في الوقت السابق بإدراج الأعمال الخاصة بوضع المشروع التقني للمحطة المدارية الجديدة على البرنامج الفضائي الفيدرالي لغاية عام 2025.
فيما أعلن مدير عام "روس كوسموس" دميتري روغوزين، أنه من الصعب تحقيق مشروعي المحطة الفضائية الدولية والمحطة الفضائية الروسية في وقت واحد لنقص الأموال. بينما لم يستبعد أن يتم تحقيق المشروعين لفترة قصيرة ما.
يذكر أن نائب رئيس الوزراء الروسي كان قد أعلن في أبريل عام 2021 أن المحطة الفضائية الدولية تواجه مرحلة الانحطاط، لذلك يجب التركيز على مشروع واحد وهو مشروع المحطة الفضائية الروسية الوطنية.
المصدر: تاس + سبوتنيك