جهينة نيوز
بهدف تعزيز التبادل الثقافي والتعريف بدور الثقافة السورية في دول حوض البحر الأبيض المتوسط، وإيماناً بقوة الدبلوماسية الثقافية كأداة حيوية في الحوار الدولي والسلام والتنمية بين شعوب العالم، انطلقت اليوم في إيطاليا أيام “الوردة الشامية.. من سورية إلى تورينو” التي تنظمها المتاحف الملكية في تورينو والأمانة السورية للتنمية، بالتعاون مع منظمة “سانتاغاتا” لاقتصاد الثقافة.
أيام “الوردة الشامية.. من سورية إلى تورينو” التي تستمر لغاية السابع من الشهر الحالي تتضمن العديد من النشاطات الثقافية الغنية من معرض صور فوتوغرافية وأمسيات موسيقية وسينمائية وأدبية، وتهدف إلى التعريف بالتراث السوري، وبناء الجسور الثقافية بين سورية وإيطاليا، من خلال واحدة من أكثر العناصر السورية الثقافية شهرة، وهي الوردة الشامية وما
يرتبط بها من ممارسات وحرف تراثية، والمسجلة على القائمة التمثيلية للتراث الإنساني اللامادي بمنظمة اليونيسكو عام 2019.
وبدأت الأيام الثقافية بعقد مؤتمر صحفي في المتاحف الملكية في تورينو التاريخية والتي تتمتع بأهمية وطنية ودولية كبيرة تتمثل في الحفاظ على التراث والأماكن الأثرية وتعزيزهما للوصول إلى المعرفة والإبداع الإنساني وتطوير الفرص الثقافية التنموية للأفضل، شارك فيه كل من مديرة المتاحف انريكا باجيلا، وعضو مجلس أمناء الأمانة السورية للتنمية فارس كلاس، والخبير الاستشاري في الأمانة ريم صقر، وأمين الحدائق الملكية والعمارة الدكتورة ستيفاني دسي، والأمين العام لمنظمة “سانتاغاتا” لاقتصاد الثقافة الكسيوس كينج.
وعقب المؤتمر الصحفي، افتتح معرض للصور الفوتوغرافية تحاكي الوردة الشامية والممارسات والحرف المرتبطة بها، واستكمالا للمسار التاريخي لانتقال الوردة من دمشق إلى قلب أوروبا تمت زراعة 500 شتلة من الوردة في حدائق المتحف، مقدمة من مزارعي وأهل الوردة الشامية في سورية، بالتنسيق مع الأمانة السورية للتنمية، إضافة إلى تثبيت عمل فني كرمز للوردة الشامية مصنوع من الحرف التقليدية السورية العريقة، وهي “الصدف والنحاس وصناعة القش والبروكار الدمشقي والخط العربي والزجاج التقليدي”.
وتتضمن فعاليات اليوم الأول عرض الفيلم الوثائقي “قسم سيرياكوس” الذي يصنف دراما وثائقية والحائز على ما يقارب 20 جائزة عالمية بمهرجانات دولية، وهو من إخراج أوليفييه بورجوا، وإنتاج وزارة الثقافة المديرية العامة للآثار والمتاحف، والأمانة السورية للتنمية.
ويروي الفيلم القصة الحقيقية لأبطال سوريين دافعوا عن هوية وذاكرة الشعب السوري بوجه الإرهاب، الذي طال الإرث الإنساني في مدينة حلب، حيث حمل مخرج الفيلم عمق صون الهوية الثقافية خلال الحرب التي تعرضت لها سورية وطالت هوية شعبها، ليجسد في مشاهده دور الدولة السورية، ومؤسساتها الرسمية، وغير الرسمية في حماية تاريخها وإرثها الثقافي والإنساني.
ويسلط الفيلم الضوء على بعد الهوية الفكرية للشعب السوري، ممثلاً بأبطاله الذين عملوا على حماية الآثار والقطع واللقى الموجودة في متحف حلب الوطني، فمنعوا ضياعها أو تدميرها أو سرقتها، ليكونوا أمناء على هذا الإرث، لكونه ملكاً للإنسانية جمعاء، ومصوناً للأجيال القادمة.
ويتحدث الفيلم عن تكاتف مجموعة صغيرة من علماء الآثار والقائمين على المتحف، مع تصاعد وتيرة الحرب الإرهابية على مدينة حلب عام 2015، للحفاظ على المجموعات الأثرية التي وصل عددها لنحو 24 ألف قطعة، من مقتنيات متحف حلب الوطني، متحدين وابلاً من القذائف ونيران القناصة، ليرقدوا أياماً بلياليها على أرض المتحف، لإنجاز مهمتهم الإنسانية دون كهرباء أو ماء، فعملوا بكل جهد وأمانة على إخفاء التماثيل الأثرية والمقتنيات الثمينة، للحفاظ عليها من يد الإرهابيين.
ومن المقرر أن تتضمن فعاليات اليوم الثاني من أيام “الوردة الشامية.. من سورية إلى تورينو” ندوة أدبية تستعرض أثر الوردة الشامية على الأدب وما قدمته من إلهام للكتاب في القرن الحادي والعشرين، وأمسية موسيقية بعنوان ” قصيدة للوردة”.