علي لاريجاني في بيروت يلتقي كبار المسؤولين اللبنانيين و يزور ضريح الشهيد نصرالله

الأربعاء, 13 آب 2025 الساعة 23:44 | سياسة, عربي

علي لاريجاني في بيروت يلتقي كبار المسؤولين اللبنانيين و يزور ضريح الشهيد نصرالله

وصل أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني، صباح اليوم الأربعاء، في زيارةٍ رسمية للبنان، حيث شهد محيط مطار بيروت الدولي حشوداً شعبية لاستقباله.

وخلال تصريحاتٍ أدلى بها عند وصوله، قال لاريجاني: "كلما يواجه لبنان أي نوع من المعاناة نشعر بها في إيران أيضاً، وثقوا تماماً بأننا سنقف إلى جانب شعب لبنان العزيز في مختلف الظروف"، مضيفاً: "نحن دوماً نبحث ونسعى لتحقيق مصالح لبنان العليا".

كما أشاد لاريجاني بعمق الروابط بين البلدين قائلاً: "إيران ولبنان يتمتعان بحضارة عريقة، وكان للبلدين منذ قرون طويلة ارتباطات وعلاقات قوية، وهناك تضامن متين بين شعبيهما وثقافتيهما".

كذلك، أوضح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران أنّ جدول زيارته يشمل لقاءات مع كبار المسؤولين اللبنانيين، وفي مقدمهم رؤساء الجمهورية ومجلس النواب ومجلس الوزراء، لبحث العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية.

وأكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، خلال مؤتمر صحافي اليوم الأربعاء، في عين التينة بعد لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، أن إيران لا تنوي التدخل في الشؤون اللبنانية وتحترم أي قرارات يتخذها اللبنانيون، مؤكداً أنّ "الدول الأجنبية يجب ألا تعطي أوامر للبنان"، وأن الشعب اللبناني قادر على اتخاذ قراراته بنفسه.

وأضاف لاريجاني أن بلاده سعيدة للغاية بهذه الزيارة للبنان "الذي تربطها به أحسن العلاقات في هذه المرحلة"، مشيداً بالشعب اللبناني الذي وصفه بـ"النجم المتألق" في تصديه للعدوان الإسرائيلي.

وأكد أن وحدة لبنان ونجاحه أمران في غاية الأهمية بالنسبة للجمهورية الإسلامية، التي تسعى إلى أن تكون دول المنطقة "مستقلة وقوية"، متمنياً للبنان الازدهار والقدرة على الخروج "بقرارات صائبة".

كما لفت لاريجاني إلى أن نقطة القوة في إيران مرتبطة بحالة التماسك بين أبنائها الناتجة عن الثورة، مؤكداً أن طهران "لا تنظر إلى أصدقائها كأدوات"، وأن المقاومة "تتمتع بتفكير استراتيجي قوي".

وفي السياق نفسه، دعا أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، اللبنانيين، إلى "التمييز بين الصديق والعدو"، معتبراً أن المقاومة "رأس مال العالم الإسلامي" وعلى لبنان أن يقدّر قيمتها.

وشدد لاريجاني على أن رسالته تقتصر على ضرورة أن تكون دول المنطقة قوية ومستقلة، "ولا تحتاج إلى تلقي الأوامر من وراء المحيطات"، مضيفاً أن إيران "لا تتدخل في صنع القرار اللبناني، ومن يتدخلون في شؤون لبنان هم من يفرضون عليه الخطط والمواعيد النهائية".

وأشار لاريجاني إلى أن محور المقاومة "لم يُنشأ بأوامر الأجانب"، بل وُجد للتصدي للتدخلات الخارجية كما في لبنان والعراق، مذكراً بأن "حزب الله لم يكن موجوداً عند غزو إسرائيل للبنان"، لكنه تصدى لها بالمقاومة، وأشار إلى أنّ "الحزب والحكومة اللبنانية يتمتعان بفهم عميق للظروف الراهنة".

وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي لاريجاني، قد استهلّ زيارته لبيروت بلقاء رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون، حيث حمل له تحيات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، مجدداً دعوته لزيارة طهران، ومبدياً رغبة بلاده في مساعدة لبنان في مجال إعادة الإعمار إذا رغبت الحكومة اللبنانية بذلك.

وأكد لاريجاني أن إيران تسعى لتعزيز علاقاتها مع الدولة اللبنانية والشعب اللبناني على الأصعدة كافة، مشيداً بالدور الذي يؤديه عون في تمتين الوحدة الوطنية وتوحيد الصفوف داخل الطوائف اللبنانية ومع جميع المكونات.

كما أشار إلى أن ما أدلى به لدى وصوله إلى بيروت، يعكس الموقف الرسمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مشدداً على أن طهران لا ترغب بحدوث أي خلل في الصداقة أو في العلاقات مع لبنان.

من جهته، أكد عون رغبة لبنان في التعاون مع إيران ضمن حدود السيادة والصداقة القائمة على الاحترام المتبادل، معتبراً أن "اللغة التي صدرت مؤخراً عن بعض المسؤولين الإيرانيين غير مساعدة".

وأشار إلى أن الصداقة مع إيران يجب أن تكون مع جميع اللبنانيين لا مع طائفة أو مكوّن واحد، حيث شدد على أن لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، وأن الدولة مسؤولة عن حماية جميع مكوناته من خلال مؤسساتها الدستورية والأمنية.

كما جدد الرئيس اللبناني رفضه لأي تدخل في الشؤون الداخلية، مؤكداً أن لبنان الذي يحترم خصوصيات الدول الأخرى ومنها إيران، لا يقبل أن يتدخل أحدٌ في شؤونه.

وأضاف أن "الاستقواء بالخارج على اللبناني الآخر، دفع الجميع ثمنه غالياً، وأنه من غير المسموح لأي جهة حمل السلاح أو الاستقواء بالخارج"، موضحاً أن "أي تحديات مصدرها العدو الإسرائيلي أو غيره هي تحديات لكل اللبنانيين، وأفضل وسيلة لمواجهتها هي وحدة الصف".

واختتم لاريجاني لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، بزيارة رئيس الحكومة نواف سلام في السراي الحكومي وسط بيروت.

وقال سلام خلال استقباله لاريجاني إن قرارات الحكومة "لا يُسمح أن تكون موضع نقاش في أي دولة أخرى"، مشيراً إلى أن "لبنان لن يقبل التدخل في شؤونه الداخلية، وقرارات الحكومة تصنعها السلطات اللبنانية وحدها، من دون وصاية أو إملاء من أي طرف خارجي".

وأكد سلام تمسك لبنان بـ "حصر السلاح بيد السلطات الشرعية وفق اتفاق الطائف"، مشيراً إلى أن الحكومة ستواصل "استخدام كل الوسائل السياسية والدبلوماسية والقانونية لإلزام إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة ووقف اعتداءاتها".

وفي زيارةٍ إلى ضريح سيد شهداء الأمة، الشهيد السيد حسن نصر الله، أكّد لاريجاني، أن الشهيد السيد نصر الله كان رجلاً عظيماً، وهو من أسّس قوة وحضور حزب الله، موجهاً رسالة إلى شباب الحزب بأن حرصهم على الصمود والمقاومة هو أسمى أشكال الوفاء لنهجه.


أخبار ذات صلة


اقرأ المزيد...
أضف تعليق

تصنيفات الأخبار الرئيسية

  1. سياسة
  2. شؤون محلية
  3. مواقف واراء
  4. رياضة
  5. ثقافة وفن
  6. اقتصاد
  7. مجتمع
  8. منوعات
  9. تقارير خاصة
  10. كواليس
  11. اخبار الصحف
  12. منبر جهينة
  13. تكنولوجيا