تحت عنوان "تعزيز الصمود والأمن الغذائي المستدام في البيئات الهشة" انطلقت اليوم في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق أعمال المؤتمر العلمي الرابع عشر للهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية بمشاركة ممثلي منظمات عالمية ودولية وخبراء وباحثين في القطاع الزراعي.
ويناقش المؤتمر على مدى يومين 89 بحثاً مختاراً تتناول تقييم استجابة الطرز الوراثية للإجهاد الجفافي واستنباط سلالات من القطن متحملة للحرارة العالية، واعتماد أصناف جديدة من القمح والشعير، والنحل، واستخدام الأسمدة، وتقنيات الليزر في الأعمال الزراعية، ودراسة خصائص التربة، وتلوث المياه، واستخدام الطاقة الشمسية في الزراعة والري، وآثار بعض الأمراض على أنواع محددة من النباتات، ومقاومة بعض الحشرات للمبيدات التقليدية إلى جانب موضوعات أخرى.
كما تتخلل المؤتمر جلسات خاصة تتناول التحسين الوراثي، وتحمل الإجهادات والتغيرات المناخية وتطوير الثروة الحيوانية والمحاصيل العلفية، وأبحاث التقانات الحيوية وآفاق الزراعة الرقمية، وصيانة الموارد الطبيعية، وأبحاث الصحة النباتية، وطرائق إدارة الآفات الزراعية.
وزير الزراعة والإصلاح الزراعي المهندس محمد حسان قطنا أكد في كلمة له ضرورة الانتقال من الاعتماد على البحوث التقليدية إلى التكاملية في الأبحاث الزراعية وتوسيع قاعدة البحوث مع وزارة الزراعة والتعليم العالي وتطبيق برامج التنمية المستدامة واتفاقية المناخ والعمل مع الشركاء وكل الجهات للوصول إلى الهدف، مشيراً إلى أنه تم التوصل إلى صنفين جديدين من القمح ومثلهما من الشعير وصنف من القطن طويل التيلة وصنف في مجال الثروة الحيوانية.
وفي تصريح للصحفيين أشار الوزير قطنا إلى أن الوزارة تدعم البحوث وفق خطة واضحة وتقدم لها الاعتمادات اللازمة بهدف تطوير الإنتاج الزراعي والإدارة المستدامة للموارد وتحسين أسس إدارة الثروة الحيوانية لتحسين الإنتاج والإنتاجية.
بدورها وزيرة الإدارة المحلية والبيئة الدكتورة لمياء شكور أشارت إلى أن تكامل العمل الحكومي والبحث العلمي في القطاعات الحكومية هما صنوا عملية التقدم في مواجهة التحديات وتعزيز الصمود والوصول إلى أمن غذائي مستدام والذي يعد تحدياً كبيراً على المستوى العالمي والإقليمي والوطني ولا يمكن مواجهته في البيئات الهشة إلا في حالة تكاملية مطلقة بين كل القطاعات.
مدير عام الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية الدكتور موفق جبور أشار إلى دور مركزي “أكساد” و”إيكاردا” في رفد الهيئة بعشرات السلالات المبشرة من القمح والشعير وأهمية التعاون مع كليات الزراعة والطب البيطري وتنفيذ الأبحاث المشتركة، لافتاً إلى أن المؤتمر فرصة لتلاقي الخبراء وتبادل الآراء.
ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” بدمشق طوني العتل لفت إلى التعاون البحثي الوثيق بين المنظمة ووزارة الزراعة ممثلة بالهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية الذي يشمل الدعم المادي والفني عن طريق التواصل مع الجهات المسؤولة، مؤكداً استمرار المنظمة بتقديم الدعم للهيئة.
بدوره بين منسق علاقات الدولة مع المركز الدولي “إيكاردا” الدكتور مجد جمال أن آخر صنفين من القمح تم اعتمادهما “فرات 10 وشام 11” هي نتاج برنامج التعاون المشترك بين إيكاردا والبحوث العلمية الزراعية، مضيفاً: إن “إيكاردا” قامت بحفظ المدخلات الوراثية التي تم جمعها في سورية وتقدر بحوالي 9 آلاف مدخل وراثي وإعادة نسخة منها إلى سورية لتساهم في تعزيز البنك الوراثي في الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية، إضافة لإجرائها دورات تدريبية وتقديم كميات من البذار المحسن لمؤسسة إكثار البذار.
ولفت جمال إلى أن هناك مشاريع عدة أهمها إعادة تأهيل مزارع مسكنة بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي وبرامج مع منظمة مكافحة الجوع في نشر ثقافة الزراعة الحافظة وإعادة تأهيل 50 هكتاراً من البادية.
ومن الباحثين المشاركين في المؤتمر بينت الدكتورة دلال الإبراهيم من مركز بحوث الغاب أنها شاركت ببحث تحت عنوان “دراسة بعض التراكيب الكيميائية والإنتاجية للغار النبيل في مناطق الانتشار الطبيعي في مواقع الغاب” حيث تناول البحث إلقاء الضوء على هذا النوع المهدد بالانقراض نتيجة الحرائق التي حصلت من خلال دراسة بعض التراكيب الكيميائية ودراسة الإنتاجية وصفات هذا النوع، حيث لوحظ أن هناك تبايناً في التراكيب الكيميائية وتبايناً في نسبة الزيت فيه مع تباين المواقع نتيجة الظروف المناخية وخصائص الموقع وفروقات الارتفاع عن سطح البحر.
وتم خلال المؤتمر تكريم 26 باحثاً من مختلف الاختصاصات والمراكز البحثية وافتتاح معرض لأهم الأبحاث المنفذة ونتائجها من قمح وشعير ولوزيات وحبوب ودودة الحرير وغيرها.