المسبار القمري الصيني "تشانغ آه-6" يهبط على الجانب البعيد من القمر.. التفاصيل كاملة

الأحد, 2 حزيران 2024 الساعة 23:42 | تكنولوجيا, علوم أخرى

المسبار القمري الصيني

أعلنت الهيئة الوطنية الصينية للفضاء أن المسبار القمري الصيني "تشانغ آه-6" هبط على الجانب البعيد من القمر صباح اليوم الأحد وسيقوم لأول مرة في تاريخ البشرية بجمع عينات من هذه التضاريس التي نادرا ما يتم استكشافها.

وبدعم من القمر الاصطناعي التتبعي "تشيويه تشياو-2" هبطت مجموعة كبسولتي الهبوط والصعود للمسبار القمري "تشانغ آه-6" بنجاح في منطقة الهبوط المحددة في الساعة 6:23 صباحا (بتوقيت بكين) في حوض القطب الجنوبي-أيتكين على الجانب البعيد من القمر.

وقالت الهيئة إن مسبار "تشانغ آه-6" يتكون من مركبة مدارية، ومركبة عودة، ومركبة هبوط، ومركبة صعود. ومنذ إطلاقه في 3 أيار من هذا العام مر المسبار بمراحل مختلفة مثل الانتقال من الأرض إلى القمر والكبح القريب من القمر والدوران حول القمر والهبوط على سطح القمر.وانفصلت مجموعة كبسولتي الهبوط والصعود عن المجموعة التي تضم الكبسولة المدارية وكبسولة العودة في 30 أيار المنصرم.

وبدأت مجموعة كبسولتي الهبوط والصعود مرحلة الهبوط المستحث في الساعة 6:09 صباحا اليوم الأحد وتم إشعال المحرك الرئيسي ذي الدفع المتغير وسرعان ما عدلت المجموعة وضعها واقتربت تدريجيا من سطح القمر.

وأثناء مرحلة الهبوط، تم استخدام نظام بصري ذاتي لتجنب العوائق من أجل اكتشاف العوائق تلقائيا بينما كانت كاميرا ضوئية مرئية تختار منطقة هبوط آمنة نسبيا بناء على سطوع سطح القمر وظلامه.

ثم حلقت المجموعة على ارتفاع حوالي 100 متر فوق سطح منطقة الهبوط الآمنة واستخدمت ماسح ليزر ثلاثي الأبعاد للكشف عن العوائق على سطح القمر لتحديد موقع الهبوط النهائي قبل الهبوط العمودي البطيء وعندما اقتربت المجموعة من سطح القمر، أوقفت عمل المحرك وهبطت هبوطا حرا محمية بنظام توسيد.

وتم تكليف مهمة "تشانغ آه-6" بجمع وإعادة عينات من الجانب البعيد للقمر وهو المسعى الأول من نوعه في التاريخ البشري لاستكشاف القمر.

وقد حقق هذا المشروع طفرة في تكنولوجيا التصميم وتكنولوجيا التحكم في المدار الرجعي القمري ويهدف إلى تنفيذ التكنولوجيات الرئيسية المتمثلة في أخذ العينات بشكل ذكي وسريع وكذلك تكنولوجيات الإقلاع والصعود من الجانب البعيد من القمر.

وبدوره قال "هوانغ هاو" خبير الفضاء من الشركة الصينية لعلوم وتكنولوجيا الفضاء إن موقع الهبوط يقع عند فوهة صدمية تعرف باسم "حوض أبولو" في داخل "حوض إس بي أيه" حيث تم اختياره نظرا للقيمة المحتملة للاستكشاف العلمي لـ "حوض أبولو" فضلا عن ظروف منطقة الهبوط بما في ذلك ظروف الاتصالات وظروف القياس عن بعد وظروف انبساط التضاريس.

