يشير تحليل جديد إلى أن القطط البرية والضالة والوحشية التي تعيش في مناطق ذات كثافة سكانية عالية تميل إلى إطلاق كمية أكبر من طفيلي مغير للعقل ويسبب داء المقوسات (Toxoplasmosis).
وتوضح الدراسة التي نُشرت في مجلة PLOS One، الروابط بين التغيرات البيئية في درجة الحرارة وانتقال الطفيليات.
ومن المعروف أن داء المقوسات هو مرض خفيف إلى شديد يسببه طفيلي "تيكسوبلازما غوندياي" Toxoplasma gondii، والذي يمكن أن يصيب الفقاريات ذوات الدم الحار، بما في ذلك البشر والعديد من الحيوانات البرية أو الأليفة، على سبيل المثال، القطط والأغنام والفئران والطيور وثعالب البحر.
ويحدث معظم انتقال الطفيلي "تيكسوبلازما غوندياي" عن طريق القطط البرية والمنزلية التي تتخلص منه في مرحلة معينة من دورة حياته تُعرف باسم الكيسات البيضية (oocysts).
ومع ذلك ركزت الأبحاث السابقة في المقام الأول على الكيسات البيضية للطفيلي في القطط المنزلية المملوكة من قبل البشر، مع القليل من المعرفة عن القطط البرية والضالة والوحشية.
ولتعزيز فهم انتشار طفيلي "تيكسوبلازما غوندياي"، قامت صوفي تشو من جامعة كاليفورنيا ديفيس وزملاؤها بتحليل بيانات من 47 دراسة منشورة سابقا حول كل من القطط البرية، والقطط المنزلية غير المملوكة، بما في ذلك القطط الضالة والقطط الوحشية، وشملت البيانات مناطق مختلفة حول العالم، وقام الباحثون بفحص مجموعة متنوعة من العوامل المتعلقة بالإنسان والمناخ والتي من المحتمل أن تكون مرتبطة بإطلاق الكيسات البيضية للطفيلي "تيكسوبلازما غوندياي".
وأظهر التحليل أنه لوحظ وجود درجة أكبر من تساقط بيض "تيكسوبلازما غوندياي" في الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية، كما أظهر أن تقلبات متوسط درجات الحرارة اليومية المرتفعة ارتبطت بمزيد من تخلص القطط الأليفة على وجه التحديد من الطفيلي، وأن درجات الحرارة المرتفعة في الربع الأكثر جفافا من العام ارتبطت بانخفاض إطلاق الطفيلي من القطط البرية.
ولاحظ الباحثون أن هذه النتائج لا تثبت أي علاقات سببية، ومع ذلك، جنبا إلى جنب مع أدلة من دراسات سابقة أخرى، فإنهم يقترحون أن زيادة كثافة السكان وتقلبات درجات الحرارة قد تخلق ظروفا بيئية تؤدي إلى تفاقم انتشار الطفيلي "تيكسوبلازما غوندياي " والأمراض المعدية الأخرى.
وعلى أساس النتائج التي توصلوا إليها، يقترح الباحثون أن الخبراء يمكن أن يركزوا على إدارة مجموعات القطط الضالة للمساعدة في تقليل انتقال الطفيلي "تيكسوبلازما غوندياي".
وأضاف الباحثون: "يمكن للتغييرات من الأنشطة المناخية أو البشرية أن تؤثر على انتقال المرض بطرق لم نفهمها تماما بعد. في دراستنا يمكننا أن نرى كيف يمكن أن ترتبط هذه العوامل بالتغيرات في إفراز التوكسوبلازما من قبل القطط، والتي بدورها يمكن أن تؤثر على مخاطر التعرض للأشخاص المعرضين للخطر والحياة البرية".
ويشار إلى أن داء المقوسات الناجم عن الطفيلي يمكن أن يُسبب للأشخاص الذين لديهم ضعف في جهاز المناعة مضاعفات خطيرة في الرئة والدماغ والعين.
ويمكن أن ينتقل داء المقوسات من الأم إلى الجنين أثناء الحمل. ويطلق على هذه الحالة داء المقوسات الخلقي. وغالبا ما تسبب العدوى خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل حالة مرضية أكثر شدة، ما قد يؤدي إلى الإجهاض أو ولادة جنين ميت أو مشاكل خطيرة في الجنين.