وأتساءل: متى سنقضي الليل, ماذا حدث للشعب اليهودي، الذي قضى ليله الطويل والعميق أيضاً ؟ هل لا زال في الظلام؟ أم اختطفهم أسياد الليل؟ وهل سيطرت وحوش الليل على العالم، وخدرت حواسنا بأقراصها المنومة والممزوجة بأكاذيبها.
سيكون لدينا الكثير من الصابرين أختي الحبيبة, وستنجو شعوب الأرض من الليل عاجلاً وليس آجلاً، وسيتعين على القوات العسكرية الاستعمارية أن تستسلم في مواجهة وحدة الشعوب, ولا بد لهم أن يستسلموا أيضاً أمام تضامن وقوة العدالة والأخوة الإنسانية التي ستستمر في دفع الناس للنزول إلى الشوارع والتظاهر في جميع أنحاء العالم، مقتنعين رغم غياب العدالة التي يستحقها المجرمون، بأنه ستكون هناك عدالة, وليس سلام.
لقد دأبت قوات الاحتلال على إطلاق ماكيناتها الإعلامية لإسكات ضمائر الشعوب، ولتبرير جرائمها البشعة أمام العالم, فالسرد الاستعماري يبدأ بوصم الضحايا بأنهم إرهابيون، وبأن الدول الإرهابية هي المنفذة للعدالة.
إن أمة مابوتشي تعرف جيداً تلك الحكاية المنحرفة، التي تخدم المضطهِدين, والغالبية العظمى من سكان العالم لا يشككون في العنصرية التي تشكل بحد ذاتها عقيدة الديمقراطيات البغيضة.
يبدو أن عدد صغير في العالم, ممن يحتكرون السلطة العنصرية هم عنصريون أساساً, وقد قرروا أن حياة الشعوب حتى العنصرية منها لا أهمية لها, وأعرف أن جزءاً من المستوطنين اليهود يتعرضون للقمع من قبل الطغاة ومرتكبي الإبادة الجماعية, الذين يحكمون "إسرائيل", لأنهم رفعوا أصواتهم وصرخوا بغضب وبأنهم لن يسمحوا بمواصلة قتل شعبٍ بإسمهم, وقد عانى العديد منهم سوء المعاملة والتعذيب والسجن, على يد قوات القمع التابعة للحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة والصهيونية الفاشية, بسبب شعورهم بإنسانيتهم, وبالخجل من القتلة الذين يدعون تمثيلهم, إنهم يذكرونني بالأرجنتينيين الذين خرجوا بشجاعة للتنديد بالحكومة, وللتضامن مع شعب مابوتشي عندما أُطلق الرصاص على أطفالنا، صحيح أنهم كانوا قليلي العدد, لكن دائماً سيكون هناك شجاعٌ وحكيم ليقول "كفى".
أختي الفلسطينية الحبيبة, أتمنى أن تجتمع نساء العالم معاً في الدعوة إلى إضراب عالمي ضد الإبادة الجماعية، ووقف الحرب, وبإرسال الرسالةً إلى أولئك المستفيدين من الحرب, ومن المجازر، بأننا مصممون على استعادة حقنا في العدالة والسلام.
أؤمن إيماناً راسخاً بقوتنا، وبقدرتنا على خلق الإجماع الدولي، وبقدرتنا على إظهار أهمية الحفاظ على حياة البشر رغم كل الخلافات.
أختي الفلسطينية العزيزة، أحتضن شعبك بكل كياني وبمحبتي, وأشعر بالخجل من محدوديتي وعجزي في مواجهة ما تمرون به, صدقيني، أتمنى لو كنت معكم , وأنا كإمرأة من المابوتشي، أدرك معنى الحصار والحرمان، وكم هو رائعٌ أن نمد يد العون والدعم لكم في هذه المحنة, وأحلم اختاه بحرية شعبك بقدر ما أحلم بحريتي, وستنتصر فلسطين, ونحن معكم من أجل الأرض والعدالة والحرية.