وأضاف هوانغ أن التضاريس على الجانب البعيد من القمر أكثر وعورة من الجانب القريب مع عدد أقل من المناطق المسطحة على نحو ممتد. ومع ذلك فإن "حوض أبولو" أكثر انبساطا نسبيا من المناطق الأخرى على الجانب البعيد وهو ما يساعد على نجاح الهبوط.

وقال هوانغ إن مركبة الهبوط مزودة بأجهزة استشعار متعددة بما في ذلك أجهزة استشعار الميكروويف والليزر والتصوير البصري التي يمكنها قياس المسافة والسرعة وتحديد العوائق على سطح القمر.

وأضاف هوانغ أنه لمنع تشويش الغبار القمري على أجهزة الاستشعار البصرية أثناء الهبوط، تم تجهيز مركبة الهبوط أيضا بأجهزة استشعار تعمل بأشعة غاما لقياس الارتفاع بدقة من خلال أشعة للجسيمات، مما يضمن إمكانية إغلاق المحرك في الوقت المناسب وهبوط المسبار بسلاسة على سطح القمر.

وفي الوقت نفسه تلعب أرجل الهبوط دورها كعوازل حماية حيث تمتص قوة الصدمات الناتجة عن الهبوط وتضمن سلامة المعدات الموجودة على مركبة الهبوط.

وبعد الهبوط من المقرر أن يكمل المسبار مهمة أخذ العينات في غضون يومين حيث يعتمد المسبار طريقتين لأخذ العينات من القمر يشملان استخدام مثقاب لجمع العينات تحت السطح والتقاط العينات من على السطح بواسطة ذراع روبوتية.

ومن جانبه ذكر جين شنغ يي خبير فضاء آخر من الشركة أن فريق تطوير مسبار "تشانغ آه-6" قام مسبقا ببناء مختبر محاكاة لضمان سلاسة عملية أخذ العينات.

وسيقوم أعضاء الفريق بإعداد نسخة طبق الأصل لمنطقة أخذ العينات بناء على نتائج استكشاف "تشانغ آه-6" بشأن البيئة وتوزيع الصخور وظروف التربة القمرية حول موقع الهبوط حيث سيقوم الباحثون من خلال استخدام هذه المحاكاة بتطوير والتحقق من استراتيجيات أخذ العينات من القمر، وإجراءات التحكم في المعدات لضمان دقة التعليمات.

ونظرا للعوامل غير المواتية على سطح القمر، فإن فترة نافذة الاتصال بين الأرض والقمر على الجانب البعيد من القمر لا تزال أقصر من تلك الموجودة على الجانب القريب، رغم مساعدة خدمة القمر الاصطناعي التتبعي "تشيويه تشياو-2". لذلك، سيتم تقليل وقت أخذ العينات للمسبار "تشانغ آه-6" إلى حوالي 14 ساعة، مقارنة مع الـ 22 ساعة التي استخدمها سلفه المسبار "تشانغ آه-5".

وقال جين إنه سعيا لتوفير الوقت وتحسين الكفاءة، قام فريق التطوير بجعل عملية أخذ العينات أكثر ذكاء، مما سمح للمسبار "تشانغ آه-6" بتنفيذ التعليمات وإجراء التقييمات بشكل مستقل لتقليل التفاعلات بين الأرض والقمر.

وعلى سبيل المثال بعد أن يرسل التحكم الأرضي تعليمات، سيقوم المسبار بتنفيذ البرنامج المقابل من خلال إجراءات متعددة ثم يستخدم البيانات في الوقت الفعلي التي تجمعها المستشعرات لتقييم ما إذا كانت التعليمات قد تم تنفيذها بشكل جيد، وبالتالي العمل بشكل مستقل في حلقة مغلقة دون أن يرسل جهاز التحكم على الأرض تعليمات لكل إجراء على حدة.

وتم إرسال حوالي ألف من التعليمات خلال كامل عملية أخذ العينات من قبل المسبار "تشانغ آه-5". أما بالنسبة للمسبار "تشانغ آه-6"، فمن المتوقع أن ينخفض العدد إلى حوالي 400.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا