حتى غوتيريس ... يريدوننا أن نصدق بأن أوكرانيا هي من يطعم العالم وهي واقتصاده وحياته

شارك |

خاص جهينة نيوز – كفاح نصر

أتذكر جيداً أن سورية التي كانت تصدر القمح (وهي التي تستورده حالياً لأن الإحتلال الأمريكي يسرق مواردها وأمنها الغذائي) قبل سنوات ساعدت مصر بإمدادات القمح ولم تندد الأمم المتحدة بالاحتلال الامريكي الذي حرم سورية أمنها الغذائي ولا حتى بسرقة تركيا لمياه الفرات, ولم تندد الامم المتحدة حتى بقرار الاتحاد الاوروبي الزامية إستهلاك الوقود الحيوي التي حولت هكتارات من زراعة القمح الى مزروعات لانتاج الوقود وهو أول قرار غربي سبب صدمة للأمن الغذائي العالمي وكانت مصر أول ضحاياها حين ساعدتها سورية.

ولم تندد الأمم المتحدة بالعقوبات على روسيا التي قوضت سلسلة الإمدادات العالمية بما فيها إمدادات القمح ورغم ان روسيا ليست أكبر منتج للقمح ولكنها أكبر مصدر في العالم للقمح بسبب إنشغال الأمريكي بالوقود الحيوي.

وبغض النظر عما سبق يريد الغرب وكذلك السيد الأمين للأمم المتحدة أن يقولوا لنا أن منطقة الدونباس في أوكرانيا وهي الوحيدة التي تشهد عمليات قتالية حالياً هي من يطعم العالم, علماً بأن القتال في هذه المنطقة لم يتوقف بل تغير نوع القتال فقط فبعد أن كان الجيش الأوكراني هو من يشن القتال ضد أهالي الدونباس أصبح الجيش الروسي هو من يشن الهجوم ضد القوات الأوكرانية والمتطرفين من الميليشيات النازية وبالتالي عسكرياً لم يتغير شئ ولكن لماذا حين كانت الميليشيات الأوكرانيا تشن الهجمات لم يجوع العالم وحين أصبحت هذه الميليشيات تتلقى الضربات جاع العالم..؟

ورغم أن الحرب حتى لو غطت كامل تراب أوكرانيا هل يريدوننا أن نصدق بأن غذاء وأمن العالم مرتبط بهذا البلد فقط, و هو إقتصاد العالم..؟

وحتى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حذر من مجاعة عالمية تستمر لسنوات بسبب ما وصفه هجوم روسيا العسكري ضد أوكرانيا، وفق حساب المنظمة الدولية على "تويتر" اليوم الخميس ولكن المنظمة نسيت أمور أخرى لم يتطرق لها السيد غوتيريس وساهمت بانعدام الأمن الغذائي.

الحرب التجارية التي شنها ترامب على الصين وتسبب بتعقيد سلاسل التوريد حول العالم.

تدمير الناتو لـ دول كـ أفغانستان والعراق وسورية وليبيا والتسبب بموجات نزوح جماعية.

عقوبات الغرب على روسيا أكبر مصدر للقمح في العالم وأحد كبار مصدري المعادن والطاقة.

العقوبات ضد دول مثل إيران وكوبا وكوريا وسورية وفنزويلا وبيلاروس والتي تنتهك حرية التجارة العالمية.

العقوبات على دول من كبار مصدري الطاقة مثل فنزويلا وإيران وروسيا.

العقوبات على السماد الروسي التي ستتسبب بنقص هائل في المحاصيل حول العالم وجميع أنواع المحاصيل وليس فقط القمح.

الطباعة الغير محدود لأوراق الدولار الأمريكي والصمت عن نهب دول العالم أجمع بأوراق لا قيمة مادية لها سوى سوى البلطجة والسيطرة على قرارات دول ونهب خيراتها.

القرصنة البحرية التي تسببت برفع أسعار النقل والتي تشرف عليها الولايات المتحدة وتزايدت مع تأسيس قوة أمريكية في البحر الأحمر.

والكثير الكثير وربما تطول القائمة التي تجاهلها الأمين العام والإعلام الغربي ولكن وجب التذكير أن سيطرة الولايات المتحدة على وسائل التواصل الاجتماعي في العالم والإعلام لا يعني أن الكذب والنفاق يمكن أن ينطلي على شعوب العالم فلا أحد يصدق بأن أوكرانيا هي من يطعم العالم, وجميعنا يعرف بأن الولايات المتحدة هي من ينهب العالم وبما فيه الأوروبيين.