أعلن مدير عام منظمة المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد" الدكتور نصرالدين العبيد نتائج الاجتماعات المشتركة بين وزارة الزراعة والغابات السودانية والمركز بخصوص زيارة مقر أكساد ومشروع "خارطة الاستخدامات المثلى للأراضي في السودان". حيث قام وفد سوداني رفيع المستوى برئاسة الدكتور أبوبكر عمر البشري وزير الزراعة والغابات السوداني بزيارة رسمية إلى مقر "أكساد" في دمشق.
وأضاف الدكتور العبيد أنه عُقدت خلال الزيارة جلسات عمل واجتماعات نوعية اشتملت وقائعها على متابعة نتائج الاجتماعات المشتركة بين وزارة الزراعة والغابات في السودان و«أكساد» بخصوص زيارة مقر المركز ومشروع "خارطة الاستخدامات المثلى للأراضي في السودان" بناءً على مذكرة التفاهم بين المركز والوزارة السودانية والتقرير الفني عن مجمل المشروعات المشتركة بالتعاون بين "اكساد" ووزارة الزراعة والغابات السودانية.
وأوضح الدكتور العبيد أن من أهم نتائج المشروع إعداد خرائط استثمارية وتقارير فنية متكاملة تسهم في تحديد المناطق الواعدة للتنمية وجذب رؤوس الأموال وتشجيع فرص الاستثمار وتحقيق المردود الأمثل والإنتاجية الأعلى في وحدة المساحة ودعم متخذي القرار في تطبيق خطط التنمية الوطنية ويجعل من السودان فعلاً قاطرة الأمن الغذائي العربي.
وأكد العبيد على إستعداد المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة لتطوير التعاون مع جميع المؤسسات السودانية سعياً للارتقاء به إلى أقصى حد ممكن مشيراً إلى حرصه على تقديم خلاصة خبرات "أكساد" العلمية المتراكمة لتذليل الصعوبات التي تعترض المسيرة التنموية في السودان.
وأعرب الدكتور العبيد عن امنيته بعودة الأمن والأمان إلى كافة ربوع السودان وأن ينعم على أهلنا الطيبين في السودان بالأمن والأمان، وأن يعود للسودان الدولة بمؤسساتها المختلفة، ألقها واستقرارها لتعود كما كانت مصدر خير وعطاء لمجتمعها وأمتها العربية.
وأشار العبيد الى اتفاق الجانبين على متابعة العمل بالمراحل القادمة من المشروع (ولاية كردفان، وولاية دارفور)، بما يتناسب مع الظروف الراهنة والطارئة في جمهورية السودان و تنفيذ مشروع إحصاء زراعي وحيواني ضمن إطار العمل المستمر على تطوير التعاون بين الوزارة والمنظمة.
وكشف "العبيد" عن تفاصيل خارطة الاستخدامات المثلي للأراضي في السودان ومنها الانتهاء من تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع إعداد خارطة الاستخدامات المثلى للأراضي في الولايات الشرقية في البحر الأحمر وكسلا والقضارف بمساحة 53 مليون هكتار ونتج عنها إعداد 470 خريطة شملت تحديد المناطق الواعدة للتنمية والاستثمار موزعة على مناطق دلتا توكر-ودلتا القاش و سهل البطانة ومناطق المانجروف وخشم القربة وحلفا الجديدة ومناطق الزراعة الآلية كما شكلت مرجعاً أساسياً لفرص الاستثمار وتنفيذ مشاريع تنموية بمختلف المجالات ، خاصة مشاريع حصاد المياه والإنتاج الزراعي .
وأوضح مدير "أكساد" أنه تم استكمال المشروع في 7 ولايات أخرى ضمت الخرطوم والشمالية ونهر النيل والجزيرة والنيل الأبيض وإقليم النيل الأزرق وكردفان، بينما شملت المرحلة الثانية من المشروع في ولايات الخرطوم والشمالية ونهر النيل بمساحة 50 مليون هكتار، شارك فيه 50 خبيراً من "أكساد" و55 خبيراً وفنياً من السودان، وإعداد 625 خريطة تتضمن معلومات عن الوضع الراهن للموارد الطبيعية والثروة الحيوانية، وتحديد المعوقات وتقديم المقترحات لتنمية الموارد، وتوجيه استثمارها ورفع إنتاجيتها، وتقييم الوضع الراهن للمراعي والمسارات الرعوية، وتحديد الإجراءات المناسبة لزيادة الحمولة الرعوية وإجراء دراسة متكاملة للثروة الحيوانية، وتقديم الإرشادات الخاصة بتطوير الإنتاج وتسويق المنتجات الحيوانية.
وأشار "العبيد" إلى أنه من أهم النتائج تحديد المناطق الصالحة للتوسع بزراعة القمح التي تبلغ حوالي 3 مليون هكتار في الوضع الراهن، وتصل إلى 6 مليون هكتار في حال استصلاح المساحات الواعدة وتطبيق النماذج الرياضة للمياه الجوفية التي نفذها المركز العربي "أكساد" مشيرا إلي تنفيذ المرحلة الثالثة من المشروع في ولايتي الجزيرة والنيل الأبيض وإقليم النيل الأزرق، من خلال تشكيل فرق العمل المشتركة من أكساد والسودان وإعداد وثيقة التقرير الفني لهذه المرحلة، وإرسالها إلى وزير الزراعة والغابات السوداني وهي تتألف من 10 فصول، وتتضمن 930 خارطة غرضية، تتكامل معها الخارطة التفاعلية، وشارك في أعمال هذه المرحلة 200 خبير وفني من الطرفين.
