جهينة نيوز:
الولايات المتحدة تسير نحو كارثة جيوسياسية خطيرة، وسط تفاقم الاستقطاب السياسي وتصاعد الخلافات المتعلقة بانتخابات التجديد النصفي في الكونغرس وذلك بسبب “انقسامات على خطوط الحزبين الجمهوري والديمقراطي وأخرى على مستوى المجتمع برمته” وذلك وفقاً للكاتب الأمريكي ويليام مولوني.
مولوني أشار في مقال نشرته صحيفة ذا هيل الأمريكية إلى أن الولايات المتحدة “يمكن أن تواجه عاصفة كاملة” من الخلافات السياسية الحادة، بعد أن شهدت تراجعاً في مجالات القوتين العسكرية والاقتصادية والتماسك الداخلي، مبيناً أن السبب الرئيس وراء هذا التراجع هو التدخلات العسكرية التي شنتها واشنطن في العقود الماضية، وأبرزها غزو العراق وأفغانستان.
ولفت مولوني إلى أن الحربين الأمريكيتين على العراق وأفغانستان انتهتا بشكل كارثي، وتركتا إرثاً من القيادة الفاشلة والاستقطاب السياسي والمصداقية الأمريكية المتراجعة بشكل كبير في جميع أنحاء العالم.
واعتبر مولوني أن صناع القرار في واشنطن لم يتعلموا شيئاً من أخطائهم في العراق وأفغانستان، حيث تقود الولايات المتحدة بحماس حلف شمال الأطلسي (ناتو) الآن في حرب بالوكالة ضد روسيا في أوكرانيا، لتدخل من جديد في صراع آخر طويل الأمد بدون أهداف محددة بوضوح أو استراتيجية قابلة للتطبيق.
وعلى الصعيد الداخلي أشار مولوني إلى أن الهوة المتزايدة التي تقسم المجتمع الأمريكي تزداد اتساعاً، وأن الانقسامات لم تعد تقتصر على الحزبين السياسيين الرئيسيين في البلاد، بل تعدتهما إلى الأمريكيين العاديين الذين تزداد شكواهم من الضغوط الاقتصادية التي تشهدها البلاد بشكل متصاعد.
وأوضح الكاتب أنه ومع اقتراب انتخابات التجديد النصفي في الكونغرس تظهر استطلاعات الرأي أن معظم الأمريكيين يرون أن بلادهم تسير على المسار الخاطئ، مبيناً أن هذه الأخبار سيئة ليست فقط بالنسبة للديمقراطيين الذين يحتلون البيت الأبيض حالياً ويحتفظون بالأغلبية في مجلسي النواب والشيوخ، بل أيضاً للجمهوريين في وقت يتم فيه إهمال القضايا التي تهم الناخبين حقاً، وعلى رأسها التضخم المرتفع والاقتصاد الأمريكي المتدهور ومعدلات الجريمة المتزايدة وأزمة الحدود الجنوبية الغربية للولايات المتحدة.
وما تزال تداعيات ما جرى بعد إعلان فوز الرئيس الأمريكي جو بايدن على خصمه الجمهوري دونالد ترامب، بما فيها اقتحام مبنى الكابيتول حاضرة حتى الآن، وستكون الانتخابات النصفية المزمع إجراؤها في الثامن من تشرين الثاني المقبل جولة جديدة من صراع الجمهوريين والديمقراطيين المحموم على قضايا تثير حالة من الانقسام في أوساط الناخبين، بما فيها التضخم الذي أنهك جيوب الأمريكيين وقضايا حساسة أخرى، مثل قوانين الإجهاض.