ومن جانبه تقدم الدكتور أبو بكر عمر البشري وزير الزراعة والغابات السوداني بالشكر والتقدير على تنفيذ المشروع وفق الأسس والمعايير الموضوعة، والمتفق عليها في الاجتماعات الفنية، مؤكداً حرصه على تطوير التعاون مع منظمة "أكساد".
وتعهد الوزير السوداني بأن تشهد المرحلة القادمة مزيداً من التعاون والتنسيق في مختلف الميادين، وعبّر عن امتنان السودان للخدمات الكثيرة التي تقدمها منظمة «أكساد» للسودان، ودورها في تفعيل المشاريع التنموية، وأهميتها في دفع عجلة الاستثمارات الزراعية، مشيدا بدور منظمة "أكساد" واستعداده لبذل كل الجهود من أجل تذليل الصعاب للارتقاء بالعمل العربي المشترك.
في نهاية الجلسة الافتتاحية سلّم مدير عام "أكساد" معالي وزير الزراعة والغابات شهادات التدريب والمشاركة للخبراء والفنيين من الجانب السوداني، الذين تم تدريبهم من قبل خبراء «أكساد» في تنفيذ الأعمال الحقلية لهذه المرحلة من المشروع بحضور الوزير السوداني، وأعضاء الفريق الفني المرافق، وبمشاركة سفير السودان في سورية، وممثلون رفيعو المستوى من الوزارات والمؤسسات العلمية والنقابات المهنية (الزراعة والبيطرة) في سورية، وعدد من المنظمات الدولية والإقليمية.
تم تنظيم جلسة علمية فنية جرى فيها تقديم عروض ضوئية علمية شاملة حول أنشطة المشروع ومكوناته العلمية، وعرض التقرير الفني الخاص به، حيث جرت مناقشة الملاحظات والمقترحات والتساؤلات التي سجلها وطرحها الخبراء السودانيين على التقرير الفني الذي سبق أن تم إرساله إلى وزارة الزراعة والغابات، والتي تم الأخذ بها من قبل منظمة أكساد لإخراج التقرير بشكله النهائي.
تضمن التقرير دراسات موارد الأراضي وموارد المياه والإنتاج النباتي والثروة الحيوانية، والخرائط التقليدية والتفاعلية والإرشاد الزراعي، بما في ذلك رؤية الطرفين بما يخص تنمية وتطوير استثمار الموارد الطبيعية في السودان بشكل عام ومنطقة الدراسة بشكل خاص.
وجرت المناقشات بهدف الوصول إلى أفضل النتائج التي تدعم مسيرة التنمية المستدامة في السودان، وتركزت على المناقشات العلمية وتبادل المعارف والخبرات، والحوار البناء، ما يؤكد إيجابيا لمسيرة التعاون الطويل الأمد بين منظمة أكساد وجمهورية السودان ممثلة بوزارة الزراعة والغابات.
وأكد المشاركون على الاستمرار في التعاون البناء بما يخدم النهضة الزراعية في السودان، وتوظيف خبرات أكساد المتراكمة في مسيرة التنمية وتطوير استثمار الموارد الطبيعية.
كما ناقش الجانبان نتائج ومخرجات الدراسة، وكيفية متابعة الأعمال وطرق تمويلها من المؤسسات وصناديق التمويل العربية والدولية بما يخدم تطوير القطاع الزراعي في جمهورية السودان ويحقق أهداف التنمية ( 2015 – 2030 ) المستدامة وخلق فرص الاستثمار، وزيادة الإنتاج والإنتاجية وتحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي باعتبار أن السودان سلة الغذاء العربي.
وكشفت تقارير رسمية أصدرتها منظمة «أكساد»، عن أهمية التوسع بزراعة الحبوب وخاصة القمح ونشر زراعة الأصناف المستنبطة العالية الإنتاجية والمتحملة للحرارة والمقاومة للجفاف والأمراض، والتركيز على المتابعة الدورية لعمليات الإحصاء بشكل دائم لقطاعي الإنتاج النباتي والحيواني.
وأوضحت التقارير إن إدارة «أكساد» نظمت لقاءات مميزة بين الوفد السوداني ودولة رئيس مجلس الوزراء ووزراء الخارجية، والزراعة واستصلاح الأراضي، والموارد المائية، والإدارة المحلية والبيئة، في الجمهورية العربية السورية ما يسهم في تطوير علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين، ودعم مسيرة العمل العربي المشترك.
يأتي ذلك بينما قدم الوفد السوداني في نهاية الزيارة شكره وامتنانه لمنظمة المركز العربي «أكساد»، والدكتور نصر الدين العبيد المدير العام لمنظمة «أكساد» على حسن الاستقبال والضيافة.